إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

أيام الماعز: السخرية والمؤلف المتطفل (Sarcasm and the Intrusive Author)

علي عويض الأزوري

As a literary device, Sarcasm allows an author to illustrate a character’s feelings of frustration, anger, or ridicule, which is usually veiled by either humor or irony. In fact, when sarcasm is used throughout an entire piece of writing, audio, video, etc., it is classified as satire, which is the use of humor or ridicule to expose the foolishness of human vices

كأداة أدبية، تسمح السخرية للمؤلف بتوضيح مشاعر الشخصية من الإحباط أو الغضب أو السخرية، والتي عادة ما تكون محجوبة إما بالفكاهة أو السخرية من شيء ما أو موقف ما. عندما يتم استخدام السخرية في جميع أنحاء قطعة كاملة من الكتابة والصوت والفيديو، وما إلى ذلك، يتم تصنيفها على أنها هجاء.

I distracted myself by picturing ourselves in Antarctica instead and imagining those who crossed us as black and white penguins. I would pleadingly look at the faces (into the eyes of the female penguins whose faces were not visible) of each penguin. I am the Najeeb you are looking for.

بدلا من ذلك شتـّتُ انتباهي بتصوير أنفسنا في القارة القطبية الجنوبية (انتراكتيكا)، وتخيلت أولئك الذين عبروا من حولنا كطيور بطريق سوداء وبيضاء. كنت أنظر بتوسل إلى الوجوه (في عيون إناث طيور البطريق التي لم تكن وجوهها مرئية)، لكل بطريق.. أنا نجيب الذي تبحثون عنه.

هذا ما يُحدّث (نجيب) به نفسه عندما وصل إلى مطار الرياض وكان ينتظر قدوم من يأخذه من المطار أو ما نسميه الكفيل.

كيف عرف (نجيب) عن انتاركتيكا وطيور البطريق وهو لا يملك تلفازا ولا جوالا (استلم برقية تخبره بوصول تأشيرة العمل وهذا يدل على أنه لا يملك من وسائل التواصل مع العالم أي شيء بالإضافة إلى أنه إنسان أمي/ غير متعلم/ وفي مطار بومباي اتصل على هاتف في الجوار وطلب منهم إيصال رسالة إلى أهله).

يسخر (المؤلف المتطفل على لسان نجيب) من النساء السعوديات وهن يلبسن العباءات السوداء والنقاب، ويشبههن بطيور البطريق.

As I did not speak Hindi and the officer did not speak Malayalam and as a hundred-rupee note was handed over inside the passport, that hurdle was dealt with quickly.

هذا المشهد عندما كان (نجيب) في مطار بومباي يستعد للسفر إلى الرياض.

نظرا لأنني لم أكن أتحدث الهندية ولم يكن الضابط يتحدث المالايالامية، وعندما تم تسليم ورقة نقدية بقيمة مائة روبية داخل جواز السفر، تم التعامل مع هذه العقبة بسرعة.

يتأكد معرفة (نجيب) المحدودة تماما بالعالم الخارجي، فهو لا يعرف لغة أبناء بلده (قرأت في مجلة التايمز الأمريكية قبل 40 سنة أن هناك 700 لغة في الهند)، وهذا دليل آخر على تطفل الراوي ويثبت أن(نجيب) يعيش في عالم آخر غير العالم الذي يعيش فيه بنيامين المؤلف.

حلت مائة روبية مشكلة اللغة بين ضابط الجوازات وبين (نجيب)، وربما يوضع الختم على أي جواز بدون التأكد من محتوياته والتأشيرات والوجهة الأخيرة.

يقول شكسبير في مسرحية ماكبث على لسانه:

Life is “a tale told by an idiot

الحياة هي “حكاية/ رواية يرويها أحمق

ينطبق ما قاله (شكسبير) على لسان ماكبث على المؤلف بنيامين الذي يتداخل مع الراوي/نجيب”. هذا التداخل قد يوهم القارئ أن ما يقرأه هو سيرة ذاتية للمؤلف أو للروائي.”يوصف هذا النوع من المؤلفين بالمتطفل. وهذا النوع أيضا” غير مرغوب فيه، بسبب انتقاصه من وهم الواقعية، وتقليله من الكثافة الانفعالية للتجربة التي يتمّ تقديمها عن طريق تشتيت الانتباه إلى عملية السرد، وكأن الروائي هنا، يدّعي مقدرته على إمكانية الوجود في كل مكان في الوقت نفسه!.

 وإذا كان لا بد للمؤلف المتطفل من أن يحشر نفسه أو يطلّ برأسه، فيكون غالبًا بشيء من الحرج الساخر أو عبر تعليق سريع، “يتوجب على المؤلف ألا ينسى القارئ لأنه” المعيار الذي تكتمل فيه ومعه فنية السرد ومعناها، وهذا القارئ المنشود هو الذي يملأ الفراغات ويردم الثغرات ويتجاوز التفاصيل ويعلي من شأن العمل ويجعله مشعًّا”(1)

يتدخل بنيامين (المتطفل) في مشهد العرض في السجن وتشبيهه بأنه مسابقة لاختيار ملكة للجمال، في هذين المشهدين يساورني الشك أن بنيامين يسخر من القارئ ويستسخف قدرته على التفكير، ويحاول تشتيت انتباهه وجره(سحبه) إلى مستنقع أفكاره التي يحملها ضد السعوديين. هذه الأفكار هي من التوجه التوليوودي* الجديد في كتابة الأفلام والسيناريوهات في السينما الهندية تعتمد على بهارات فنية هندية حارة (حراقة) وممجوجة عندما تشوه الوقائع لتصل إلى أهداف سيئة ومسيئة.

بقلم/ علي عويض الأزوري

1- الراوي والمؤلف: جمانة بركات

الــراوي والمـؤلـف

* توليوود: هناك نوع آخر من السينما ظهر في الهند بدلا عن هوليوود وهو توليوود

علي عويض الأزوري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى