إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

خطأ تعدي الحدود في تقارب القلوب

لا شك أن تقارب القلوب بين الأقارب بعضهم البعض من أفضل القربات إلى الله، ولكن تقارب القلوب إذا تعدى الحدود يكون خطأً فادحًا، ولا يعقبه إلا التباعد والتباغض والجفوة بين هذه القلوب. وأعني بذلك إذا صار بيني وبين أخي، أو بيني وبين أختي، أو بين الأخوة والأخوات تقارب، وعلى إثره دخلت المجاملة وشقت طريقها بالعرض بين القلوب، وأصبحت الأخت لا تستطيع أن تطلب نصيبها من ورث والدها المتوفى، بحجة أن هؤلاء أخوتُها وتحبهم ولا تريد أن تؤثر على قلوبهم وشعورهم بشيء، لكي لا تجرح قلوبهم وشعورهم ولو على حساب قلبها هي، أو على حساب حالتها المادية الفقيرة مثلًا.

وقد حدث هذا الأمر كثيرًا، وما يزال يحدث، وخاصة بين من يسكنون الأرياف، ففي العقود الماضية ساد تغليب العادات فوق  منهج الدين، والآن أصبح كثير من الناس يعضوا على أصابع الندم إثر تغليب العادات القبلية على سماحة الدين، وأصبح بعض الأقارب كالعقارب يلدغ بعضهم بعضًا بشوكة المجاملة القديمة بحجة المحبة وتقارب القلوب الزائد عن حدوده. والواجب أنه لا أحد يجامل في الحق إن أراد أن تبقى القلوب متحابةً ومتقاربةً القرب المعقول، الذي هو وفق تعاليم الدين الإسلامي السمح.

أنا على يقين أن بعض مَن يقرأ مقالي هذا سيومئ برأسه، ويقول: نعم.. لأنه ربما يكون أحد ضحايا تقارب القلوب المتجاوز  للحدود، واللهَ أسأل أن يُرينا الحق حقًّا ويرزقنا اتباعه ويُرينا الباطل باطلًا ويرزقنا اجتنابه.

بقلم/ سالم سعيد الغامدي

مقالات ذات صلة

‫51 تعليقات

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى