إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

المُتعفف والاستحقاق الخيري

فئة أكرمها الله برداء العِفّة فقلب ظاهرها النبيل الكفة، تخفي غموض حال وتبدي إشراقة كالفجر. ذكرهم الله.. فقد قال سبحانه وتعالى، فيهم ﴿… یَحۡسَبُهُمُ ٱلۡجَاهِلُ أَغۡنِیَاۤءَ مِنَ ٱلتَّعَفُّفِ تَعۡرِفُهُم بِسِیمَـٰهُمۡ لَا یَسۡـَٔلُونَ ٱلنَّاسَ إِلۡحَافࣰاۗ …﴾ [سورة البقرة ٢٧٣].

وهم بيننا كثر لا يزاحمون المعوزين على أبواب الجمعيات، بل لا يعرفون الطريق إليها، لا ينال الكثير منهم ما يناله المحتاج من الجمعيات الخيرية التي تقوم مشكورة بتوزيع سلال رمضانية ومساعدات للأسر المعروفة لديها بأنها تستحق.

بينما لا يعلمُ أحدٌ بذلك المتعفف، الذي من أوصافه أنه لا يسأل الناس شيئًا، ويخجل من طلب قيمة علاج أو مساهمة للإعانة على أموره الحياتية: كالزواج، والوظيفة، والمال.

فيُحرَج من عرض حالته الاجتماعية على باحث اجتماعي للمساهمة في علاج حالته، ووسط غياب قلة التعاضد المجتمعي وانتشار وسائل الاتصال فقد أصبح الإنسان لا يعلم شيئًا عن جاره وقريبه.

إن الحاجة ملحة بأن يكون هناك دور لكل مهتم بالشأن الاجتماعي، أو من يعلم شيئًا عن تلك الأسر المتعففة أن يمد يد العون أو على الأقل أن ينقل للجمعيات معاناة تلك الأسر المتعففة.

وصميم القول:

إن المتعفف لا يحب سماع بعض الأمور، التي يرى أن الموت دون سماعها ومنها ما هي احتياجاتك؟  ومن أين؟ وقد لا تتبع إلينا ونحن اكتفينا، وأحضر لنا تقريرًا طبيًّا لمساعدتك؟

فإنه يصاب بالضجر ويربو بنفسه عن تلك السلة الغذائية أو الدعم الذي ثمنه امتنان للقائمين والعاملين عليها. ونجد أن الكثير من المتعففين لا يمانع التسجيل إلكترونيًا وبحث حالته عبر برنامج إلكتروني.

فإننا نأمل أن تساهم الجمعيات في تخفيف أثرر الجائحة على المحتاجين، وتصل للمستحق الحقيقي عبر وسائلها المتاحة.

ومن خلال نقاشي مع الكثير من رؤوساء وأعضاء الجمعيات، وجدتُ أن هناك جمعيات وصلت لكافة المستهدفين وتجاوزت المحتاجين بدعم التنمية في نطاقها وسعت جاهدة في إيجاد سبل للوصول للمتعفف بوسائل عدة، واستحدثت طرقًا للإبلاغ عن المتعفف وهي تتولى المعالجة.. هنا نقف عاجزين عن شكر تلك الجمعيات.

وكثير من الجمعيات تحتاج فكرًا إداريًّا؛ يرتقى وينهض بعلاجها مع تقادم الزمن، فالنزاهة والجهد وحدهما لا يكفيان!.

نحتاج إلى بدائل إلكترونية وغير إلكترونية، إضافة إلى الباحث الاجتماعي الذي يتجاوز كل العقبات ليقيم الاستحقاق خارج النطاق، لمن يكون الاستحقاق في الحالات التي تتجاوز المستطاع ومنهم المتعفف!.

الكاتب/ فيصل حكمي

مقالات ذات صلة

‫100 تعليقات

  1. إن المتعفف لا يحب سماع بعض الأمور، التي يرى أن الموت دون سماعها ومنها ما هي احتياجاتك؟ ومن أين؟ وقد لا تتبع إلينا ونحن اكتفينا، وأحضر لنا تقريرًا طبيًّا لمساعدتك؟

  2. فئة أكرمها الله برداء العِفّة فقلب ظاهرها النبيل الكفة، تخفي غموض حال وتبدي إشراقة كالفجر

  3. یَحۡسَبُهُمُ ٱلۡجَاهِلُ أَغۡنِیَاۤءَ مِنَ ٱلتَّعَفُّفِ تَعۡرِفُهُم بِسِیمَـٰهُمۡ لَا یَسۡـَٔلُونَ ٱلنَّاسَ إِلۡحَافࣰاۗ

  4. لا اعلم ماذا اسمي هذا ابداع ام اخلاص ام ثقافه ام تحدي
    اذهلتني ابدعاتك المتناثره في ارجاء المنتدى
    كل التقدير والاحترام

  5. جميل جدا والاقتراح بتفعيل الخدمات الإلكترونية حتى تصل الخدمة إلى المتعففين رائع.

  6. ولعلنا نعود فنتحسس من أصدقائنا وأهل حينا من يحتاج فنعطيه دون إلجائه إلى جمعيات أو مسألة يعدها مذلة.

  7. تقبل الله منا ومنكم الصيام وصالح الأعمال وجعل هذا الجهد إعانة على البر والخير.

  8. عظيم جدا، لو أن كل واحد منا فكر خارج الصندوق مرة واحدة لمساعدة المحتاج لما كان هناك محتاج من الأصل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى