زوايا وأقلاممشاركات وكتابات

متى تدركون صعوبة الأمر؟!

تناقل رواد السوشال ميديا عبر منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية صور وفيديوهات لمجموعة من الشباب يلعبون كرة القدم، وآخرين مجتمعين لتشجيع هواة التفحيط والاستعراض، ومجموعات في الاستراحات والمتنزهات والبحر غير مبالين بالتعليمات والرسائل الإرشادية والتوعية التي توجهها وزارة الصحة والجهات ذات العلاقة بخطر هذه التجمعات التي تعد سببًا رئيسيًّا في انتشار فيروس كورونا.. فمتى تدركون الخطر؟ هل تتحدون الوباء وتظنون بأن المرض لن يصيبكم.. أم ماذا؟

بالأمس تهتفون وتطلقون الشعارات الوطنية (نحبك يا وطني، نفديك يا وطني) وغيرها من الشعارات والهتافات التي نسمعها وأنتم ترددونها دومًا، ها هو الوطن دعاكم فأين أنتم؟، للأسف خذلتوه.. نعم خذلتوه بأول اختبار، باستهتاركم وعدم التقيد بالإجراءات الوقائية والاحترازية التي رسمتها وأعدتها وزارة الصحة لسلامتكم وسلامة كل إنسان يعيش على أرض وطننا المعطاء.

ها هي أرقام الإصابات في ارتفاع وأرقام الوفيات في ارتفاع.
تجمعات بالعشرات وربما أكثر.. متى تدركون صعوبة الأمر؟!

كل شعوب العالم تمنت وما زالت تتمنى أن يحظوا بما حظينا به بمملكة الإنسانية المملكة العربية السعودية، من عناية واهتمام من قيادتنا الرشيدة -أيدها الله- وأمن وأمان، وغذاء وافر ومتوفر بكميات كبيرة وبأسعار لم تتغير ولم تتأثر بالأزمة العالمية، علاج بالمجان ورواتب بالمجان -نعم رواتب بالمجان- نائم مطمئن بين أفراد أسرتك وعائلتك ببيتك العامر.. ماذا تريد أكثر من ذلك؟

بالأمس أطلقت عدد من الجهات النداءات، منها: أهمية الجلوس بالمنزل، واتباع الطرق الوقائية والاحترازية، وعدم الخروج إلا للحاجة القصوى، وكذلك أهمية التباعد الاجتماعي ووقف الشائعات التي هدفها التشويش على المجتمع بأخبار مغلوطة على لسان الوزارات والمنشآت، ووجوب أخذها من المصادر الرسمية المعترف بها.

ومن خلال مقالي هذا أطلق نداءً لكل مستهتر ومتهاون “كفى استهتارًا.. كفى تهاونًا بأرواح المجتمع” نعم كفى.. هل تنتظرون وفاة أحد أقاربكم حتى تصدقوا أن الأمر خطير وجدي، اجلس بمنزلك وكن واعيًا. فإذا وقع الفأس بالرأس لا ينفع الندم.. فاتقوا الله في أحبابكم وأحبابنا ولبّو نداء الوطن والزموا منازلكم.

‏‎سرير في البيت بين أهلك وأحبابك، أفضل من سرير بالمستشفى وحدك قد لا تجلس عليه كثيرًا فتموت وتدفن دون وداع أهلك وأحبابك، وقس الحال على أسرتك ومحبيك في حال إصابتهم بكورونا لا سمح الله.

إلى جميع الجاليات داخل مملكتنا الغالية:

“المملكة العربية السعودية استضافتكم ورحبت بكم وقدمت لكم كل جميل دون مقابل، فردوا بعضًا من الجميل بجلوسكم بمنازلكم.. احترموا النظام من أجل سلامتكم وصحتكم -رعاكم الله- وكونوا خير معين فصحتكم وسلامتكم من صحة وسلامة الشعب، فقيادتنا الرشيدة لم تفرق بينكم وبين الشعب؛ مدت يد العون للجميع وقدمت كل ما لديها للجميع دون تفرقة، تنظر لكم وتعاملكم كرعية من رعاياها، وهذا ليس بغريب على قيادتنا الرشيدة -أطال الله بأعمارهم وأعانهم على خدمة الإسلام والمسلمين اجمعين- فكونوا واعين ومدركين بأن الأمر خطر على الجميع ويستوجب منكم العمل بالاحترازات الوقائية واتباع إرشادات وتعليمات وزارة الصحة”.

كفانا الله وإياكم وأهالينا وأحبابنا ووطننا الغالي الشر، ونجانا من هذا الوباء الذي عكر صفو العالم أجمع.

بقلم/ عوض سعيد الشهري – محرر وكاتب صحفي

مقالات ذات صلة

‫51 تعليقات

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى