إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

الجساس “جبيّر .. ضحية السادية الحسية/ الجسدية والنفسية” (4)

علي الأزوري

Sadism is a “dark” trait that involves the experience of pleasure from others’ pain, yet much is unknown about its link to aggression, sadism predicted greater aggression against both innocent targets and provocateurs. These associations occurred above-and-beyond general aggressiveness, impulsivity, and other “dark” traits. Sadism was associated with greater positive affect during aggression, which accounted for much of the variance in the sadism-aggression link. This aggressive pleasure was contingent on sadists’ perceptions that their target suffered due to their aggressive act*

(السادية هي سمة “مظلمة” تنطوي على تجربة المتعة من آلام الآخرين، ومع ذلك لا يعرف الكثير عن ارتباطها بالعدوان، تنبأت السادية بعدوان أكبر ضد كل من الأهداف البريئة والمحرضين. حدثت هذه الارتباطات فوق العدوانية العامة والاندفاع والسمات “المظلمة” الأخرى. ارتبطت السادية بتأثير إيجابي أكبر أثناء العدوان، وهو ما يفسر الكثير من التباين في العلاقة بين السادية والعدوان. كانت هذه المتعة العدوانية مشروطة بتصورات الساديين بأن هدفهم عانى بسبب عملهم العدواني.)(1)

– السادية في أبسط مفاهيمها إسقاط الأذى على الآخر، فإن لم يوجد الآخر إسقاط الأذى على النفس (التضبير مثال على ذلك).

يشترط أن يكون هناك سادي Sadist ومستسلم submissive   أو خاضع (من يستقبل الألم أو التعذيب).

بدأت معاناة جبير مع السادية منذ ولادته عندما أمر والده الشرعي بوسم معصمه بالنار: “شعرت بكي النار في معصمي، بدأت ساقاي تنقبضان وتنبسطان بشكل هستيري وأنا أصرخ، أستشعر غضب أمي يزداد دون أن تتكلم أو ترفع صوتها بالبكاء”.

إسقاط الألم على (جبيّر) كان له تبعات على أمه، فألمه تضاعف في وجدان وكيان أمه. هذا الألم الذي مر به (جبيّر) أصبح بلا إرادة ساديا على مشاعر أمه فكأنه إسقاط من شخص على شخص. كان ذلك الألم حسيًّا أكثر منه معنويًّا. يظهر ذلك الألم المضاعف (الحسي والمعنوي والنفسي) عندما قتل جبيّر القائد التركي ثم قبض عليه.

(ركلني أحدهم في جبهتي ورفعني شادا شعري للخلف رافعا ذقني للأعلى.

ومرت دقائق والبندقية موجهة نحوي وجبهتي تنزف دمًا، وهما يستجوباني عن سبب قتلي لرئيسهم)

يعكس هذا المشهد السينمائي السادية التي لم نفهم بعد إلى أي مدى يظهر الأفراد الساعون إلى الانتقام سمات محددة من العدوانية والاندفاع وما الذي يحفزهم على البحث عن الانتقام.

الانتقام للبحث عن قاتل قائدهم ظهر في صورتين:

– ركْل (جبير) في جبهته وهذا يسبب ألمًا جسديًّا محسوسًا، ويضاف إلى ذلك شد الشعر للخلف.

– توجيه فوهة البندقية نحوه فالموت بين فوهة البندقية ورأسه لا يفصله إلا بضع ثواني يقررها حامل البندقية. ينظر (جبيّر) إلى شبح الموت في فوهة البندقية مما يسبب له ضغطًا نفسيًّا لا يدرك حجمه إلا (جبيّر) في تلك اللحظة. الموت في رصاصة يطلقها الجندي ولا يفصلها عن جبهة جبير التي تنزف دمًا إلا بضع سنتميترات. رهبة الموت تُضاعف الألم النفسي، والتفكير في الرصاصة يقتل كل الأحاسيس والمشاعر قبل أن يضغط الجندي على الزناد.

لا شك أن الجنود يتلذذون برؤية (جبير) خاضعًا مستسلمًا، ويمنحهم ذلك رضًا لا نهائي. تلك هي طبيعة السادي الذي يملك القوة (البندقية) ويضاف لها سلطة لا متناهية منحت له من قبل رؤسائه. يتمثل ذلك في رؤيته للخاضع المستسلم بدون إرادة لمقاومته فيستطيع أن يفعل به ما يشاء وقت يشاء.

(ارتبط السعي للانتقام بمزيد من العدوانية الجسدية والغضب والعداء. تم تفسير ارتباط البحث عن الانتقام بالعدوان الجسدي جزئيًّا من خلال الدوافع نحو الاستمتاع بالعدوان والميل إلى استخدام العدوان لتحسين الحالة المزاجية.) **

تلك الصورة تظهر جلية في قتل الأمير سعود بن عبد الله، عندما أخذ الجنود (يدفعونه بطريقة فظَّة ووضع رأسه على صخرة عظيمة ثم أخذ أحدهم رمحه وأعدمه أمام الجميع ثم قطع أذنيه وأرسلهما للباشا. وقد كان يقتل حتى الأسرى كي يزداد عدد آذان القتلى ليرسلها متباهيًا إلى والده محمد علي باشا في القاهرة).

القتل ربما شيء محسوم وطبيعي ولكن قطع الآذان بتلك الوحشية يدل على حالة متطورة من السادية والانفصامية. (ارتبط السعي للانتقام باستجابات اندفاعية أكبر للتأثير السلبي والإيجابي، بالإضافة إلى مزيد من السلوك المتعمد. ترسم هذه النتائج صورة عن الانتقام والعدوانية الجسدية على منتهى الغضب، حيث يتم تنفيذ أفعالهم الانتقامية بخبث مخطط له وبدافع من الصفات الترفيهية والعلاجية للفعل.)(2)

أتخيل الانتقام للترفيه، وكيف للإنسان أن يتلذذ بتعذيب أخيه الأنسان.

للدراسة تتمة …

بقلم/ علي عويض الأزوري

(1) National Library of Medicine

(2) المكتبة الوطنية للطب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى