زوايا وأقلاممشاركات وكتابات

رواد الكشافة والمرشدات.. المهام والمسؤوليات

يخلط الكثيرون بما فيهم المنتمون للحركة الكشفية بين دور الكشافة، ودور روادها، إما جهلاً منهم، أو لمشاهدات وممارسات خاطئة اطلعوا عليها ورسخت لديهم أن تلك الأدوار هي الأدوار الفعلية. ولما كان دور الكشافة وقادتها معلوم لدى -على الأقل- الغالبية بأنها تهتم بتطوير مهارات ومعارف أعضائها للقيام بدور فعال في مجتمعاتهم وتنميتهم بدنيًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا، وتعزز من قدراتهم لمواجهة تحديات المستقبل، فإن رواد الكشافة -كما أوضحت ذلك توصيات المؤتمرات المختلفة- مسارهم يختلف تمامًا عن ذلك، فهم بدءًا وإن كان أغلبهم “بالافتراض” يحمل الخبرات الكشفية والفنية والإدارية إلا أنهم ليسوا أوصياء على الجمعيات الكشفية وقياداتها المسؤولة، ويمكن فقط من خلال خبرتهم أن يلجأ لهم بالاستشارة، وليس من حقهم تقديم نصائحهم وآرائهم من دون أن يطلب منهم ذلك، ولو كان لهم أن يتدخلوا مباشرة في اتخاذ القرار من أي شكل في الجمعيات الكشفية لكان عليهم أن يتابعوا نشاطهم الكشفي الميداني ويمارسوا هذا الحق، فلا ينتقلوا إلى رواد الكشافة والمرشدات، كما أن هؤلاء الرواد والمرشدات الذين لهم الصفة الاستشارية مطلوب منهم بل محتم عليهم تقديم كل أشكال الدعم ولا ينبغي أن يكونوا في موضع المنافسة بأي شكل مع الجمعيات الكشفية حتى ولو حققوا نجاحات لافتة في مجالات تخصصهم.

فالصحيح هو توظيف هذه النجاحات لصالح الحركة الكشفية لأن الرواد من الجنسين حق عليهم خدمة إخوانهم وأبنائهم وبناتهم الكشافين والمرشدات، وليس من المعقول أن ينافس الكبير إخوانه الصغار أو الأب أبنائه، بل لا بد أن يكون عونًا لهم، كما أن رواد الكشافة والمرشدات لا يمكن لهم أن يؤسسوا أو يقودوا وحدات كشفية، لأنهم حينما انقطعوا عن العمل الكشفي الميداني تركوا تلك المهمة للقيادات الموجودة بالجمعيات، الذين أولوا كل اهتمامهم للنشاطات التي يمارسها عادة الرواد.

وبالتالي فإن مجالات عمل رواد الكشافة والمرشدات تتركز في النواحي الثقافية والاجتماعية والتنموية، فيمكنهم أن يقيموا الندوات والمحاضرات العلمية والأدبية والصحية والقانونية، كما يمكنهم أن يقوموا بإجراء الأبحاث والدراسات في موضوعات مهمة تتصل بنفع المجتمع، ويمكنهم عقد اللقاءات الدورية للأعضاء على هيئة أمسيات يحضرها الأعضاء والأصدقاء، كما يمكنهم القيام بالرحلات السياحية والاستطلاعية والثقافية الداخلية والخارجية، ويمكنهم تنظيم وتنفيذ المشاريع التنموية في المجالات النافعة، والمساعدة في تطوير وتحديث أساليب العمل في الجمعيات الكشفية وتنمية العضوية فيها (بناء على رغبة أو استعداد الجمعية لقبول هذه المشاريع) ، ويمكنهم تنفيذ مشاريع وبرامج تنموية تعود بالنفع على المجتمع في مجالات: التربية، والصحة، والبيئة، والتوعية الاجتماعية.

وعليه.. بعد هذا أؤكد أن العلاقة بين رواد الكشافة والمرشدات والجمعيات الكشفية وقياداتها المسؤولة ينبغي أن تكون مبنية على المحبة والتعاون والتكامل، وتسودها روح الوعد والقانون اللذين يعملون بها، وأن يقوم رواد الكشافة والمرشدات بعملية جمع شمل كل من تخرج من مدرسة الكشافة، وأن يكونوا السند والظهير للجمعيات الكشفية وقياداتها العاملة، وأن يسهموا في تحقيق أهداف الاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات، ومنظمة الصداقة العالمية بالمحافظة على روح الكشفية، ودعم الحركة الكشفية والإرشادية على كافة المستويات، والمثابرة على بث الروح الكشفية في مجتمع كل عضو وفي نطاق عمله.

بقلم/ مبارك بن عوض مسفر الدوسري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى