الجمال والديكورالطب والحياة

مابين المهق والبرص

يعد المهق مرضاً وراثياً نادراً وغير معد يتسم بالنقص في إنتاج مادة الميلانين ما يؤدي الى غياب كامل او جزئي للصبغيات في الجلد والشعر والعينين. ويكون المهق بالتالي عرضة بشكل خاص لسرطان الجلد وتتراجع حاسة النظر لديهم بدرجة كبيرة.

ويجب أن يكون الوالدان بالضرورة حاملين لجينة المهق كي يلد طفلهما مع هذا المرض، لكن هذه الحالة لا تعني أن الطفل سيكون حتما مصابا.

فأي طفل مولود لوالدين حاملين لجينة المهق يواجه احتمالا بنسبة 25 % في ان يصبح أمهق و50 % في ان يكون حاملا للجينة سليما و25 % في الا يحمل بتاتا جينة المهق.

وفي أميركا الشمالية واوروبا، يصيب المهق ما نسبته شخصا واحدا من كل 17 الى 20 ألف شخص. لكن في مناطق معينة في افريقيا جنوب الصحراء، ثمة نسبة اصابة تبلغ 1 على 1400 بحسب ارقام اوردها تقرير صادر عن خبير مستقل عينته الأمم المتحدة لشؤون المهق.

وتأتي النسبة المرتفعة للاصابة بالمهق كنتيجة لعادة اختيار الازواج من ضمن مجموعة مقفلة، وهي من الممارسات الشائعة في بعض المناطق بحسب روبير اكارون الخبير في المهق في جامعة مرسيليا الفرنسية.

أحيت الأمم المتحدة  “اليوم العالمي للتوعية بالمهق” لتسليط الضوء على ما يتعرض له الأشخاص المصابون بالمهق من أشكال متعددة من التمييز في جميع أنحاء العالم.
وأشار بيان للأمم المتحدة بهذه المناسبة إلى أن البيانات الأخيرة تؤكد أن المهق لا يزال يساء فهمه بشكل عميق اجتماعيا وطبيا. ونوه إلى أن كثيرا ما يكون المظهر البدني للأشخاص المصابين بالمهق هدفا للمعتقدات والخرافات الخاطئة المتأثرة بالخرافات التي تعزز تهميشهم واستبعادهم الاجتماعي ما يؤدي إلى أشكال مختلفة من الوصم والتمييز.
وأكد البيان أنه في بعض المجتمعات المحلية، تضع المعتقدات والخرافات الخاطئة أمن وحياة الأشخاص المصابين بالمهق في خطر مستمر حيث تتأصل هذه المعتقدات والأساطير في قرون من الزمن من المواقف والممارسات الثقافية حول العالم.

يكثر الخلط في إستعمال كلمات البهاق والمهق والبرص عند الناس والمرضى بالبهاق حيث يسأل المريض بالبهاق عن مرضه هل هو بهاق ام مهق أم برص.
والحقيقة أنه حتى المعاجم الطبية العربية مختلفة حول الترجمة الصحيحة لكلمة (Vitiligo) حيث يترجم أحيانا الى البرص وأحيانا أخرى بالبهاق ولكن معظم أطباء الجلد يكاد يتفقون على التفريق بينهما على النحو التالي:

البهاق: هو مرض جلدي مكتسب ينتج عن تدمير الخلايا الصبغية ويسبب بياض في منطقه او مناطق في الجسم ويظهر في اي عمر.

أما المهق (albinism): فهو مرض يوجد عند الولادة يصيب الجسم كله منذ الولادة وهو مرض وراثي حيث تكون خطر الأصابة للأطفال 25% اذا وجد الجين المسبب عند كلا الوالدين و غالبا ما يكون والدي الطفل المصاب أقارب من الدرجه الأولى.

والبرص (الجذام Leprosy): المعروف أيضاً باسم مرض هانسن هو عدوى مزمنة تنجم عن البكتيريا الفُطْرية الجذامية والفُطْرية الجذامية الورمية. في البداية، لا تترافق العدوى بأعراض وتبقى عادة هكذا لمدة تستمر من 5 سنوات حتى 20 سنة. تشمل الأعراض التي تحدث أوراماً حبيبية في الجهاز العصبي المحيطي (الأعصاب) والجهاز التنفسي والجلد والعينين. وهذا قد يسبب فقدان القدرة على الشعور بالألم، وبالتالي فقدان أجزاء من الأطراف بسبب تكرر الإصابات كما يسبب ذلك الضعف العام وضعف البصر أيضاً.

اي ان ما يشكو منه كثير من المرضى هو بهاق لكن درج تسميته في بعض البلدان مثل شمال افريقيا بالبرص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى