جاءني العام الجديد يلبس عمامة بيضاء وجبَّة بيضاء، وقال تمن ماذا تريد للعام القادم، تفاءلت بلون الجبة لعل حظي في العام القادم يتغير عن الخمسين سنة الماضية؛ كتبت المحادثة شعرًا
قال: اخترْ
وأنا في الستين؟
أبغي حوريةَ
من حور العين
وثلاثٌ ملك يمين
وجزيرة ياقوتٍ
بين الأرض
وبين المريخ
لا أمرض فيها
لا أحزن
لست أشيخ
أنسى الوقتْ
فالجمعة كالسبتْ
كانون الثاني
مثل جماد
ومحرم يشبه تشرين
وجموع العالم
آحادٍ آحاد
أيامي أعياد
واللبنُ
والعسلُ
أنهار أنهار
وروبوتاتٌ
تتراقص حولي
ليل نهار
قال احلم
كيف تشاء
مطلبك عسير
فالعام الآتي
مثل الماضي
لا تغيير
كل عام وأنتم بخير
قال: ترددون كل عام وأنتم بخير، والعالم ليس بخير
أين الخير ممن فقد عينيه فلا يرى
ولاجئ طرد من أرضه فهل يعود لها يا ترى!
أين الخير لمن فقد الأمل وهو يبحث في دهاليز الأيام عن عمل
ولمن خسر حياته في حادث سيارة وترك وراءه يتامى وأما ثكلى
لعيونٍ ترقب في الظلام رائحة الطعام
لزوجة عقيم تتمنى ولدا وماتت كمدا
الخير في أن يعم السلام
وأن يعيش البشر
بلا مخاوف أو حذر
قلت: نحن نتفاءل بالخير وننتظر
وما خاب من تفاءل وصبر.
بقلم/ علي عويض الأزوري
