إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

قصة فتاة تعثرت وصنعت من تعثرها نكهة أخرى لحياتها .

 منذ زمن كان هناك طالبة تحب تلاوة القرآن؛النشيد؛الإلقاء؛ وتميزت في ذلك وأصبحت من من لهم مكان في الاذاعة المدرسية في المرحلة الابتدائية وخاصة في الصف الخامس والسادس ثم المرحلة المتوسطة في نفس المجمع ولازالت تلك الطالبة من المميزات في الاذاعة وخاصة في تلاوة القران والالقاء …..
انهت تلك الطالبة المرحلة المتوسطة وقرروالدها ان تلتحق بمعهد المعلمات وقام بتسجيلها فيه على الرغم انها لم تكن ترغب في ذلك ليس لطموح ما ولكن كانت متعلقة جدا بزميلاتها ولاتريد ان تفترق عنهن …
وعند بداية العام الدراسي الجديد علمت انها لم تقبل …كادت تطير فرحاً وبقيت شهر تقريباً مع زميلاتها في الصف الاول ثانوي ولكن ..
في احد الايام وفي الطابور الصباحي سمعت تلك الطالبة المديرة تعلن عن أسماء ومن ضمنها اسمها وقالت المديرة في نهاية ذكرها الأسماء كل طالبة سمعت اسمها تداوم في معهد المعلمات من الغد …..صُدِمت تلك الطالبة وبكت وقالت لزميلاتها لن اذهب الى المعهد لن نفترق كان ذلك اليوم حافل بالبكاء والحزن من تلك الطالبة وزميلاتها عادت الطالبة إلى المنزل ووجدت والدها على علم بالخبر وعلمت ان والدها من ضمن الاهالي الذين قدمو شكوى علي مستوى الوزارة وذلك لعدم نزاهة قبول طالبات المعهد حسب النسبة …وتم اعادة الاختيار بالنسب و بالعدل… فكانت تلك الطالبه من ضمن الطالبات اللاتي تؤهلهن نسبتها للدخول في المعهد ..
حاولت تلك الطالبة ان تقنع والدها بعدم رغبتها في الالتحاق بالمعهد لكنة رفض وبشده فقد كانت فرصة ذهبية تلك الايام قبل اغلاق المعهد. وقد بذل مجهوداً من اجل قبول تلك الطالبة في المعهد …..
التحقت بالمعهد رغماً عنها وبدأ مشوارها هناك فقد كانت تعاني فراق (شلتها)اذ لم ينتقل معها الا اثنتان ولم يكن المقربات منها ولم تكونا معها في نفس الصف ..لكنها رغم ذلك  كانت تنتظر الفسحة بفارغ الصبر حتى تلتقي بهما ……
ومرة الايام ……وتأقلمت تلك الطالبة نوعا ما …
لاحظت معلمة الدين حسن تلاوة تلك الطالبة …. وأخبرنهاالطالبات اللاتي كن معها في المرحلة المتوسطة انها كانت من من يقمن بتلاوة القران في الاذاعة  فقررت  معلمة الدين أن تشارك الطالبه في الاذاعة بتلاوة القران وشاركت الطالبه ونالت استحسان كثير من معلماتها ….
وفي الفصل الثاني من أول معهد وقبل نهاية العام استضاف المعهد حفل كبير لاتعلم تلك الطالبة ماهو وماسببه ….أختيرت تلك الطالبة ان تكون المرتلة في ذلك الحفل ………وكان يوم الحفل …..كانت متهيبة جدا على غير العادة …..وحان وقت تلاوة تلك الطالبة …وبالفعل بدأت ….لكن عندما رفعت رأسها رأت نساء في مقدمة المكان ورأت المديرة كيف تحتفي بهن والجميع كذلك …
أصابتها رهبة شديدة جدا وبدأ صوتها يختنق وبدأ جسدها بالكامل ينتفض. ولاتكاد تخرج حرفاً واحداً سوي …أ….أ…أ…أ….تعجبت المعلمة التي كانت قريبة منها وأمسكت بالمكرفون نيابةً عنها وأخذت تحفزها ولكن دون جدوي بدأت تسمع القهقهات من الحضور حضرت معلمة الدين ….مابك ؟؟؟ماذا حصل ؟؟؟؟أنظري قومي بالقراءة ….ولكن دون جدوى …حضرت المديرة وبدأت تعنف معلمة القران وتقول لماذا لم تدربيها والمعلمة تحاول ان تبرر وترمق تلك الطالبة ينظرات لا تنساها أبداً…..
تم تخطي تلك الفقرة تقريبا ….وقامت الطالبة من المقعد وقدمها لاتحملها …….ودخلت الصف وأخذت تبكي بحرقة وقلبها وجسدها ينتفضان …..وبعد انتهاء الحفل …
عنفتها المعلمة ورأت في عين تلك المعلمة الانكسار مما زاد من حزنها وأخذت تسألها (بلهجتها المصريه …ليه …ليه …عملت كدا ليه )وهي لاتجيب …..عادت إلى المنزل وهي في قمة الحزن ولم تخبر أحد بما حدث لها وخاصة أن والدة تلك الطالبة كانت متوفاة….وأضربت عن الكلام والاكل والشرب ذلك اليوم  ورفضت ان تذهب الى المدرسة رغم محاولة والدها الا انها ولاول مرة ترفض بهذه الطريقة الذهاب للمعهد وأخذت تبكي بشدة تركها والدها تغيب …وفي اليوم الثاني ايضا رفضت وبشدة وحاول الجميع اقناعها ان تذهب ولكن دون جدوي وغابت ….وبعدها اتت عطلة الاسبوع ….وفي يوم السبت تم إيقاضها من اجل الذهاب للمعهد ولكنها رفضت رغم المحاولات ومن شدة تعبها النفسي مرضت ولم تداوم ذلك الاسبوع ايضا وفي الاسبوع الذي يليه حضرت زميلتها التي كانت معها من المرحلة المتوسطة وأخذت تعاتبها وتخبرها انها تفتقدها وان معلمة الدين تسأل عنها وأن الطالبات جميعهن يفتقدونها وجلبت معها رسائل من الصف (لازالت تلك الطالبة تحتفظ بها)ورجتها ان تداوم اليوم التالي …..
ذهبت الطالبة على مضض ولكن عادت وهي مكسورة من الداخل ….ولم تخرج أبداً في الاذاعة ولم تكن تحب البروز في أي مكان …..حتى أن ذلك الموقف اثر على مستواها الدراسي وكانت تغيب ولم يكن يحفزها للذهاب للمعهد سوى حبها لزميتها وللرسم ….فقد كانت معلمة التربية الفنية تميزها وتحفزها ولاتنسى تلك الطالبة تلك المعلمة ..
مرت الايام وتخرجت تلك الطالبة من المعهد بتقدير لم يرضي والدها ولكنها تخرجت ….تم تعينها مباشرة بعد التخرج ….ودرست المادة التي تحبها (الرسم)لمدة ثمان سنوات ثم نقلت من مدرستها وأجبرت على تدريس الصف الاول …المفاجئة ….انها تأقلمت مع صغيراتها واصبحت تحبهن حب غريب وأخذت تدرسهن بحب وعطاء وأخذت تقرأ وتتزود حول مايخص مراحلهن العمريه ومايخص المادة العلمية حتى تعطيهن على اكمل وجة ….
تميزت كمعلمة ….حتى برزت ….ورغم محاولة مشرفتها ان تعطي درس نموذجي الا انها ترفض فلا تزال تلك الندبة تألمها ….حتى انها تتهيب من حضور المشرفات والمديرة وتختنق وترتجف بداية حصتها الاأنها تتحدى نفسها في كل مرة ….بقيت كذلك لاتحب البروز تعطي من حولها افكار تحفز زميلاتها من اجل التميز والبروز ….ولم تكن تفكر ولو للحظة ان تبرز هي …..
حتى استلمت قيادة مدرستها مديرة رائعة رأت فيها التميز وأخذت تحفزها تكلفها بحضور دورات وتطلب منها ان تلقيها على زميلاتها …رفضت في البداية ولكن المديرة أصرت ….وأخذت تلك المعلمة تجبر نفسها وتعنف نفسها وتقول الى متى ..!!…
بعد ذلك قيض الله لها قائدة الصفوف الأولية في المكتب الذي تنتمي اليه مدرستها …قائدة في قمة الإيجابية والتواضع …..محفزه ؛ ابتسامتها وطريقة كلامها فقط تبعث في النفس شعور بالارتياح والسرور ..رأت تلك القائدة في تلك المعلمة تميزاً برزت تلك المعلمة على مستوى المكتب فأصبح يتم ترشيحها لحضور لقاء …ورش …برامج ….
تحولت تلك الرهبة إلى حب للعطاء…حب للتطويرلذاتها ….حب للشاركة …والكثير الكثير من الاشياء الايجابية ….احيانًا الإنسان يتعثر ويظل هذا التعثر عقبة في حياته الإ إذا وجد اشخاص يساندوونه على التغلب على تعثره ..فهؤلاء يزرعون الايجابية في داخلنا ويساعدونا على التغلب على الفشل  في حياتنا يصنعون الفرق .ويجعلون للحياة نكهة أخرى ..

مع تحياتي /أم الوليد 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى