إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

أنا!

عجيبة هي كلمة (أنا).. حين استخدمها ذلك المتنبي، الرائع المتباهي المغرور وبنى بها أروعَ أهراماتِ الثقةِ المطلقة بالذات، خالفَ بها قوانين الطبيعة فجعل من الأعمى ناظرًا لأدبه ومن الأصمِّ سامعًا.

هناك (أنوات) ممجوجةٌ تحيلُ الثقةَ بالنفس، إلى كِبرٍ مرفوض، وكم من فردٍ أضاع حياته بحثًا عن (أناه) ولم يجده.

وبالمقابل كم من رجلٍ صار عبدًا لأناه مُسخّرًا لرغباتهِ وهواه، وكم من أمٍ جعلتْ أناها فوق أمومتها فتخلت عن مسؤوليتها كأم.

الأنا المريضة تلدُ من رَحِمِها الطغاةَ والمتسلطين.. ولادةَ عسرٍ من خاصرةِ الزمن.

وكم من مشهورٍ يجنحُ إلى عدمِ الاتزانِ النفسيٌ وفقدانِ التصالح، ونموذجٌ ينصب نفسه ملكًا للصواب المطلق حيث يرى الدنيا من خلال شبكيةِ عينيه وجميعُ العيون الأخرى لا ترى ولا تبصر.. فالمعيارُ قناعاتهُ ورؤاه، وغالبًا ما يكون صاحب تلك الأنا فقيرًا من المميزات.

فالثّريُ مَخْبَرا لا يفرض ثراءَهُ على محيطِه، والفقيرُ مخبرا ينعقُ دومًا بأهميته.

المتنبي حين قال (أنا) أرفقَ معها علةَ تفاخرِه، وهي عبقريته.

و ليس لكلِ متحذلقٍ أن يسمو بـ ( أناه)، لك أن تعشق أناكَ على ألا تقللَ من غيرك، أو تؤذي أناهم.

بقلم/ د. فاطمة عاشور

مقالات ذات صلة

‫51 تعليقات

  1. ليس لكلِ متحذلقٍ أن يسمو بـ ( أناه)، لك أن تعشق أناكَ على ألا تقللَ من غيرك، أو تؤذي أناهم.

  2. فالثّريُ مَخْبَرا لا يفرض ثراءَهُ على محيطِه، والفقيرُ مخبرا ينعقُ دومًا بأهميته.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى