إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

أيام الماعز: المحور الثاني (الخيال الزائف “2”) Pseudofiction

علي عويض الأزوري

Slightly off the sentry box, a wild lemon tree curved into the street. We squatted in its shade. (p12)

“امتدت أغصان شجرة ليمون برية إلى أبعد قليلا من كشك الحراسة. كنا نقرفص في ظلها متأملين أن يطل حارس علينا أثناء نوبته ويرانا.

يروي نجيب عندما كان هو وحميد عند مركز الشرطة في الرياض. كانا تحت ظل شجرة ليمون! زمن الحدث في التسعينات ميلادي قبل ثلاثين سنة. هل كان هناك أشجار ليمون في شوارع الرياض، أو حتى في بيوتها؟

the bell rang. The sleepers woke up and took their position in the

queue that was taking shape at another corner of the block. Although we didn’t know what it was for, we followed the crowd. As the queue moved

forward, a big tea vessel came into sight. We could pick up a cup, fill it with tea, get two or three biscuits from the next table, and sit anywhere to have it at peace. When the tea was over, the cup had to be washed clean and returned to the table. It did not seem like being in a prison at all. It was more like a disaster-relief camp.  (p18)

رن الجرس. استيقظ النائمون واتخذوا مواقعهم في قائمة الانتظار التي كانت تتشكل في زاوية أخرى من العنبر. على الرغم من أننا لم نكن نعرف الغرض من ذلك، إلا أننا تابعنا الحشد. كما تحركت قائمة الانتظار إلى الأمام، ظهر وعاء شاي كبير في الأفق. يمكننا أن نلتقط كوبًا، ونملأه بالشاي، ونحصل على قطعتين أو ثلاث قطع من البسكويت من الطاولة المجاورة، ونجلس في أي مكان لنستمتع به في سلام. عندما ينتهي الشاي، يجب غسل الكوب نظيفًا وإعادته إلى الطاولة. لا يبدو الأمر وكأنك في السجن على الإطلاق، لقد كان أشبه بمخيم للإغاثة من الكوارث.

 يتكلم هنا نجيب عما يحدث كل يوم بعد العصر، يصف المشهد بأنه مخيم للإغاثة من الكوارث؛ لعل الصورة اختلطت في ذهنه ورجع إلى الهند (فلاش باك) وتداعت لديه خبرة سابقة وتجربته في مخيم كوارث. ما قام بسرده نجيب لا يمت للواقع بصلة ولا يحدث هذا في الأماكن المخصصة للتوقيف سواء كان في أقسام الشرطة أو في السجون في المملكة. يقوم المؤلف بنيامين بوضع كلمات وصور في فم نجيبput words and images in his mouth  ليجعل السرد أكثر هندية (إن جاز استخدام هذا الوصف).

يستمر التضليل والتزييف وتصوير الخيال في خيال آخر ليس مبنيا على حقائق ليظهر على أنه حقيقة مطلقة، مع أن الحقيقة بكل تصنيفاتها تبقى نسبية relative.

 Hameed only complained about the lack of a facility to bathe (p22)

اشتكى حميد فقط من عدم توفر مرافق للاستحمام

The day after the inspection by the Arabs was the day of the embassy visit. Embassy officials of different countries came to the prison with

release papers for the prisoners of their respective countries. If the previous day was one of tears, the next was one of joy. On that day too, all the prisoners would be taken out in a line. Embassy officials would read out the names of those whose papers—exit passes—had been processed, and they would step forward. It was a rather impatient wait. It amused me to compare it to the anxiety of beauties waiting for the announcement of the Miss Universe contest results. (p25)

واليوم التالي للتفتيش من قبل العرب كان يوم زيارة السفارة؛ جاء مسؤولو السفارات من مختلف البلدان إلى السجن.

أوراق إطلاق سراح السجناء في بلدانهم. إذا كان اليوم السابق يومًا من الدموع، فإن اليوم التالي كان يومًا من الفرح. وفي ذلك اليوم أيضًا، سيتم إخراج جميع السجناء في طابور. كان مسؤولو السفارة يقرأون أسماء أولئك الذين تمت معالجة أوراقهم -تصاريح الخروج-، وكانوا يتقدمون للأمام. لقد كان انتظارًا بفارغ الصبر إلى حد ما. وأمتعني مقارنتها بقلق الجميلات في انتظار إعلان نتائج مسابقة ملكة جمال الكون.

هنا مغالطة أخرى تضاف إلى ما سبق.. حسب ما حصلت عليه من معلومة عن مندوبي السفارات فلا يستطيعون زيارة السجون إلا بإذن من وزارة الداخلية السعودية، ويقابلهم أحد مسؤولي السجن ويعرض عليهم قضية الموقوف الذي يتبع للسفارة. وصف المشهد بأنه مسابقة ملكة الجمال أبدع فيه المؤلف الذي يريد أن يستدر عطف القارئ حتى لو كان كذبا وتزييفا وتضليلا، لكن المتسابقون هنا لا يمتون للجمال بصلة من قريب أو بعيد. أخفق الكاتب في خلق صورة من خياله لتتطابق مع الواقع، وأخفق أكثر في التشبيه، فليس هناك تساوي في المكان والزمان والمناسبة.

بقلم/ علي عويض الأزوري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى