إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

أيام الماعز: المحور الثاني (الخيال الزائف “1”) Pseudofiction

علي عويض الأزوري

الكتابة التي تشبه الخيال ولكنها تفتقر إلى السمات الرئيسية للخيال، والذي ليس له قرار نهائي أو يحتوي على خط قصة تقليدي من المفترض أن تكون تجربة. غالبا ما يركز الخيال الزائف فقط على عنصر أو عنصرين من القصة، مثل الشخصية أو الموضوع، بينما يتجاهل الباقي. يمكن أن تكون تجربة لمرة واحدة أو تستمر إلى أجل غير مسمى. يحاول الخيال الزائف تشويه بعض الحقائق إما لعدم المعرفة الكاملة بها، أو لمجرد الإثارة والإساءة.

 وهناك التزوير الأدبي (يُعرف أيضًا بالتضليل الأدبي أو الاحتيال الأدبي أو الخداع الأدبي) هو كتابة أو هي مذكرات مزعومة أو أي كتابة أخرى يُفترض أنها غير خيالية يتم تقديمها بشكل مخادع على أنها حقيقية بينما في الواقع تقدم معلومات أو محتوى غير صحيح أو وهمي. هذه الممارسات الخادعة لها تاريخ طويل وقد حدثت عبر تقاليد أدبية مختلفة، وغالبًا ما يكون لها تأثيرات ثقافية أو مالية كبيرة.

يصف (نجيب) دخوله للسجن وهو في السيارة التي كانت تقلهم إلى هناك:

One block for each nationality-Arabs, Pakistanis, Sudanese, Ethiopians, Bangladeshis, Filipinos, Moroccans, Sri Lankans and then, finally, Indians. (p15)

عنبر واحد لكل جنسية العرب والباكستانيين والسودانيين والإثيوبيين والبنجلادشيين والفلبينيين والمغاربة والسريلانكيين وأخيرا الهنود.

– تواصلت مع صديقين أحدهما لواء متقاعد عمل مديرا لأحد السجون في المنطقة الغربية، والآخر متقاعد أيضا برتبة أقل أو ما يصنف أنه فرد لأستوضح عن بعض الأشياء التي وردت في الرواية عن السجون، وأفادوني أن كل عنبر حسب التهمة أو الجريمة. جرائم/ تهم المخدرات لها عنبر خاص، والسرقات والقضايا الأخرى كذلك. تختلط الجنسيات في كل عنبر حسب القضايا التي تم سجنهم بشأنها.

يواصل نجيب/ الكاتب (لا أستطيع تحديد من يشوه ويزيف الحقائق هل هو نجيب أم المؤلف مع الأخذ في الاعتبار أن نجيب إنسان بسيط وأمي لا يقرأ ولا يكتب وربما وضعت الكلمات في فمه:

The block didn’t have cots, mats or mattresses. One just found a spot on the bare floor

لم يكن المبنى يحتوي على أسرة أطفال أو حصائر أو مراتب. على الشخص أن يجد بقعة على الأرض العارية/ غير المفروشة

There must have been about two hundred and fifty people in our block.

The prisoners, lying down in whatever space they could manage, resembled dead bodies laid out after a natural disaster

أجزم أن هناك حوالي مائتين وخمسين شخصا في عنبرنا.

إن استلقاء المساجين في أي مكان يمكنهم إدارته والحصول عليه، يشبه الجثث الملقاة بعد كارثة طبيعية

– حسب المعلومات التي حصلت عليها أن العنبر يحتوي على غرف وكل غرفة بها 7 أشخاص ولكل منهم مرتبة للنوم وبطانية ومخدة، وعنبر المخدرات سرر ثلاثة طوابق، وهذا ينفي ما ذكره (نجيب) في وصفه للعنبر الذي كان فيه.

ويواصل التزييف والتضليل والتزوير الأدبي:

Every week there was an identification parade in the prison. It was the day for the Arabs to identify the absconding workers—a tear-filled day in prison. On that day, after breakfast, all of us were made to stand in a line outside the block. Arabs would walk in front of us looking at each face

carefully, like eyewitnesses trying to identify the accused. There would be a few unfortunate ones among us each week. The first reaction of the Arab who recognized his worker was to land a slap that could pop an eardrum. Some even unbuckled their belts to whip the prisoners till their anger subsided. The policemen would keep an eye on the scene from a distance, and might not even pay attention.

كل أسبوع كان هناك عرض لتحديد الهوية في السجن. كان ذلك هو اليوم الذي يتعرف فيه (العرب) على العمال الهاربين- يوم مليء بالدموع في السجن. في ذلك اليوم، بعد الإفطار، أُجبرنا جميعا على الوقوف في طابور خارج العنبر، كان (العرب) يمشون أمامنا ينظرون إلى كل وجه بعناية، مثل شهود العيان الذين يحاولون التعرف على المتهم. سيكون هناك عدد قليل من التعساء بيننا كل أسبوع. كان رد الفعل الأول (للعربي) الذي تعرف على عامله هو توجيه صفعة يمكن أن تفرقع طبلة الأذن. حتى أن البعض فكوا أحزمتهم لجلد السجناء حتى هدأ غضبهم. كان رجال الشرطة يراقبون مكان الحادث من مسافة بعيدة، ولا يعيرونهم أي انتباه.

– استوقفني في السرد السابق عرض المساجين كأنهم في طابور عسكري ودخول (العرب) للتعرف على العمال الهاربين، ومن منهم يجد ضالته يصفعه على الأذن، وفك الأحزمة للجَلْد.

عن ماذا يتحدث وعن أي سجن يتحدث؟

هنا يتضح الكذب والتزييف والتزوير والتضليل. لا يسمح لأي كان غير العاملين في السجن بالدخول إلى العنابر، ومما أضحكني و(شر السرد والتزييف والتضليل ما يُضحك) أن البعض يفك الحزام، وكلنا نعرف أن الحزام للبنطلون، و(العرب/ السعوديون) كما يصفهم لا يلبسون إلا ثيابا.

تكرار مفردة ووصف السعوديين بالعرب هو تهميش لهم/ لنا، والنظر بدونية، ودلالة على احتقار في أعينهم.

هناك المزيد من هذا التزييف والكذب وتصوير الأمور على غير حقيقتها لاستعطاف القارئ (غير العربي وبعض العرب) وتجييش (الآخر)، وإلهاب المشاعر، لكني آثرت التوقف عند نهاية الجزء الرابع وربما يكون لي وقفة مع باقي الرواية في وقت ما.

الرواية تحكي واقعا مزيفا والفيلم يعكس رؤية المخرج من التغيير المتعمد للاسم من أيام إلى حياة، وهناك فارق بين القراءة والرؤية، لأن القراءة تنسف بالأدلة السابقة مصداقية الراوي/ البطل والمؤلف.

بقلم/ علي عويض الأزوري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى