البيت والأسرةتربية وقضايا

أخطاء شائعة في تربية الأطفال

كثيرا ما نتحدث عن التربية الأسرية وأهميتها في تكوين شخصية الطفل وصفاته، وكثيرا ما نعرج على عجز الأولياء على تربية أبنائهم بالطريقة الصائبة. وهناك العديد من النصوص والمراجع التي تتحدث عن هذا الأمر، وكيف يخطئ الأولياء عندما لا يحسنون ولا يعرفون كيف يربون أبناءهم. هذه الأخطاء يجب تجنبها في تربية الأبناء.

هذا الأمر يدركه حتى الاولياء ويعرفون أنهم لا يحسنون التربية أو أنهم غير قادرين على تحمل أعباء التربية وصعوباتها من رعاية واهتمام وتخصيص للوقت.

لكن هذا الأمر ليس خطيرا بالمقدار الذي يمكن أن تصل إليه خطورة تبني طريقة خاطئة في التربية والاعتقاد يقينا بأنها صائبة. وهنا تكمن الخطورة الحقيقية، حيث يدافع ويصر الأولياء على ما يفعلونه مع أبنائهم من أخطاء تربوية. ويبدلون الجهد والوقت والاهتمام الازم حرصا منهم على تنفيذ وتتبع طرق تربية خاطئة.

سبوت - - للأمهات أخطاء تربوية تثير الغيرة لدى طفلك

من الأمور الواجب مراعاتها أيضاً في التعامل مع الأطفال عدم الاعتماد على الغرائز الطبيعيّة لدى الوالدين في حال حدوث المشكلات، حيث تعجز هذه الغرائز في بعض الأحيان عن الوصول للحلول الصائبة لتزيد الطين بِلّة، لذلك من الضروريّ اللجوء إلى المختصّين للحصول على المساعدة والنصيحة لعلاج هذه المشكلات.[٢] وحتى تتّضح الصورة أكثر يتناول هذا المقال مجموعة من الأخطاء الشائعة التي قد يقع فيها الوالدان في مشوارهم التربويّ لأطفالهم.

عدم قضاء وقت كافي مع الأطفال
قد تؤدّي ضغوطات الحياة وزحمة الأعمال إلى الانشغال عن الأبناء، وعدم امتلاك الوقت الكافي للجلوس معهم والاهتمام بهم، ومن الجدير بالذكر أنّ الأطفال بحاجة على الأقلّ إلى 15 دقيقة يوميّاً من التفرّغ والاهتمام الكامل، لذلك يجب عليك كوالد أن تقوم بتخصيص وقت محدّد لقضائه مع أبنائك بعيداً عن الملهيات كالتلفاز والهاتف والأصدقاء، وغيرها، حتى يشعر الأطفال بأهميتهم في حياة الوالدين، حيث أنّهم بحاجة إليهم ليلعبوا معهم، ويستمعوا لهم، ومعرفة ما يزعجهم، ويساعدونهم على فهم المجتمع المحيط بهم.

الأخطاء الشائعة في تربية الأطفال | صحيفة الرأي

عدم توكيل أي مهام للأطفال
يؤدّي الحبّ المفرط للأطفال إلى شعور الوالدين بضرورة القيام بجميع الأعمال عن أطفالهم، ويعدّ هذا من السلوكيات الخاطئة التي تضرّ بالأطفال ولا تنفعهم، لذلك يجب عليك كوالد أن تتوقّف عن القيام بجميع الأعمال بنفسك، ومن الضروريّ إشراك الأطفال في الأعمال المنزليّة، وأيّ أعمال يستطيعون القيام بها ولا تشكّل عبئّا عليهم، والبدء بتحميلهم بعض المسؤوليات على عاتقهم؛ حتّى ينشأ طفلًا سويًّا يعتمد على نفسه، ويحبّ المساعدة، ويصبح فرداً صالحاً من أفراد المجتمع،[٣] ولا تنمّي في طفلك الشعور بالاستحقاق، فإنّ ذلك من شأنه أن يشعر الطفل بنوع من عدم احترامه لذاته، ويخلق نوعاً من الغطرسة والغرور.

الكذب على الأطفال
إيّاك واللجوء إلى الكذب عند التعامل مع أطفالك، حيث يأخذ الأطفال كل ما تقوله على محمل الجدّ، لتنشأ في ذاكرتهم صورة وهميّة عن الأشياء تلازمهم لسنواتٍ طويلة، حتى يكبروا ويفهموا حقيقة الأمور، فيصيبهم الاستياء من تزييف الحقائق، ويفقدوا ثقتهم بك، فأنت أهلٌ للثقة في نظرهم، ليس بالضرورة الإسهاب في شرح الحقائق، ولكن من الضروري عدم اللجوء إلى الكذب بأيّ حالٍ من الأحوال.

الأخطاء الأكثر شيوعاً في تربية الأطفال تعرّفي عليها وتجنّبيها | Laha  Magazine

تجاهل أنّ الآباء قدوة لأبنائهم
احرص على الأفعال قبل الأقوال، فالأفعال صوتها أعلى من الأقوال، واحرص على أن تكون قدوة جيّدة لأطفالك، لذلك يجب أن يرى طفلك ما تريده أن يصبح عليه في سلوكياتك وأفعالك، وبالتالي كن رائعاً لكي تنشئ أطفالاً رائعين،[٦] فسلوكك الذي تسلكه ينعكس على أطفالك، حيث أنك البوصلة التي توجّههم خلال فترة تنشئتهم، لذلك حافظ على هدوء أعصابك، وكن هادئًا؛ حتى تستطيع تطبيق المبادئ الأساسية للأبوّة والأمومة بسلاسة وبالطريقة الصحيحة؛ لتنظيم وإدارة سلوك الأطفال، وحتى تربّي أطفالاً يطيعونك بدافع الحبّ والاحترام، وليس بدافع الخوف.

اللجوء لتهدئة وإسكات الطفل بدلاً من تأديبه
يعدّ هذا التصرّف من أسوأ الأخطاء التي قد يقع فيها الآباء، فيقوم الأهل بإسكات أطفالهم وتهدئتهم في بعض المواقف بإعطائهم الحلويات أو الهدايا ليتوقفوا عمّا يفعلوه، حيث أنّك بفعلك هذا تكافئ الطفل على سوء تصرفه بدلاً من توبيخه عليه، يجب عليك أن تعلّم طفلك أنّ سلوكه غير مقبول، وأنّه أساء التصرّف، ولا يعني ذلك أن تقوم بضربه أو الصراخ عليه.

الأخطاء الشائعة في تربية الأطفال الذكور - مجلة هي

الاستسلام لمشاكل الأطفال والتعايش معها
قد يقع الأطفال في بعض المشاكل التي تدعو الأهل إلى الاستسلام لها والتعايش معها، وذلك ظنّاً منهم أنّها من النوع الذي لا يوجد له حلّ، فيعيش الأهلّ في حالة من الإحباط، ومن الجدير بالذكر أنّه لا يوجد مشكلة بدون حلّ، وإنّما بقليل من الصبر والمثابرة والعمل الشاقّ، قد تحلّ المشكلة بأبسط ممّا كان يتوقّع الجميع، وفي هذه الحالة لا ضير من اللجوء إلى المساعدة الخارجيّة، كاستشارة طبيب الأطفال، أو اللجوء إلى الكتب والمواقع الإلكترونية المتخصّصة في هذه الأمور.

تضخيم المشكلة أو التقليل من شأنها
عندما يقع الطفل في مشكلة معيّنة، وقبل أن تأتي بأي حركة في سبيل حلّها، عليك أن تحدّد المشكلة وما مدى حجمها، وما أثرها على الطفل، وهل هي مشكلة كبيرة تحتاج إلى تدخّل سريع؟ أم أنّها عابرة؟ وبالإضافة لذلك يجب أن تراعي عمر الطفل الذي تتعامل معه، وتختار الأسلوب المناسب لسنّه في حلّ المشكلة، وبالتالي يجب أن يكون الأهل على قدر من الوعي إذا ما تعرّض طفلهم إلى مشكلة ما.

فن تربية الأبناء والتعامل معهم أطفالاً ومراهقين | مجلة سيدتي

عدم وضع الحدود
تعدّ الضوابط والحدود من الأمور الأساسية التي يجب على جميع أفراد العائلة الالتزام بها ومن ضمنهم الأطفال، لذلك يجب أن يتعلّم الطفل أن يحترم هذه القوانين ويلتزم بها، ويجب مساعدة الأطفال على التفريق بين ما يريدون، وبين ما يحتاجونه وما هو حقٌّ لهم، حتّى لا يكبر الطفل وهو يشعر بالاستحقاق وأنّ احتياجاته ورغباته يجب أن تنفّذ بأي شكلٍ من الأشكال.

عدم مراعاة مستوى تفكير الأطفال
عادةً يتصرّف الأطفال على سجيّتهم، ويتّخذون القرارات دون وعي أو تفكير، وتعكس هذه التصرّفات شخصياتهم وسلوكياتهم التي يتمتّعون بها، لذلك ساعد طفلك في اتّخاذ قراراته مع تصويبها إن أخطأ فيها، واحترم ما يجول في خاطره وصادق عليه، فذلك يخلق شخصيّة سويّة غير عدوانيّة ولا مذعنة وخاضعة.

 

سن تربية الأطفال الأكثر صعوبة.. ونصائح مهمة لتجاوزها | قل ودل

محاسبة الطفل على أخطائه دون توضيح المشكلة
يرتكب الأطفال الكثير من الأخطاء، وبعضها قد يؤدّي إلى مشكلة، لذلك كن عقلانيّاً ولا تتسرع في فرض العقوبات، بل حاول أن تجعل طفلك يندمج في أحداث المشكلة وحيثياتها، وساعده على اكتشاف عواقب ما قام به، وما تعلّمه من مشكلته، وما شعوره إزاء ما حدث.

المقارنة
يعد هذا السلوك من أكثر السلوكيات ضرراً بشخصيات الأطفال، حيث أنّ مقارنة الطفل بغيره يشوّه شخصية الطفل، ويقلّل من احترامه لنفسه، ويفقده ثقته بنفسه، لذلك عليك أن تنمّي نقاط القوّة عند طفلك، وتعتمد على النقد الإيجابي البنّاء بدلاً من النقد السلبيّ، حتى لا تؤذي طفلك مدى الحياة.

أخطاء تؤكد فشل الأهل في تربية الأولاد | مجلة سيدتي

من الأمور الواجب مراعاتها أيضاً في التعامل مع الأطفال عدم الاعتماد على الغرائز الطبيعيّة لدى الوالدين في حال حدوث المشكلات، حيث تعجز هذه الغرائز في بعض الأحيان عن الوصول للحلول الصائبة لتزيد الطين بِلّة، لذلك من الضروريّ اللجوء إلى المختصّين للحصول على المساعدة والنصيحة لعلاج هذه المشكلات. وحتى تتّضح الصورة أكثر يتناول هذا المقال مجموعة من الأخطاء الشائعة التي قد يقع فيها الوالدان في مشوارهم التربويّ لأطفالهم.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى