انطلاق فعاليات مؤتمر السلامة المرورية في الرياض

برعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز انطلقت بمدينة الرياض فعاليات مؤتمر السلامة المرورية الذي تنظمه الإدارة العامة للمرور في فندق الريتز كارلتون، وتجول سموه والوفد المرافق له بين أجنحة المعرض المصاحب لفعاليات المؤتمر والتي ضمت مشاركات مميزة لجهات رسمية من بينها أمانة منطقة الرياض وكذلك مشاركة فاعلة لمؤسسات القطاع الخاص.

وتعتبر هذه الفعالية احتفالاً توعويّاً إرشاديّاً تثقيفيّا، لإسهامها بشكل كبير في تعزيز الوعي المروري وبناء الشراكة الاستراتيجية بين مؤسسات واجهزة الدولة والمجتمع المحلي للوصول الى بيئة مرورية آمنة تنعم بها جميع فئات المجتمع. وشكل جناح امانة منطقة الرياض منصة توعوية رائدة باحتوائه العديد من الفعاليات المتنوعة والتي تم إعدادها لنشر الثقافة الوقائية من الحوادث المرورية بين شرائح المجتمع المختلفة وذلك بإعداد أفلام وثائقية ومجسمات توضيحية ، و مطبوعات وملصقات وشرائح إعلانية إضافة إلى تقديم هدايا تذكارية للزوار.

وتأتي مشاركة أمانة منطقة الرياض في هذه الفعالية لتأكيد دورها الفاعل في مسيرة التوعية والمساهمة في تعزيز الثقافة المرورية حيث تواصل امانة منطقة الرياض مساعيها وتبذل أقصى طاقاتها في سبيل تقليل اعداد حوادث المرور وتجنب الآثار السلبية لها سواء كانت المادية أو البشرية وذلك من خلال ترسيخ دعائم النظام المروري العصري الذي يعد مظهراً أساسياً لتقدم الدول ورقيها الحضاري وبلا شك فإن المراقب للوضع المروري في مدينة الرياض يدرك مدى الاهتمام بتطوير الجانب المروري وهندسة وتصميم الطرق والتي يجري تصميمها وتنفيذها وفق المعايير والمواصفات العالمية.

كما أن تحقيق السلامة المرورية على الطرق يتطلب تكاتف الجهود الوطنية بصورة متلائمة ومتناغمة تدعم بعضها البعض بحيث تأخذ بعين الاعتبار جميع العوامل المسببة للمشاكل التي تواجه السلامة المرورية والتي تعمل على إضعاف تنظيم العمل المروري.
وان هذا الأمر مبني على المشاركة البناءة المنظمة والمنسقة لتمكين الموارد البشرية وتوفير المتطلبات اللازمة للوصول إلى الغاية المثلى المنشودة في العمل المروري ألا وهي السلامة والأمان ومستوى الخدمة المطلوبة لمستخدمي الطريق.
فقد أصبحت الحوادث المرورية تمثل وبشكل كبير هاجسا وقلقا لكافة أفراد المجتمع، وتعتبر واحدة من أهم المشكلات التي تستنزف الموارد المادية والطاقات البشرية وتستهدف المجتمعات في أهم مقومات الحياة وهو العنصر البشري إضافة إلى ما تكبده من مشاكل اجتماعية ونفسية وخسائر مادية ضخمة، مما أصبح لزاما العمل على إيجاد الحلول والاقتراحات ووضعها موضع التنفيذ للحد من هذه الحوادث أو على أقل تقدير معالجة أسبابها والتخفيف من آثارها السلبية.

وشكلت هذه الفعالية فرصة سانحة لامانة منطقة الرياض لتسليط الضوء على مشاريع انشاء وتطوير الطرق والانفاق والجسور المنفذة حديثا، فقد انجزت أمانة منطقة الرياض خلال الأشهر الماضية حزمة من المشروعات التنموية بمواقع متفرقة في جميع أنحاء مدينة الرياض في إضافة نوعية إلى مشروعات شبكة الطرق و البنية التحتية والتي تهدف بشكل رئيسي إلى رفع كفاءة الحركة المرورية على المحاور الرئيسة بمدينة الرياض، وذلك في إطار سعي أمانة منطقة الرياض لمواجهة الزيادة في الاحجام المرورية و الحد من الاختناقات المرورية وخفض معدلات الحوادث المرورية.

وقد قامت الأمانة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة (مرور منطقة الرياض، هيئة تطوير الرياض، وزارة النقل) بالعمل على معالجة المواقع الخطرة (النقاط السوداء) التي تتكرر فيها الحوادث اضافة الى مواقع الاختناق المروري لعل ابرزها تقاطع طريق الملك عبدالعزيز مع طريق التخصصي وطريق الإمام سعود بن فيصل والذي تم تطبيق مبدأ “التدفق المروري المستمر” لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط حيث اصبحت زمن التأخير عليه ٣٧ ثانية بدلاً من ٢٤٨ ثانية في الوضع السابق.

كما عرضت الامانة من خلال المجسمات والعروض المرئية تحسينات مرورية أجريت مؤخرا وذلك في اطار سعي أمانة منطقة الرياض الى ابتكار تصاميم مرورية غير تقليدية وتطوير نماذج أكثر كفاءة من خلال تنسيق تدفقات حركة المرور والاستفادة القصوى من السعة المرورية الراهنة، لتحقيق اعلى انسيابية مرورية على الطرق و خفض مستوى التلوث البيئي والحد من الحوادث المرورية.

وتعتبر مبادرة الحي الذكي احد مبادرات امانة منطقة الرياض في تعزيز مفهوم المدن الذكية وذلك بتقديم خدمات مطورة وباساليب مبتكرة تساهم في تحقيق الرفاهية والارتقاء بجودة الحياة بمدينة الرياض.

وتضمن جناح أمانة منطقة الرياض عرضا مرئيا يوضح مراحل تطوير وتحديث نموذج النقل والمرور والذي يحاكي الواقع المروري ويساعد في عملية التنبؤ المستقبلي وقياس تأثير تنفيذ مشاريع تطوير الطرق والتقاطعات و المشاريع الخدمية والتجارية والصحية وتطوير المخططات.

واطلع المشاركون في الفعاليات على مجموعة متنوعة من الادلة الهندسية المتخصصة في مجال السلامة المرورية، حيث أجرت امانة منطقة الرياض مجموعة من الابحاث والدراسات المتعلقة بالسلامة المرورية ، واصدرت عددا من الادلة التي تشتمل على المعايير والمواصفات الواجب توفرها لتحقيق السلامة المرورية على الطرق والتي جمعت بين الخبرة العالمية والنهج المهني وبين محاكاتها لواقع مدينة الرياض ، وتساهم هذه الادلة بتزويد المختصين بالخبرة العملية في تقييم مستويات السلامة المرورية ومعالجة المواقع الخطرة، و زيادة درجة الأمان والسلامة، واتخاذ الإجراءات التخطيطية التي تحد من معدلات الحوادث.

وقدم جناح امانة منطقة الرياض للمشاركين مجموعة من البروشورات والمطويات التوعوية والتثقيفية المتعلقة بوسائل التحكم المروري وتهدئة السرعة والتي تهدف الى توعيه متلقي الخدمة بالمهام التي تقدمها امانة منطقة الرياض في مجال السلامة المرورية مثل ضوابط انشاء المطبات الاصطناعية ومبررات تركيب الاشارات الضوئية واستحداث واغلاق فتحات الدوران وغيرها من الاجراءات وبيان المواصفات والمعايير التي يتم على اساسها اتخاذ القرار المروري الانسب.

ويشهد جناح أمانة منطقة الرياض حضورا لافتا لزوار المعرض من السكان المحليين والوفود المشاركة الذين تجولوا في ارجائه واطلعوا على الانجازات والمبادرات التي تقودها الامانة وكذلك البرامج التثقيفية المجتمعية الخاصة بالسلامة المرورية.