إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

الحياة قناعة وإيمان

خالد بركات

كيف يفتقر من اعتقد أن الله حظه؟

كيف يستوحش من كان الله أنيسه؟

فلن يذل عبد من كان الله عزه،  ولا أجمل من قول الحمد لله، والحمد له وحده…

من أنقى ما كُتب بإيمان عن القناعة والحياة:

كان رجل يسير بسيارته مع عائلته على الطريق، فوجدوا رجلًا يشير للأب أن يقف ليصعد معه، فسأله الأب: من أنت؟

قال: أنا المال.

فسأل الرجل زوجته وأولاده: هل ندعه يركب معنا؟

فقالوا جميعًا: نعم بالطبع، فبالمال يمكننا أن نفعل أي شيء وأن نمتلك أي شيء نريده

فركب معهم المال.

وسارت السيارة حتى قابلوا شخصًا آخر، فسأله الأب: من أنت؟

فقال: أنا السلطة والمنصب.

فسألهم الأب: هل ندعه يركب معنا؟

فأجابوا جميعًا بصوت واحد: نعم بالطبع، فبالسلطة والمنصب نستطيع أن نفعل أي شيء وأن نمتلك أي شيء ونشتري كل ما نريده.

فركب معهم السلطة والمنصب.

وسارت السيارة تكمل رحلتها، وهكذا قابلوا أشخاصًا كثيرين بكل شهوات وملذات الدنيا، حتى قابلوا شخصًا، فسأله الأب: من أنت؟

قال: أنا الدين

فقال الأب والزوجة والأولاد بصوت واحد: ليس هذا وقته! نحن نريد الدنيا ومتاعها، والدين سيحرمنا منها وسيقيدنا، وسنتعب في الالتزام بتعاليمه، وحلال وحرام وصلاة وصيام، و… و… و…، وسيشق ذلك علينا، ولكن من الممكن أن نرجع إليك بعد أن نستمتع بالدنيا وما فيها.

فتركوه وسارت السيارة تكمل رحلتها، وفجأة وجدوا على الطريق نقطة تفتيش وكلمة “قف”

وجدوا رجلًا يشير للأب أن ينزل ويترك السيارة.

فقال الرجل للأب: انتهت الرحلة بالنسبة لك، وعليك أن تنزل وتذهب معي.

فوجئ الأب بذهول ولم ينطق، فقال له الرجل: أنا أفتش عن الدين.. هل معك الدين؟

فقال الأب: لا.. لقد تركته على بعد مسافة قليلة، فدعني أرجع وآتي به.

فقال له الرجل: إنك لن تستطيع فعل هذا، فالرحلة انتهت والرجوع مستحيل.

فقال الأب: لكن معي في السيارة المال والسلطة والمنصب والزوجة والأولاد، و… و… و…

فقال له الرجل: إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئًا، وستترك كل هذا، وما كان لينفعك إلا الدين الذي تركته في الطريق.

فسأله الأب: من أنت؟

قال الرجل: أنا قناعة الإيمان التي كنت غافلًا عنها ولم تعمل لها حسابًا.

ونظر الأب إلى السيارة فوجد زوجته تقود السيارة بدلًا منه، وبدأت السيارة تتحرك لتكمل رحلتها وفيها الأولاد والمال والسلطة، ولم ينزل معه أحد.

قال تعالى:

{قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [سورة التوبة 24]

ٱللّهُمَّ.. افتح لنا أبواب رحمتك، وارزقنا من حيث لا نحتسب، اللهم نور لنا دروبنا، واغفر لنا ذنوبنا، وحقق لنا ما يكون خيرًا لنا.

رسالة من عبدِ الله لعبدِ الله

بقلم/ أ. خالد بركات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى