إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

قصائد في غفلة الليل

فيا أيها الليل قل لي لماذا..
تجيء القصائد في غفلة كي تخاتل أيامنا

ثم ترحل عنا كما الريح
تأخذ في مدها القلب والدرب
تتركنا في متاه الزحام؟!

أبيض كل ما حولنا
يستبيح خطانا الغريبات عنا

ويتركنا جثة للظلام

يا ضياع المرام!

كيف تكبر فينا انجراحاتنا هكذا فجأة
وتعجز عنا التآويل

تحتار فينا المعاني
ويجفل فينا احتدام الكلام؟!

كنت نبعًا من الماء يا ليلنا
جئتنا هكذا فجأة

في مطار البدايات
أترعت فينا الحكاية بردًا.. ودفئًا.. وسلامًا

لقاء خريف يموسق فينا ارتباكاتنا مطرا من هيام

كيف يمكنني أن أغادر فيك المعاني
و قد كنت لي

كل ذاك المدى.. كل ذاك الهدى

تغدق الصحو في وحشتي..
وتعتقني من هديل الحمام؟!

آه..  يا وحشتي بعد ليلك..
يا غربتي بعد قلب ينسق لي مزهرية قلبي بنبض اليقين
وصحو الغمام
ويترك لي رجفة الروح

يا دمعتي
ليتني حجرًا من رخام

آه يا ليل.. قل لي لماذا؟

ألفناك عمرًا نؤثث منك إليك مدانا
ونجترح الصبر من قمر فيك.. يحملنا جدولا من غناء

كيف كنا نداري اختلاج هدوئك فينا
عميقًا.. عميقًا

وتتركنا شجرًا موغلًا في البكاء؟!

كم زرعت بنا من ضفاف
خشعنا هواها مدى حرقة وصدى
ينابيع من ضفة سلسبيل إلى غرق المستحيل

وسرنا إليك كما الأنبياء

نبلل من ضحكة الطفل فينا
جفاف الحياة التي أخطأتنا

فتهنا.. نداري حقول الضياع التي تذرع القلب
عمر ابتداء.. وعمر انتهاء

ونعرج فينا
بليل كما القبرات تضيع

على حافة الليل
شمس ارتحال.. نجوم اهتداء

آه يا ليل..

ما أوسع الليل فيك وفينا!
وما أصدق الليل فيك وفينا!

حزينًا أليفًا.. على مهج الضوء نلقاك شوقًا دفينًا
ومرقاك.. معراجك الليل فينا

كإغفاءة الحالمين
فتطفئ فينا سواد المصابيح

تفتح فينا الحقيقة أكمامها
من بهاء المجازات

تسرح فينا الفراشات حزنًا يخبئ أحزانه في جرار المساء

كم رسمنا الصباحات منك
وألهمتنا ما يسر به هدهد القلب فينا
لصمت المرايا.. مرايا الحنين
ونفتح أزرارنا الشمس للشوق نكشف عن مدنا في الغناء

وما أوحش الليل

حين تجن المسافات منا إلينا

تضللنا بالقصائد
تحضن فينا هشاشة ما بيننا ذاهبا في هباء البهاء..!

الكاتبة الجزائريةسليمة مسعودي

مقالات ذات صلة

‫78 تعليقات

  1. لا جديد سوى رائحة التميز
    تثور من هنا ومن خلال هذا الطرح
    الجميل والمتميز ورقي الذائقه
    في استقطاب ما هو جميل ومتميز

  2. كيف تكبر فينا انجراحاتنا هكذا فجأة
    وتعجز عنا التآويل

    تحتار فينا المعاني
    ويجفل فينا احتدام الكلام؟!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى