مكتبة هتون

رواية ساعي بريد نيرودا

رواية ساعي بريد نيرودا

“ساعي بريد نيرودا” رواية للأديب التّشيليّ أنطونيو سكارميتا، وترجمة صالح علماني.
تتألّف الرّوايةُ من 164 صفحةً، وتحكي جزءاً مهمّاً من الحياة الاجتماعيّة والسّياسيّة في دولة تشيلي.

سنجدُ في الرّوايةِ الشّابَّ ماريو خيمينث موظّف البريد الذي أوكلَتْ إليه مَهمّة توصيلِ الرّسائلِ إلى الشّاعر بابلو نيرودا في قرية ساحليّة يمتهنُ سكّانُها صيدَ السّمك، أمّا نيرودا فهو شاعرٌ مشهورٌ، وتأتيه الكثيرُ من الرّسائلِ، ولا أحدَ غيرَه يعرفُ القراءةَ في قريته.

تنشأ علاقةٌ بين ساعي البريد ماريو والشّاعر نيرودا تكون نقطةُ ارتكازها الاستعاراتِ التي يستخدمها الشّاعرُ في شعره، فيسأله ماريو عن معنى الاستعارات، ومن أين يأتي بها؟ وكيف يولّدُها في عقله؟
الحوار بينهما جميلٌ جاذبٌ لما فيه من تنافرٍ، فهو بين شابٍّ فقيرٍ بسيطٍ بالكاد يعرفُ القراءةَ، وشاعرٍ كبيرٍ سينالُ جائزةَ نوبل في الآداب بعد محاورتهما هذه بفترةٍ قصيرةٍ.

تتداخلُ بعدها السّياسةُ بأحداثِ الرّوايةِ من خلال ابتعادِ نيرودا قليلاً بعد تكليفه بمنصب السّفير في باريس، وتتأزّم الحياةُ أكثرَ بالانقلابات السّياسيّة التي حدثَت في تشيلي.

جمال الرّواية يكمن في تفاصيلها فنجدُ الكاتبَ يسهبُ ويبرعُ في وصفِ الحالاتِ الجنسيّة حتّى تشعرَ أنّك تشاهدُ فيلماً إباحيّاً، وكذلك عندما يعدّون الطّعامَ تراهُ يعطينا مقاديرَ السَّلَطة واحداً واحداً.

الجزء الأخير من الرّواية يتناول السّياسة في تشيلي، وكان بمثابةِ توصيفٍ لأحداثٍ حقيقيّةٍ، وقد فقدَتِ الرّوايةُ فيه جزءاً واسعاً من جماليّتها وشاعريّتها، إذ كانت تحلو عندما تتحدّثُ عن الشّاعرِ، وتتراجعُ قليلاً عندما تبتعدُ عنه لتحكيَ عن سواه، أو لتغوصَ في الأحداث السّياسيّة.

اقرأ المزيد من الموضوعات على صحيفة هتون الدولية من هنا.

رواية ساعي بريد نيرودا
رواية ساعي بريد نيرودا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى