زوايا وأقلاممشاركات وكتابات

الخيارات المتاحة للوجهات السياحية ومنظمي الفعاليات أثناء جائحة كورونا

لا تجتمع الأنشطة والفعاليات السياحية مع عنصر الخوف؛ لأن الشعور بالأمن يعتبر الشرط الأهم للسواح وزوار الفعاليات. لذا، فمدراء الوجهات السياحية، ومنظمو الفعاليات، الذين يستطيعون تحييد خطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وإقناع شريحة من السواح والزوار بسلامة الوجهة والفعالية من أي خطر، بإمكانهم تقديم منتجات وخدمات سياحية في ظل استمرار الأزمة.

ويمتلك مدراء الوجهات، ومنظمو الأنشطة السياحية خيارات عديدة لاستقطاب السواح وزوار اليوم الواحد، من خلال تفعيل الأنماط السياحية التي لا تستدعي وجود أعداد كبيرة من السواح في موقع واحد، ومنها: سياحة السفاري داخل المحميات الطبيعية، من خلال السماح لكل عائلة أو مجموعة بالتجول داخل المحمية بمركباتهم الخاصة دون الاحتكاك بحراس المحمية والسواح الآخرين، أو سياحة المركبات، من خلال تفعيل المسارات السياحية الطويلة كالمسار الذي تعكف الهيئة السعودية للسياحة لتنفيذه بطول 1,385 كلم من أبها لتبوك، والذي يستهدف العائلات والأسر. وسياحة المغامرات، من خلال السماح لكل عائلة أو مجموعة بالانطلاق مشيًا أو تسلقًا في مسار باتجاه واحد في أحد المواقع الطبيعية.

كما توجد سياحة مراقبة الطيور المهاجرة، من خلال السماح للسواح ضمن أكواخ أو مرافق مصممة خصيصًا لهذا النشاط بالتأمل في خلق الله، والعديد من الأمثلة الأخرى لمجموعة متنوعة من الأنماط السياحية الفرعية للأنماط الخمس الرئيسيّة: الطبيعية، والثقافية، والرياضية، والترفيهية، ونمط سياحة الفعاليات.

أما منظمو الفعاليات، فبإمكان بعض أنواع الفعاليات وفِي مقدمتها الفعاليات التجارية (المؤتمرات، والمنتديات، والملتقيات، والندوات، والاجتماعات، وورش العمل) تنفيذ الفعاليات بالاعتماد على تقنيات الواقع الافتراضي بشكل كلي لتصبح فعاليات افتراضية، أو بشكل جزئي لتصبح فعاليات هجينة (مثل إقامة المعارض بحضور المشاركين فيها داخل مركز المعارض، وحضور الزوار افتراضيًا عن بُعد). كما يمكن لبعض الفعاليات الرياضية التي تعتمد على المنافسات الفردية أن تنفذ افتراضيًا أو مهجنة.

كما يمكن لمنظمي المهرجانات والاحتفالات الثقافية تحوير فعالياتهم لتصبح كرنفالات تنطلق داخل الأحياء محمولة على أسطح الشاحنات، بدون وجود موقع ثابت للجمهور، وكذلك الفعاليات الترفيهية -سواء أكانت مقدمة من فرد أو عدة أفراد- بالإمكان تنفيذها عن بُعد، باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي.

وخلال الشهرين الماضيين، سطرت العديد من المنظمات السعودية، أروع الأمثلة والمبادرات لتنفيذ الفعاليات الافتراضية والهجينة والكرنفالات، وفِي مقدمتها، وكالة مجموعة العشرين من خلال اجتماعات هجينة بين المسؤولين السعوديين ونظرائهم في المجموعة، وغرفة مكة المكرمة من خلال معرض فوانيس رقمية (فعالية افتراضية)، والهيئة الملكية لمحافظة العلا من خلال مستقبل الضيافة (فعالية هجينة)، ومركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي من خلال كرنفال عيد الفطر، والاتحاد السعودي الرياضة للجميع من خلال مبادرة تحدي بيتك ناديك، والهيئة العامة للترفيه من خلال تقديم منتجات ترفيهية مثل سلام من السعودية، وإطلاق فعاليات مكملين معاكم، وتطبيق شدو، والبث المباشر لمجموعة من الفعاليات الترفيهية.

د.عماد بن محمود منشي
مستشار تطوير الفعاليات والوجهات السياحية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى