البيت والأسرةتربية وقضايا

كيفية التفريق بين كذب الطفل وخياله الواسع

يشكو غالبية الأهالي من كذب الأطفال حيث أن الكذب من العادات المذمومة والمرفوضة في المجتمع، حتى لو كان الكذب في أمر بسيط، حيث أن الأطفال عندما يكذبون في الصغر يصبح الكذب لديهم عادة وجزء من شخصيتهم، بالمقابل يوجد أطفال لديهم خيال واسع.

قد يخبر الأطفال الأهالي العديد من الأمور وتكون هذه الأمور من خيال الأطفال هنا يعتقد الأهل أن الأطفال كاذبون، معظم الأهالي لا يتمكنوا من التمييز بين كذب الأطفال وخيالهم الواسع، لذلك في هذا المقال سوف نتحدث عن الفرق بين كذب الأطفال وخيالهم الواسع.

 اجعل قول الحقيقة قاعدة منزلية

يجب الحرص على إنشاء قاعدة منزلية واضحة تؤكد أهمية الصدق والتواصل الصادق، حيث يضمن هذا أن يفهم الأطفال أهمية تقدير الحقيقة، حتى عندما يكون من الصعب قول ذلك، والحرص أيضا على التحدث عن الأنواع المختلفة من الأكاذيب والأضرار التي يمكن أن يسببها كل نوع.

 القدوة

يجب أن يكون الأب والأم قدوة للسلوك الذي يريدون أن يكون الطفل عليه، وهذا يعني قول الحقيقة طوال الوقت، حيث لا يستطيع الأطفال التمييز بين “الأكاذيب البيضاء الصغيرة” والأكاذيب الأخرى، لذلك يجب الحرص على عدم الكذب بشأن عمر الطفل للحصول على وجبة أرخص في أحد المطاعم، أو تداعي المرض للخروج من مشاركة اجتماعية، حيث يقلد الطفل ما يشاهد عليه آباؤه.

 مناقشة قول الحقيقة مقابل الكذب

بغض النظر عن عمر طفلك، من المهم شرح الفرق بين قول الحقيقة مقابل الكذب، لكن يجب العلم بأنه حتى سن الرابعة تقريبًا، لن يفهم الأطفال الصغار تمامًا الفرق بين الأكاذيب والحقيقة، لكن يمكن قول أشياء مثل “إذا قلت إن السماء كانت خضراء، فهل ستكون هذه الحقيقة أم كذبة؟”، وتحدث عن العواقب المحتملة عند الكذب.

ومن المهم أيضا بنفس القدر التحدث عن قول الحقيقة مقابل الصدق الوحشي، حيث يحتاج الأطفال أن يتعلموا أنهم لا يحتاجون بالضرورة إلى الإعلان عن أن “هذا قميص قبيح” أو “لديك بثور” لمجرد أنه صريح، حيث إن الموازنة بين الصدق والرحمة مهارة اجتماعية متطورة يجب أن تهدف إلى بدء التدريس مبكرًا.

 التمييز بين سبب الكذب

هناك 3 أسباب رئيسية يكذب بها الأطفال: الخيال أو المفاخرة أو لمنع العواقب السلبية، وعندما يميز الأب السبب المحتمل للكذبة، يمكن أن يساعد ذلك في وضع خطة للرد عليها.

– الخيال

غالبًا ما يقول الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة أو الإجازة الصيفية أكاذيب خيالية، مثل: “ذهبت إلى القمر الليلة الماضية”، وفي هذه الحالة يجب أن يسأل الآباء الطفل هل هذا شيء حقيقي حقًا؟ أو أن هو شيء يتمناه؟”، حيث يمكن أن يساعد هذا، الأطفال، على فهم الفرق بين الواقع والتخيل، فإذا كان الطفل يلعب ببساطة التظاهر، فلا بأس من الانغماس في الخيال طالما يدرك الجميع أنه خيال وليس حقيقة.

– انعدام الثقة في النفس

إذا كان الطفل يكذب لكي يتفاخر بأشياء لم تحدث، فقد يكون ذلك بسبب تدني احترام الذات أو الرغبة في جذب الانتباه، لذلك يجب على الآباء الحرص على أن يتعلم الأطفال مهارات اجتماعية جديدة، والانخراط في أنشطة إيجابية لتعزيز احترامهم لذاتهم.

– اضطراب نقص الانكان الطفل يكذب لكي يتفاخر بأشياء لم تحدث، فقد يكون ذلك بسبب تدني احترام الذات أو الرغبة في جذب الانتباه، لذلك يجب على الآباءتباه وفرط الحركة

من المعروف أن الأطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط هم أكثر عرضة للكذب، حيث يمكن أن تؤدي أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه الشائعة في النسيان والاندفاع وعدم التنظيم إلى الاستعداد للخداع، وغالبًا ما يتضخم بسبب سوء الفهم.

الفرق بين الكذب والخيال عند الأطفال:
الأطفال لا يتمكنوا من التمييز بين الكذب والخيال حتى يصبح عمرهم 6 سنوات، حيث يكون خيال الأطفال واسع ويكون عقلهم مليء بالقصص غير الواقعية، حيث نجد أن الأطفال يقومون بالتحدث عن الأشباح وعن أصدقاء غير موجدين على أرض الواقع ويرجع السبب في ذلك إلى امتلاك الأطفال خيال واسع يخلق لهم أحداث وأشخاص غير موجودين بالواقع.

بالمقابل الكذب يكون في حال قيام الأطفال بتخريب شيء أو القيام بسلوك مرفوض وعدم اعتراف الأطفال بهذا السلوك هنا هذا التصرف يسمى الكذب، لذلك من المهم أن يحرص الأهالي على عدم معاقبة الأطفال على خيالهم الواسع بل معاقبتهم على الكذب بطريقة تجعل الأطفال يقلعون عن القيام بالكذب.

ما هي طرق التعامل مع الطفل الخيالي؟
1- عدم تضخيم الأمور:
من المهم أن يتجنب الأهالي التعامل مع الطفل الخيالي بعصبية وتضخيم الأمور أكثر من الازم، حيث أن ذلك يؤثر على شخصية الطفل، بل يجب عليهم أخذ الأمور بمنتهى البساطة حيث أن الخيال من صفات الذكاء لدى الأطفال ولا يجب محاسبة الأطفال على امتلاكهم خيال واسع.

2- الاستماع إلى الأطفال:
من المهم أن يحرص كل من الأب والأم على الاستماع للأطفال، حيث أن ذلك يساهم بشكل كبير على التعرف على الأفكار والمخاوف لدى الأطفال وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة لديهم.

3- التحلي بالهدوء والصبر:
من الضروري أن يحرص الأهالي على ضبط الانفعالات المتمثلة بالغضب في حال قيام الأطفال بسرد قصص وأمور من مخيلتهم.

واعلمي أن جميع الأطفال يعشقون القصص ويهوون الحكايات، إنها فرصة مناسبة للغاية لغرس قيمة الصدق في نفس الطفل، سواء عن طريق قصة خيالية كراعي الغنم الكذاب أو عن طريق قصة حقيقية في التاريخ، وقد يكون مناسبًا أن تحكي له مواقف مررتِ بها أنت شخصيًّا واستفدت فيها من الصدق، ولتكن قصصًا مشوقة ومثيرة للخيال عند الطفل، واجعليه يشارك فيها ويتفاعل معها ويتوقع نهايتها. وبعد ذلك قد يتفاعل الطفل ويحكي لكِ هو قصة سمعها أو موقفًا مرّ به وكان الصدق سبب نجاته، أو كذب فيه لأنه لم يعرف كيف يتدبر أمره، لكن تذكري، إن هذه الجلسة تعد جلسة صراحة وتواصل، فلا توقعي عليه العقاب لأنه اعترف بكذبه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى