#الطلاق وآثاره على الفرد والمجتمع
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية
ما هي آثار الطلاق على المجتمع؟
قد تكون اثار الطلاق ممتدة للمجتمع وليس للأفراد فقط. وتُظهر الكثير من الدراسات الحالية أن معدلات الطلاق بدأت في الانخفاض وهذا قد يعود بشكل جزئي إلى أن جيل الألفية ينتظر وقت أطول للزواج من الأجيال السابقة. وعلى الرغم من ذلك لا يزال معدل الطلاق منتشر فتصل نسبته إلى 50 في المائة من جميع المتزوجين، ونجد أن اثار الطلاق لها تأثير بعيد المدى على طرق العيش المالية للأسر والأطفال ومكان العمل أيضًا.
الاثار السلبية للطلاق
آثار الطلاق على الشؤون المالية
الزواج المستقر هو أحد أفضل السبل لبناء مجتمع جيد وتوفير الأموال. فقد يحتاج المطلقون إلى زيادة في الدخل بنسبة تزيد عن 30٪ عن الدخل الطبيعي للحفاظ على نفس مستوى المعيشة الذي كانوا عليه قبل الطلاق. نلاحظ أيضا من ضمن آثار الطلاق أن مستوى معيشة النساء ينخفض أكثر من الرجال المطلقين. ويكون كلا الزوجين أسوأ حال من الناحية المالية بعد الطلاق، ولكن أظهرت الأبحاث أن الوضع المالي للمرأة يتأثر بشكل سلبي بمعدل أعلى من الرجل.
يسهم انفصال الأم والأب في ارتفاع معدّلات الاكتئاب والقلق والإحباط وجميع الأمراض النفسية عموماً، وهذا الأثر لا يقتصر فقط على الأبناء بل إنّه يمتدّ ليشمل الآباء الذين قد يتعرضون لأمراض نفسيّة حادّة وجدّية إذا أثّر فيهم الطلاق بصورة كبيرة وغير محتملة، وهذا يرجع إلى تغيير نمط الحياة وتغيير البناء الأسري الذي لا يعود على الإنسان بالخير بل العكس، فالبناء الأسري الطبيعي هو الذي يحقّق للأسرة كلّها الاستقرار وبالتالي الراحة النفسية، ويبعد أفرادها عن مواجهة الامراض النفسية التي أصبحت شائعة في هذا الوقت بسبب اختلال التوازن في كثير من الأشياء ومنها البناء الأسري، فللطلاق الدور الأكبر في تفاقم الأمراض النفسية وقلّة استجابة المرضى للعلاج النفسي، كما أن الأمراض النفسية تطال حتى الطرف الذي قرر ترك الشريك، فلا يقتصر هذا على الشخص المتروك، وذلك يرجع إلى صعوبة الطلاق ووقعه الكبير على النفس، فقد صُنِّف الطلاق بأنه ثاني أكثر شيء صعب وباعث للتوتر يمكن أن يمرّ به الإنسان.
آثار الطلاق على الأبناء
يمكن أن يكون الطلاق وقتًا صعبًا بالنسبة للأسرة بأكملها. في الواقع لا يدرك الآباء فقط طرقًا جديدة للتواصل مع بعضهم البعض، ولكنهم يتعلمون طرقًا جديدة لتربية أطفالهم. وعند طلاق الوالدين، يمكن أن تختلف آثار الطلاق على الأطفال. وقد يتفاعل بعض الأطفال مع الطلاق بطريقة طبيعية ومتفهمة، بينما قد يعاني الأطفال الآخرون من عملية الانتقال مما قد يؤدي إلى ضعف الأداء الأكاديمي وصعوبة التكيف مع التغيير والغضب والسلوك المدمر، لذا يجب التعامل مع الأمراض النفسية عند الأطفال بشكل جيد.
آثار الطلاق على التوظيف
نجد أن آثار الطلاق يمكنها التأثير على مكان العمل أيضًا. فقد يفقد الموظف العادي حوالي 168 ساعة من وقت العمل في العام التالي للطلاق، ويمكن أن يتسبب الضغط النفسي الناجم عن الطلاق في قلة التركيز وانخفاض التركيز وزيادة الأخطاء والحوادث. وأيضا الإلهاء وضعف اتخاذ القرار، ويواجه الموظفين الذين يمرون بالطلاق مستويات عالية من التغيب والحضور والقلق والتوتر والمشكلات الصحية، مما يؤدي إلى إظهار أداء ضعيف وإنتاجية أقل.
يوجد علاقة طردية بين معدّلات الجرائم ومعدّلات الطلاق، فقد يُظهر الأشخاص الذين نشأوا في عائلة منفصلة ميلهم أكثر نحو ارتكاب الجريمة، وهذا يعود إلى غياب الوعي وغياب الاهتمام الذي يحتاجه الشخص في طفولته لينشأ في بيئة صحّية تجعله يعرف الصحيح من الخاطئ، وبالتالي تصويب سلوكه بشكل مستمرّ ممّا يمنعه من ارتكاب الأفعال السيّئة في كبره، وقد يقود نقص حنان الأم الذي يحتاجه الطفل إلى أن يصبح عنيفاً في المستقبل بسبب حرمانه من أهمّ الأشياء في حياته، وقد يقوده أيضاً غياب الأب الذي يردعه عن فعل الأشياء السيّئة إلى ارتكاب الجرائم؛ لأنّه لا وجود لأحد ليسائله عمّا يرتكب، فهذه العوامل تعتبر من أهم الأشياء التي قد تقود الناس إلى ارتكاب الجرائم والانحراف عن الفطرة السليمة.