11المميز لدينااستشارات قانونية

كيفية الطعن في شهادة الشهود

إنّ الشهادة تعدّ من أهم طرق الإثبات، سواء في المسائل المدنية أم الجزائية، وهي عبارة عن تقرير الإنسان عمّا سمعه أو أدركه بإحدى حواسه من وقائع، وعلى من يؤدي الشهادة أن يتحلى بصفة الصدق، وأن يبتعد عن قول الزور مهما كانت الأثمان.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية
يُعرِّف فقهاء العرب الشهادة على أنّها: “إخبار الإنسان في مجلس القاضي بحق لشخص على آخر”، وبالتالي فالشهادة هي خبر يصدر عن الإنسان، والخبر قد يحتمل الصدق أو الكذب، لذلك فإن الشاهد عند امتثاله أمام الجهات القضائية فإنه يحلف يمينًا على أن قوله صحيح، وأن يدلي بشهادته بكل صدقٍ وأمانة ودون انحياز لأي طرف من أطراف الدعوى، وكذلك القاضي يأخذ من حيث الأصل أن الشاهد يعدّ صادقًا في شهادته دون أن يحابي أي طرف من الخصوم، لذلك تعدّ الشهادة من أهم طرق الإثبات بعد الأدلة الكتابية؛ لأن الكتابة دليل قاطع لا يمكن إثبات عكسه إلا بالتزوير في السندات الرسمية، وبالإنكار أو التزوير في السندات غير الرسمية، أما الشهادة فمن الممكن إغواء إنسان وإعطاؤه مبلغًا معيّنًا للإدلاء بشهادة كاذبة أمام المحكمة، كذلك إنّ طبيعة النفس الإنسانية معرّضة للنسيان، لذلك يعد الدليل الكتابي أقوى من الشهادة.

الشروط الواجب توفرها في الشاهد

يجب أن يكون موضوع الشهادة ذا أهميّة كبيرة في الدعوى، وبالإضافة إلى ذلك هنالك شروط وضوابط يجب أن تتوفّر في الشاهد لقبول شهادته وإلا تعرضت شهادته للطعن، كما سيتم بيانها في كيفية الطعن في شهادة الشهود، وتُجمَل هذه الشروط كالآتي:

التمييز: والذي يقصد به الإداراك، فيجب أن تصدر الشهادة من شخص تتوفّر لديه الإمكانيات العقلية التي تؤهله للشهادة؛ لأن الشهادة هي عبارة عن سلسلة من الإمكانيات العقلية الواجب صدورها من شخص مكلّف، فلا تقبل شهادة الصغير غير المميّز، ولا شهادة المجنون أو المعتوه أو المصاب بمرض عقلي نتيجة الشيخوخة.

حرية الإختيار: يجب أن تصدر الأقوال عن الشاهد بحرية، دون أي إكراه أو تهديد؛ لأن الشهادة التي تعتمدها المحكمة هي الشاهدة التي تصدر عن الشاهد بكامل اختياره دون أي ضغوطات.

حلف اليمين: يجب على الشاهد أن يحلف يمينًا قبل أداء شهادته بأن يقول الحق دون زيادة أو نقصان، وبالتالي فإن الشهادة غير المسبوقة بيمين تعدّ باطلة، ولا يجوز الاستناد إليها بأي حال من الأحوال؛ لأن حلف اليمين إجراء متعلق بالنظام العام ولا يجوز مخالفته.

عدم التعارض: يجب أن يكون الشاهد محايدًا، ولا يجوز له تحت أي ظرف أن تكون له مصلحة لأداء الشهادة، كأن يكون موعودًا بمبلغ ماليّ إذا أدّى شهادة منافية للحقيقة، فعندها تعدّ شهادته باطلة ولا يمكن قَبولها.

كيفية الطعن في شهادة الشهود

، يعود أمر قبول الشهادة أثناء المحاكمة إلى قاضي الموضوع، فله سلطة تقديرية في ذلك، أما إذا تبين أن الشهادة التي أدلى بها الشاهد أمام الجهات القضائية أنها غير صحيحة، أو اختل شرط من الشروط الواجب توفّرها في الشاهد للأخذ بشهادته كدليل إثبات، بعد أن صدر حكم قطعي على المتهم أو المدعى عليه بجناية أو جنحة، حينها يتم ملاحقة شاهد الزور بسبب شهادته الكاذبة والحكم عليه بسبب ارتكابه جرم الشهادة الكاذبة، وقد تصل عقوبته إلى الأشغال الشاقة المؤقتة، وإذا كان لهذه الشهادة تأثير جوهري بالحكم بالإدانة يتم إعادة المحاكمة من جديد، عن طريق تقديم طلب إلى المحكمة التي أصدرت الحكم بالإدانة بإعادة المحاكمة لتوفّر حالة من التي يجب إعادة المحاكمة بها، وعلى المحكمة إن تبين لها صحة الطلب أن تعيد المحاكمة، وهكذا تبين كيفية الطعن في شهادة الشهود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى