إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

الكوثر

يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ).

هذا خطاب للنبي ﷺ، والكوثر: نهر في الجنة رآه ﷺ لما عُرج به. نهر عظيم في الجنة، يصب منه ميزابان يوم القيامة في حوضه ﷺ الذي في الموقف يوم القيامة.

﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ يعني: شكرًا لله، صل له ما أمرك الله به من الصلاة، وقال بعضهم: معناه صلاة العيد، (وانحر) يعني: اذبح الضحايا. والآية أعم، تعم الصلوات كلها وتعم النحر كله، من الضحايا وغير الضحايا، كلها تنحر لله سبحانه لا لغيره جل وعلا، ولكن صلاة العيد وذبح النحر داخل في ذلك.

﴿فصل لربك﴾ لا لغيره، يعني: صل له وحده سبحانه وتعالى، الصلوات الخمس صلاة العيد، وصلاة الجمعة كلها لله وحده، وهكذا صلاة النافلة كلها لله. وهكذا النحر، كما قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام:162].

فالصلاة لله والنحر لله، كما أن الصدقة لله، والسجود لله، والدعاء لله، يجب أن تكون أعماله لله وحده سبحانه وتعالى.

﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ﴾.
الشانئ: المبغض المعادي.
الأبتر: الناقص المقطوع.

فالمبغض للنبي ﷺ وشانئه، هو الأبتر في الدنيا والآخرة، المقطوع الصلة بالله عز وجل، والصلة بأسباب السعادة، وليس له إلا النار نعوذ بالله من ذلك.

سورة قصيرة، هي أقصر سورة في القرآن تتضمّن 3 آيات مجموع حروفها = 43 حرفًا.

إعجاز لغوي ورباني، ولهذا تحدى الله عباده أن يأتوا بسورة منه

تأمّل معاني هذه السورة فهي أصغر سور القرآن، وهي بشرى من اللَّه عزّ وجلّ لعبده ونبيه مُحمَّد صلى الله عليه وسلّم؛ فذكر أنه أعطاه الكوثر، وهو حوض أو نهر في الجنَّة، وقد وصفه اللَّه بالكثرة لعظم قدره ولما فيه من الخير الكثير، وتَرِد عليه أمة المصطفى صلى الله عليه وسلّم يوم القيامة، ونسأله سبحانه الكريم المنّان أن يجعلني وإياك منهم.

في السورة ثلاثة محاور:

– بشرى تزف بعطية للحبيب،
– أمر بالصلاة والنحر والتعبد،
– إرضاء لرسول الله بذم من يكرهه من المشركين.

كم هي عالية تلك المنرلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم عند ربه.

ومعنى الكوثر: الخير الكثير، وهو نهر عظيم في الجنة يتفرع عنه سائر أنهارها، حافتاه قباب من دُرِّ مجوف وذهب وفضة، وطينه مسك، وحصباؤه ياقوت ودر، وماؤه أشَدُّ بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، وريحه أطيب من المسك.

تخيلوا المشهد البديع.

ربِّ هب لنا منه شربة هنيئة مريئة بيد سيد الخلق برحمتك وفضلك.

بقلم/ د. فاطمة عاشور

مقالات ذات صلة

‫50 تعليقات

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى