عمرو فهمي: الزعيم عاشق للفن التشكيلي

يحتفل الفنان الكبير عادل إمام، اليوم 17 مايو بعيد ميلاده الثالث والثمانين، الزعيم الذي أثرى الحياة الفنية بأعماله الفنية المتنوعة بين السينما والدراما والمسرح والإذاعة، عبر شخصيات شكلت علامة فارقة في تاريخ الفن المصري والعربي.

يعد الزعيم شخصية فنية ثرية داعبت مخيلة العديد من التشكيليين ومن قام عدد كبير منهم بتناول هذه الشخصية بالرسم سواء في مجال البورتريه أو الكاريكاتير، وقد نجح الفنان التشكيلي عمرو فهمي في رسم بورتريه للزعيم بشكل مباشر في منزله، فيما عدا ذلك فإن البورتريهات التي رسمت له كانت عبر صور، فضلا عن تناوله عبر عدة شخصيات كاريكاتيرية ومن هنا كان لنا هذا الحوار مع عمرو فهمي حول أجواء هذا اللقاء الذي جمعه بالزعيم والكواليس المصاحبة لهذه الجلسة الطويلة.

كيف جاءت فكرة رسم بورتريه للفنان عادل إمام؟
كنت أعد لعمل معرض عن المشاهير، فبدأت بلقاء الفنان عمر الشريف وزاهي حواس وجيهان السادات وآخرين وذلك بعد فيلم “حسن ومرقص”، عام 2009 ثم تحدثت مع صديقي السيناريست يوسف معاطي عن رغبتي في رسم بورتريه للفنان عادل أمام وبالفعل تحدث معه ووافق الزعيم، اتقفنا على لقاء بمنزله في المنصورية، وحضر مرتديا بذلته وفي كامل أناقته وقال لي “تحب ترسمني أزاي؟”، فقلت كما تريد، فجلس أمامي بمسافة مترين فرق وقال لي “تحب أبص فين”، ثم عمل حركة “أحترس من الخط” حيث ضرب عينيه بشكل أحول، ثم بدأنا الرسم،وطلب أن أرسمه وهو يضع يديه على الكرسي في حالة استرخاء مثل يد أبو الهول كل واحدة في جهة.

صف لنا كواليس العمل مع الزعيم عادل إمام؟
الزعيم حكاء ماهر، حكى لي عدد كبير من الحكايات خلال الرسم لا تخلو من الدعابة والضحك ومنها حكاية المشط الذي قام بإبرازه بشكل سريع وكأنه سلاح أبيض ليخيف به الأعداء، وبعدما انصرفوا خوفا منه قام بتسريح شعره، فقال ” أنا نفذت هذه الحركة في الواقع حيث كنت أتنزه مع فتاه أحبها فخرج علينا بعض الأشقياء فوجدت نفسي في موقف صعب فحركت يدي وكأني أخرج لهم سلاحا فخافوا وهربوا ومن قررت تنفيذ هذا الموقف بأحد الأفلام”.

كيف ترصد اهتمام الفنان عادل إمام بالفن التشكيلي وعلاقته به؟
عندما رأيته في كامل أناقته قبل بدأ رسم البورتيه اعتقدت أنه لديه مشوار بعد الانتهاء من الرسم، خاصة أنه كان سيقوم بعمل لقاء تليفزيوني مع الإعلامية هالة سرحان في نفس اليوم ومن هنا قلت بأن الاستعداد بشكل تام لم يكن بهدف الرسم ولكن بسبب البرنامج، وعندما شاهدت الحلقة اكتشفت أنه ارتدى زيا مختلفا ومن ثم اكتشفت مدى اهتمامه وتقديره للفن التشكيلي، فضلا عن إننا عندما ذهبت لمكتبه وجدت بورتريه أخر له رسمه الفنان جمال كامل، وأعلى مكتبة تمثال صغير لغاندي به دقة متناهية في التفاصيل قام باقتنائه، كما تحدث عن شغفه باقتناء التحف والأعمال الفنية، وقد أبدى الزعيم سعادته بالبورتيه الذي رسمته له ووضعه في مكتبه وأرى أنني دخلت التاريخ برسمه خاصة أنه لم يجلس أمام فنان من قبل لكي يرسمه.

ولكن ما هي أبرز السمات التي سعيت للتركيز عليها خلال رسم بورتريها للزعيم؟
كنت أريد تجسيد الانطباع المصحوب بابتسامة هادئة، وليس عادل أمام الذي يضحك الجماهير ولكن عادل الإنسان، حواجبه ترتفع بشكل خفيف ويبدو في حالة صفاء داخلي، وواصلت الرسم وعندما أوشك العمل على الانتهاء رفض رؤية البورتريه قبل أن ينتهي، كما ركزت بشكل كبير على عينيه وخاصة أنها عميقة جدا، تجذب الفنان، فالناس لديها انطباع عنه يتلخص في الضحكة كفنان كوميدي، ولكن في حال قيامي برسمه كشخصية كاريكاتيرية سوف أركز على الفم أي الضحكة الشهيرة أو جعله يرفع حاجب ويخفض الثاني، لكن بالنسبة للبورتريه لا بد من إبرازه بشكل إنساني والتأكيد على عينيه.

وماذا عن تناولك له كرسام كاريكاتير عبر عدة رسومات؟
بالفعل قمت برسم عادل أمام في إطار كاريكاتيري بشكل كبير بداية من العدد الأول من أخبار النجوم حيث رسمت كاركتر له في فيلم “شمس الزناتي” وتلاها عدد كبير من رسوم الكاريكاتير عبر شخصياته الفنية الثرية، شخصية مثل هذا الفنان الكبير تشكل أكبر محفز الفنان لرسمه.