زوايا وأقلاممشاركات وكتابات

بالحَجْرِ لفيفُ نِعَم

 

بالحَجْرِ نَحْمِي بِلادًا حُبُّهَا شَغَفُ
وأَنْفُس.ًا مِنْ وَبَاءٍ قَلْبُهــــا وَجِــفُ

فالزَمْ مَكَانَكَ فالأَحْدَاثُ ذي جَللٌ
ورَحْمةُ اللهِ فَضْلٌ فَوقَ مَا نَصِــفُ

بيتان تحشرجا من رئة حالنا، وتقلّب زماننا، تنفثهما قريحتي وعلى قسمات وجهِها يقينٌ بنكهة أمل، وثقةٌ بانكشاف غُمّة تشبثت بملامح هذه الأُمّة.

في كل يوم يزداد حصاد ذلك الكائن الصغير الذي عطّل حياة البشرية، وأفزع الدول بهجومه الشرس، وسلبه للأرواح البريئة المتدثرة بدفء الحياة.

وللحد من فتك هذا الشرير ( كورونا) أمرت قيادتنا الرشيدة -كبقية دول العالم- بالحجر المنزلي ومنع التجول كدرع للوقاية، ولما تمّ إنجازه من استعدادات وتسخير طاقات لردع تمادي ذلك الكائن وجبروته.

في الحجر نشتاق إلى أشياء كثيرة (أهلينا، أعمالنا، مدارسنا، زياراتنا، نشاطاتنا المختلفة التي اعتدناها.. كمقهى يعزف الهدوء مع ارتشاف قهوة وصحبة وإلهام قريحة)

ولكن لابد من الرضا بما ألمَّ بنا من واقع مؤلم، فنحن -والحمد لله- بحجر وأمن ولسنا بحرب وخوف، ببيوت تحتوينا بارتياح ولسنا لاجئين مشردين، بوطن يعبقُ بالقداسة والمجد ولسنا بغربة، نأكل مما لذَّ وطاب ولسنا بجوعى يهلكنا الإملاق، بصحة وعافية لم نفقد عضوًا ولم يهدمنا سقم، نؤدي الفروض والسنن بكل راحة مع عائلة مجتمعة وليست متفرقة، بل إن هذه النقطة الأكثر إيجابية فـ ( ربَّ ضارة نافعة) حيث تعاني بعض الأسر من انشغال بعض أفرادها المستمر والتفرقة الروحية، ومع الحجر المنزلي تزداد العلاقة بينهم قربًا وودًّا وألفةً وتماسكًا وحلًّا لمشكلات نفسية عند بعضهم.

ولنمتثل قول النبي صلى الله عليه و سلم: (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا). فلك الحمد -ربنا – على نعمك التي لاتحصى.

فلنلتزم بالحجر المنزلي والحضن الرؤوم المتوسد لنعَم لا نشعر بها، ولنطع ولاتنا، ونقدر مسؤولية الأمن والتكاتف الاجتماعي، ولنتشرب الوعي التام بواجبنا الوطني؛ لتزهر الحيا ة مع تلويحة غيم الأمل، وارتواء قبول الدعوات، وانهمار غيث الرحمات.

بقلم/ منى البدراني

خنساء المدينة

مقالات ذات صلة

‫50 تعليقات

  1. بالحَجْرِ نَحْمِي بِلادًا حُبُّهَا شَغَفُ
    وأَنْفُس.ًا مِنْ وَبَاءٍ قَلْبُهــــا وَجِــفُ

  2. فالزَمْ مَكَانَكَ فالأَحْدَاثُ ذي جَللٌ
    ورَحْمةُ اللهِ فَضْلٌ فَوقَ مَا نَصِــفُ

  3. ولنمتثل قول النبي صلى الله عليه و سلم: (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا)

  4. بيتان تحشرجا من رئة حالنا، وتقلّب زماننا، تنفثهما قريحتي وعلى قسمات وجهِها يقينٌ بنكهة أمل،

  5. في الحجر نشتاق إلى أشياء كثيرة (أهلينا، أعمالنا، مدارسنا، زياراتنا، نشاطاتنا المختلفة التي اعتدناها.. كمقهى يعزف الهدوء مع ارتشاف قهوة وصحبة وإلهام قريحة)

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى