إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

ضاعت لغتي من لساني ولسانك

حين نعود ونطلع على معاجم اللّغة الّتي تحوي في متونها أسرار بلاغة الّلغة العربية سوف ندرك مدى ما وصل إليه أجدادنا العرب في إدراك الفروق الدّقيقة بين المعاني، والتّفريق بينها عن طريق المترادفات حتى أن هنالك من يستطيع أن يصيغها بمفردات ذات بلاغة وفصاحة دون أن يكون قد دلف لأي مدرسة أو حتى قرأ أي كتاب بل أن البعض منهم أمي .

ولعل رجالات العرب وفرسانهم ممن يشهد لهم بالشعر و بالخطابة والبيان والإيجاز الّلغوي أكبر دليل على ذلك وكلنا نعلم أن القرآن الكريم شرفه الله حين نزل تمت صياغة ألفاظه من العلي العزيز بإعجاز فصيح أعجز فطاحل العرب عن مجاراته أو حتى الإتيان بأية أو جزء من أية تماثل آياته .

 وبغض النظر عن تشريف لغتنا بالقرآن واتصافها بالجمال والرشاقة في الألفاظ ناهيك عن الأساليب والتراكيب العربية ذات الرونق المتميز الإ أن هذا البريق والجمال نراه الآن يندثر رويدًا رويدا من لسان ومنطلق الإنسان العربي من تداخل اللهجات فيه وأن كانت لا أرى ضير من اللهجة فيما إذا كانت تتوافق مع اللفظ العربي الفصيح لكن مايدعو للتفكر والتساؤل والتعجب أننا مع مرور الزمن وتقدم العصر أصبح الأمر لدينا مستصعب في تداول وتعاطي لغتنا الأم العربية فنحن إما أن نضيف لها حروف أو أن ألسنتنا تأكل وتسقط حروف من الكلمة أونغير في المعنى والمدلول العربي خاصة في ظل أن النطق عند البعض حتى للهجته المحلية والعامية يغير في كلماتها وهنا لا اقصد أن لغتنا ذات المفردات العربية أصبحت ممزوجة  بمفردات من اللغات الدخيلة بل أقصد تغير نفس اللغة إلى لغة عربية منحلة لا هوية ولا انتماء لها . 

فمع الأغلاط الشائعة في الكتابة التي اعتبرها أقل ضررًا من ما نجده من  أفراد من بني جلدتنا أن لم يكن أمم منا قد تحورت ألسنتهم للغة غير مفهومه جزء منها أشبه بلغة ومواء القطط وجزء منها أشبه بأصوات الأجهزة وهديرالمكائن والمحركات أو بدلوا كلمات من لهجاتهم وأسماء وأفعال إلى ألفاظ فيها شيء من ( اللغة السوقيه) الألفاظ المبتذلة ..

ولا أحبذ أن أطرح امثلة لكي لا تنتشر هذه الألفاظ في الأفق لكن يكفينا أن نستمع إلى لغة المسلسلات والأفلام التي انتشرت كلغة متداولة في البيوت  ولغة الحوارات في الشارع وبالذات تلك اللغات التي يتداولها الشباب من الجنسين . سواء في الكتابة على مواقع التواصل الكتابية أو في الحو ار عبر اليوتيوب والسناب ……وغيرها .بل أن من ويلات التغيير في اللغة أنه قد تغيرت الألفاظ السلمية العادية إلى ألفاظ تعنيفيه فتخيل أنك تقول لأحدهم  : انتظرت جيتك وجيه عيالك   فيتغير اللفظ لمعنى كرهت جيتك وجيه عيالك .

فهل نحن أمام طفرة للغتنا العربية الفصحى وقضاء تام عليها ، وأمام اندثار تدريجي للألفاظ المحلية المعروفة في لهجاتنا ؟!  وقد قيل في  المثل العربي  : ( لسانك حصانك أن صنته صانك …) وهذا يجعلني أحور المثل لمفهوم  ومدلول أخر لأقول ( لغتك عنوانك أن حفظتها كانت أمانك و أن ضيعتها ضاع لسانك  )….!!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88