إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

الرقابي المبدع الملهم

الكثير منا يحاول جاهدًا رسم بصمه له في هذه الحياة يطور نفسه أولاً ويثري غيره ممن هم في مجال عمله بل والذهاب إلى أقصى ما يمكنه الذهاب إليه، ولكن قله يعودون وهم محملين بتجاربهم الجديدة المتولدة من تجاربهم الخاصة مع الحياة.
بندر الرقابي ضمن أولئك القلة الذين تركوا  بصمة رائعة في الصفوف الاولية في فترة وجيزة ..

 
فبدأ حياته العملية في متوسطة وثانوية الحرس الوطني بالرياض خطف الالقاب والتميز ، ليكسر الاعذار ممن يتحجج بقله الخبرة، وليؤكد أن الرهان الوحيد في منظومة التعليم هو روح المعلم وعطاءة ورقابتة الذاتية
بندر الرقابي مثال حي على الكفاح والقبض على الأحلام، ونموذج جميل لكيفية اختصار المسافات والإصرار على اختراق الواقع صعودا نحو مدارج التميز…

عمل دروس وبرامج سهّل بها علم الفرائض في المرحلة الثانوية، لم يتذمر من كثرة إعداد الطلاب ومن التصرفات السلوكية التي نسمع عنها في هذة المرحلة السنية بل سخر هذه المرحلة الى صقل مواهب الطلاب مستشعراً المقوله تعامل مع طلاب هذة المرحلة بالاخوة والرجولة حتى اصبح انموذجاً في العطاء والاخلاق .

ولم يكن هذا التحدي الوحيد التي تجاوزه بل سبقه محطات كثيرة ومتعددة وبعضها كاف للشعور بالخيبة والانطفاء والذبول. 
ولم يصل إلى حديقة النجاح والابداع إلا بعد أن مر بمحطات من التعب والفشل واليأس، ولأنه صاحب إرادة قوية لم يطيل الوقوف في هذه المحطات بل تجاوزها بهدوء وثقة وصبر عجيب .

بعد المرحلة الثانوية  اتجه بندرإلى المرحلة الابتدائية ( مدرسة عرفات بالروضة )غيرةً مما رَآه من شريكته في الحياة من التدريس للصف الاول وماتقوم به من تنشئة هؤلاء النشء وغرس القيم التي يعود فضلها لهذا المعلم طيلة حياتهم ، وخاض غمار هذه العمل بالصف الاول ومٌنذٌ اللحظة الأولى لالتحاقه بهذا العمل الشيق والمتعب بنفس الوقت …أبدى نشاطا واضحا وشغفاً كبيراً بما يفعله وتوهجاً لاتخطئه العين؛ حيث  يدير الأنشطة الإذاعية والرياضية والحركية، ويخرجها لهم ويعتلي منصات التقديم خلف طلابه إعداداً وتدريباً فحظي بثقة من حوله وبالمجتمع الخارجي واولياء الامور وتقديرهم .

واصل بندر رحلة العطاء والكفاح، فكان من أوائل من ذهبوا نحو بث فكر جديد، ونقل حماسه لطلابه، وكوّن منهم وبهم برامج ودروس وبثها في وسائل التواصل ( الانستجرام والتويتر … )للاطلاع على تجاربه وعطاءته . بعدها انشأ متجر للوسائل التعليمية ،وتجاوز المألوف، فجعل للمتجر صيتاً وحراكا
‎شق بندر طريقه نحو الإبداع ، وكان عطاؤه الميداني الكبير ومبادراته المختلفة تؤهله لمزيداً من التألق.


وأخيرا اخي بندر اوكد أننا مجتمع خذول إلى حد ما ، ويذهب نحو الأستسلام لليأس والتحطيم ولكن كٌن خير مٌحفز لنفسك دائما 
يحدث هذا رغم أن مجتمعاتنا اليوم بأمس الحاجة إلى إبراز مثلك ( عطاءً وتميزاً ) عرفانا وامتنانا لما قدمته من مبادرات ، بل خلال فترة قصيرة للصفوف الاولية اثريتنا كمتابعين ومعجبين بتميزك ، من خلال هذا المنبر الإعلامي الرائع كروعتك ، واستثمار تجاربك وامثالك في التصدي للإحباط الذي استفحل وهيمن وترسب في أعماق الكثير صغاراً وكباراً دمت دوماً في ابداع و تميز  .

صالح محمد العمري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى