تشكيل وتصوير

لوحة الأمل لجورج فريدريك واتس

لوحة الأمل لجورج فريدريك واتس

لوحة ( الأمل ) رسم لوحة زيتية تتبع المدرسة الرمزية للرسام البريطاني جورج فريدريك واتس 1886.

و اللوحة تظهر امرأة معصوبة العينين تجلس وحيدة على الكرة الأرضية، وتلعب بقيثارة ليس فيها سوى خيط واحد متبقٍ، والخلفية فارغة تقريباً، والشيء الوحيد الواضح هو نجم واحد، واستخدم واتس الرمزية وليس التقليدية للدلالة على الأمل عامداً وذلك لإبقاء معنى اللوحة غامضاً، وفي حين أن أسلوبه في استخدام الألوان كان مثيراً للإعجاب إلى حدٍ كبير، لكن في الوقت نفسه، لم تعجب اللوحة العديد من النقاد عندما عرضت.

لوحة الأمل لجورج فريدريك واتس
لوحة الأمل لجورج فريدريك واتس

وقد لا تصنف  اللوحة ضمن الأعمال الفنية التي تثير الفرح أو تبعث على البهجة والارتياح ، لكنها مع ذلك تحمل فكرة إنسانية عظيمة وتثير أجمل وأنبل ما في النفس الإنسانية من مشاعر وأحاسيس.
عندما أتم جورج واتس رسم اللوحة منذ أكثر من مئتي عام ،وسرعان ما وجدت طريقها إلى كل بيت وأصبحت حديث الناس والنقاد، على السواء، في بريطانيا .
وبالنظر إلى مضمونها العاطفي والإنساني العميق ، فقد انتشرت اللوحة حول العالم واستنسخت مرارا وتكرارا وظهرت العديد من قصائد الشعر التي تستمد من مضمون اللوحة موضوعا لها .
العنوان قد لا يدل على جو اللوحة ، إذ نرى امرأة معصوبة العينين وحافية القدمين وهي تجلس في وضع انحناء فوق ما يبدو وكأنه مجسم للأرض بينما راحت تعزف على آخر وتر تبقى في قيثار مكسور .

وقد أثبتت لوحة «الأمل» شعبية الحركة الجمالية والتي تعتبر الجمال الغرض الأساسي للفن والتي لم تكترث لغموض رسالتها.

وتعابير وجه المرأة غامضة إلى حد ما، بينما يغرق المشهد كله في موجات مهتزة من اللازوردي والأصفر بتدرجاتهما المشعة.

وبعض النقاد يرون أن اللوحة تعبر في الواقع عن اليأس وتثير إحساسا بالحزن، بينما يرى آخرون أنها تعبر عن تمسك الإنسان بالأمل ورفضه الاستسلام لليأس، فالمرأة مستمرة في العزف حتى بعد أن لم يتبق في قيثارتها سوى وتر وحيد.

وقد كان واتس كان احد أعظم الفنانين الذين ظهروا خلال العصر الفيكتوري، وكان للوحاته مضامين رمزية، أخلاقية وفلسفية وروحية بحته.

وفي ذلك العصر كان الفنانون والأدباء والشعراء مفتونين بالموسيقى وعناصر الجمال المختلفة، ومثل معظم معاصريه، كان واتس منشدّا إلى فكرة الموت ، إذ كان يرى فيه مفسرا للحياة وامتدادا لها.
وربما لهذا السبب، تروق لوحاته كثيرا للمتدينين وللفئات الاجتماعية المحرومة، وبالنظر إلى طبيعتها الروحية التي تضفي عليها مشاعر الحزن والألم واليأس طابعا من الجمال والنبل والقداسة .

وكان واتس يرسم الأفكار لا الأشياء ، وكثيرا ما كان يحيط شخوص لوحاته بأجواء ضبابية أو غائمة للإيحاء بأنها انعكاس لأفكار ورؤى معينة وليس للأشخاص.

وكان واتس يعتقد دائما أن باستطاعة الفن أن يعبر عن قوة الحياة وقوة الإرادة الإنسان .

اقرأ المزيد على صحيفة هتون الدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى