إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

أيام الماعز: بنيامــــــين (المؤلف) السرقة الأدبية/ الفكرية (الانتحال) والكذب المرَضـِـي

علي عويض الأزوري

الكذب المَرَضِيّ هو سلوك الكذب بشكل قهري، وقد وصف لأول مرة في الأدبيات الطبية في عام 1891، ولكنه يظل موضوعًا مثيرًا للجدل، وقد يكون الفرد فيه مدركًا بأنه يكذب أو قد يعتقد أنه يقول الصدق، وعادة ما تكون القصص والأقوال المكذوبة مبهرة للسامعين، ولكنها لا تتجاوز حدود المعقولية، ولا تكون مبنية على أوهام في ذهن الكاذب ولا ناجمة عن إصابته بالذهان، وقد يعترف بأنها كذب محض عند مواجهته، ويكون الميل عنده للكذب والتلفيق مزمنًا، فلا يكون في ظرفٍ حادثٍ يستدعي الكذب ولا بسبب ضغط اجتماعي عليه بقدر ما هو سمة فطرية في شخصيته. (ويكيبيديا)

كتبت في الأجزاء السابقة لهذه الدراسة التحليلية أن المؤلف بنيامين يضع الكلمات في فم نجيب والصور في ذهنه، وينسبها له، وأوردت أمثلة كثيرة من روايته (أيام الماعز).

اتُّهِم بنيامين بسرقة أجزاء من الرواية (أيام الماعز) من رواية الكاتب النمساوي المجري (محمد أسد الطريق إلى مكة) [1954]. اقتبس النقاد ثلاث فقرات على الأقل من كلا العملين الأدبيين لرسم أوجه تشابه مباشرة بينهما، خاصة في أوصاف تجارب الأبطال أثناء عبور الصحراء.

ومنذ ذلك الحين، ناقش نقاد بنيامين ومؤيدوه أخلاقيات وحدود الحرية الفنية وإضفاء الطابع الخيالي على تجارب الحياة الواقعية، مشيرين إلى أن التحريف في الفن يمكن أن يصبح مشكلة أكبر عندما يكون ذلك على حساب رجل حقيقي، في هذه الحالة، شخص ينحدر من مجتمع مهمش مع القليل من الامتيازات (1).

مارس بنيامين هوايته في الكذب وخلق أحداث لم تحدث واعترف بذلك على (لينكد إن) حيث كتب: إنها روايتي. هذا مذكور بوضوح على غلافها. أتحمل المسؤولية الكاملة عن كل فعل ينسب إلى نجيب في القصة، مع وجود تفسيرات متاحة بسهولة”(2).

هنا مع سبق الإصرار والترصد يقول أن لديه تفسير جاهز لأفعال (نجيب) التي نسبها إليه، مما يؤكد ما كتبته عن وضع كلمات وصور لم يتفوه (نجيب) بها أو يفكر فيها.

ظهر نجيب، الذي تستند إليه الرواية، مؤخرا في مقابلات ترويجية لفيلم Aadujeevitham وأعرب عن عدم ارتياحه الواضح لأي سؤال يتعلق بمشهد البهيمية في الكتاب. “هذا المشهد هو شيء أضافه الروائي من تلقاء نفسه، وفقا لرؤيته الإبداعية”، أكد مرارا وتكرارا، حتى أنه كان على وشك الخروج من المقابلة (3).

تعرضت لهذا المشهد فيما يتبع هذا المقال لتوضيح أبعاد الرواية التي كانت الأحداث فيها بنسبة 10% وأضاف لها بنيامين من خياله الجامح الكاذب 90%. نفى (نجيب) في مقابلات ترويجية وأبدى عدم ارتياحه من الحديث حول ذلك، وأن كل ذلك محض (كذب) وتأليف من خيال بنيامين.

أوضح بنيامين أن قصة (Aadujeevitham) أيام الماعز، أو على الأقل شكلها الهيكلي، تشكلت قبل وقت طويل من لقائه ببطل الرواية الواقعي. “كنت أفكر، كيف ستكون الحياة إذا كان هناك إنسان واحد وإله واحد؟ لقد كانت رغبة حملتها لفترة طويلة، لكتابة رواية عن مثل هذا الرجل المعزول”.

لماذا لم يكتب عن ذلك الشخص؟ وكيف تمت له مقابلة (نجيب)، والسؤال الأهم: لماذا اختار (نجيب) بالذات لينفث أكاذيبه على لسانه مع أن هناك مئات الألاف من (كيرلا) والملايين من الهند يعملون في السعودية وفي دول الخليج العربي؟

قال بليسي (المخرج) في مقابلة. وأضاف أن هذا لم يكن مصدر قلقه الرئيسي (نجيب وعلاقته الحميمية مع الماعز بوتشكاري راماني) . “لقد كتبنا ذلك في السيناريو وحتى صورناه. كان هذا المشهد هو روح ذلك الفيلم، لكن مجلس الرقابة لا يعرف ذلك، أليس كذلك؟”.

ويضيف “كان بإمكاني تصوير المشهد بطرق مختلفة، لكنني كنت أفكر في نجيب؛ ألن يشعر بالذنب بعد ذلك؟ ربما يكون نجيب في الكتاب بلا ذنب، لكن نجيب ليس هكذا”.

إذا من هو وكيف هو نجيب؟

بقلم/ علي عويض الأزوري

1-2 -3

https://www.thenewsminute.com/flix/goat-lives-in-gulf-what-benyamins-aadujeevitham-represents-and-misrepresents

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى