البيت والأسرةتربية وقضايا

أهمية التعبير عن المشاعر في العلاقات العاطفية

أهمية التعبير عن المشاعر في العلاقات العاطفية هي المحددة لنسبة نجاح العلاقات، فالمشاعر هي أحد الأجزاء التي تعبر بها الروح عما هو مكنون بداخلها، وهي واحدة من الأمور التي تتحكم في كافة العلاقات المحيطة بنا في الحياة، لكن اختيار الطريقة الصحيحة للتعبير عنها هو الذي يحافظ على تلك العلاقات كما سنوضح اليوم بموقع زيادة.

أهمية التعبير عن المشاعر في العلاقات العاطفية
تكمن أسرار استمرار العلاقات الناجحة في التعبير عن تلك المشاعر المكنونة لكلا الطرفين، والتي يمكن من خلالها السماع لما هو في داخل كل طرف، وبالتالي يمكن حل أحد العوائق التي تقف حاجزًا بينهما في بعض الحالات التي تحدث بها خلافات، وهي أحد الأمور الطبيعية التي تحدث بين أي شريكين، لكن حلها يكمن في أهمية التعبير عن المشاعر في العلاقات العاطفية.

ترجع أهمية التعبير عن المشاعر في العلاقات العاطفية إلى استمرار العلاقة بشكل ناجح وحل كافة أشكال القصور التي توجد بها أو يعاني منها أحد الشريكين، وبالتالي يمكن أن تكمن أهمية التعبير عن المشاعر في النقاط الآتية:

معالجة المشاعر السلبية بعد التعرض للعديد من الخلافات التي أثرت بالسلب على كلا الطرفين.
زيادة التفاهم بين الطرفين ومعرفة كافة نقاط القصور وبالتالي يمكن علاجه.
رؤية المشكلات من منظور واقعي والنظر إليها بصورة مختلفة تتسم بالإيجابية بدلًا من النظر إليها بأنها تتسبب في إحداث فجوة في تلك العلاقة تزيد من البعد.
من الضروري التعبير عن المشاعر العاطفية لاتخاذ القرارات المناسبة وحل المشكلات قبل تطورها.
سيساعدك التعبير عن المشاعر في التخلص من تلك الضغوطات النفسية التي تتسبب في وزيادة العصبية وزيادة المشكلات على أتفه الأسباب التي لا داعٍ لها، وقد يرجع السبب فيها إلى الشعور بالضغط النفسي وكثرة التفكير.
السعي في تحقيق السلام النفسي بين الطرفين، وهو ما يقلل من كمية الخلافات التي قد تقتل المشاعر الإيجابية في حالة عدم التعبير عن المشاعر.

ما الفرق بين العلاقات الناجحة والفاشلة؟
في سياق توضيح أهمية التعبير عن المشاعر في العلاقات العاطفية يمكن أن أوضح لكم الفرق بين علاقة ناجحة أو علاقة فاشلة أو سامة وهو فرق واحد ألا وهو النية، فهل طرحت على نفسك قبل ذلك لماذا تريد أن تدخل بعلاقة، وما السبب الذي يدفعك إلى تلك الرغبة.

أغلب الناس الذين يدخلون في علاقات يتمحور هدفهم حول فكرة البحث عن طرف آخر يجعلهم سعداء دائمًا أو يحل مشكلاتهم باستمرار ويساعدهم على الشعور بالنشوة للرغبة في العيش لباقي العمر، ولكن هذه النية ليست صحيحة بل هي تقتصر على التفكير بأنانية وعدم فهم الرسالة التي يجب أن تؤديها تلك العلاقات.

لكن في الحقيقة الرسالة الواقعية لوجود العلاقات العاطفية في حياتنا هي التطور، فالفرق بين العلاقتين الناجحة والفاشلة، هو أن الشخص الذي يدخل يبدأ علاقته مع شريكه بنية التطور أو التقدم.

حتى يمكن تخيل ذلك يمكن أن تفكر في أنك قمت بالدخول إلى علاقة مع الطرف الآخر ولكن دون نية للتطور، ففي البداية قد تشعر بشغف وفرحة كبيرة بداخلك وقد تكون هناك طاقة وشعور بالتوهج والرغبة في العيش بشكل أفضل خلال الأيام القادمة لأنك ترى تلك العلاقة بنظرة الحب فقط.

لكن مع الوقت قد يمر شهر أو سنة أو فترة ما قصيرة، تبدأ فيها تلك العلاقة بالانتقال إلى حالة من الملل، قد يكون هذا الشعور بارز من خلال ظهور مجموعة من الانتقادات على كافة الأمور التي يفعلها الطرف الآخر وهو ما يجعلك ترى أنه لا يفعل أي شيء يجذبك.

السبب هنا بكل بساطة أنك عندما تخطيت تلك الفترة التي يمكن أن تراها كفترة شهر العسل لم تهتم بالهدف من تلك العلاقة، وبالتالي بدأت تنتقد الطرف الثاني.

أما في العلاقات الناجحة سترى أنه بعد انتهاء تلك الفترة التي كان بها توهج في المشاعر ما زلت على شعور دائم أن هناك تطور يمكن أن تقومان به لتحسين العلاقة، بشرط ألا تضع اللوم على الطرف الآخر، فقد ترى تلك الخلافات التي تظهر بينكما هي فرصة للتطور.

ستجد في العلاقات الناجحة أن شريكك يذكرك بنقاط القوة التي أنت في سهو عنها أو قد لا تولي لها اهتمامًا لتستطيع التطور، ستجد كلًا منكما يريد أن يحسن الحالة للآخر من خلال تذكيره بكافة الأمور التي تعينه على ذلك التطور وفي ذات الوقت.

الطريقة الصحيحة لتعبّر عن مشاعرك
في سياق توضيح أهمية التعبير عن المشاعر في العلاقات العاطفية، يمكن القول إن الرغبة في التعبير عن المشاعر بالطريقة الصحيحة تعتبر الحاجة الداخلية في ذاتك التي يجب أن تلبيها أو حتى التعامل معها بحكمة، ولكن أغلب الناس يمتلكون أكثر من منهج للتعامل مع الحاجات العاطفية والتعبير عنها بطريقة صحيحة.

خذ الوقت الكافي لفهم ما تشعر به، وخذ الوقت الكافي للنظر في الداخل، ووصف بالضبط ما تشعر به.
حاول الابتعاد عن الغضب عندما تكون في حالة مزاجية سيئة، لأن الغضب قد يدفعك إلى موقف دفاعي عدواني قد يؤدي بك إلى إساءة التصرف وإحباط نفسك.
إذا كنت تشعر بالجنون أو بالغضب الشديد، فقم بتهدئة نفسك قبل أن تبدأ الحديث، لأن هذا الغضب يمكن أن يجعلك تتحدث بصوت غاضب وحشي معظم الوقت، وعدم التعبير عن نفسك خلال الأوقات الطبيعية عندما لا تكون غاضبًا.
للتأكد من توصيل مشاعرك بشكل صحيح للشخص الآخر، اختر كلمة لا تعبر عن مدى غضبك منه أو أفعاله.
جرب استخدام كلمات مثل “أنا حزين” أو “أنا خائف” أو ابدأ حديثك لأنني، على سبيل المثال، أشعر بالإحباط.
إذا وجدت نفسك تعطي الأولوية لشريكك في كل شيء، فهذه علامة واضحة على عدم الاحترام.

الاهتمام بالتعبير عن المشاعر أحد الأمور الهامة لفهم العلاقات ونجاحها، وهو سر من أسرار استمرارها التي يجب أن يتبعه الطرفان للحفاظ على بقائهم معًا في سعادة.

فائدة التعبير عن المشاعر
تساعد الشخص على فهم ذاته ومشاعره مثل مشاعر: الفرح، الحزن، التشوش وغيرها.
تساعد الأشخاص الآخرين على تقبل حالتك.
تساعد الشخص على تنظيم الانفعالات في المواقف المناسبة فلا يجب أن يكون في حالة حزن وتكون الانفعالات لا تعبر عن ذلك.
تساعد على توصيل ما بداخل الفرد ليساهم في تحقيق التنفيس الانفعالي.
تساعد على إيصال هذا الشعور للأشخاص الآخرين، لأن الكثير من الأشخاص يطلبون من الآخرين فهمهم، فكيف يمكن للآخرين فهم مشاعرك والتعامل معك دون أن تعبر عنها. لذلك لا يجوز أن تطلب من الآخرين احترام مشاعرك وأنت لا تعبر عنها.
تلعب المشاعر دورا محوريا في حياتنا، ولن يكون لأي منا القدرة على التعامل والتحكم بمشاعره إن لم يكن لديه القدرة على إدراكها وفهمها، ما يجعلنا بالضرورة قادرين على فهم أنفسنا واتخاذ القرارات التي تلائمنا.

سيكون لدينا القدرة على فهم مشاعرنا عندما نكون قادرين على ترجمتها عن طريق التعبير عنها والبوح بها لمن حولنا، التعبير عن المشاعر هي مهارة أساسية يجب على كل منا السعي نحو تطويرها، فمن يمتلك هذه المهارة سيكون لديه ذكاء اجتماعي يمكنه من تحقيق النجاح في مختلف علاقاته.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى