ما هي القيم و انواعها

القيم مُفردها قيمة، وترتبط لغويّاً بمادة قَوَمَ والتي تمتلك عدّة دلالات منها قيمة الشّيء وثمنه، والثّبات والدّوام، و الاستقامة والاعتدال، ونظام الأمر وعِماده. وأقربها لمعنى القيمة هو الثّبات والدّوام والاستمرار على الشّيء

يعيش الإنسان في هذه الحياة وفق قيمٍ مُعيّنةٍ يُطبّقها أو يَسعى للوصول إليها، كما تُعتَبر القيم نوعاً من أنواع المُحدّدات أو الغايات، ويُعدّ الوصول إليها نوعاً من أنواع النّجاح، وعلامةً تُؤشّر على حسن سَيْر العمل في مَراحله السّابقة، أو ما يُطلق عليه بالتغذيّة العكسيّة أو الرّاجعة. ”

انواع القيم
: القيم الفردية

وهي من أكثر القيم المتأصلة في الفرد والتي تعني تقدير الذات على أي شيء آخر. كما أنها من القيم المتأصلة في الحيوان، فالحيوانات تعيش من أجل نفسها دون أن تهتم بالحيوانات الأخرى باستثناء الحيوان الأم الذي يقوم برعاية صغاره حتى يكبر الطفل بما يكفي لإعالة نفسه وتحمل المسئولية. ويهتم العالم الحديث بالقيم الفردية وذلك لأن مصلحة الفرد “أهم حق”. وتدعم القيم الفردية الحرية لأنها تعتقد أن لكل شخص الحق في أن يقرر ما هو صالح له.

: القيم المجتمعية
وهي العادات التي يكتسبها الفرد من مجتمعه وتأثر بها وأثرت به وأصبحت جزءًا كبيرًا من شخصيته وأصيح يتصرف على أساسها مع الآخرين. وهي من أهم الركائز التي يتم بناء المجتمعات عليها وتقام عليها الأمم. وتتعلق القيم بالأخلاق والمبادئ، وهي معايير عامة للسلوك البشري الصحيح. والقيم الاجتماعية عبارة عن خصائص وصفات مرغوب فيها عند أفراد المجتمع التي تحددها ثقافته مثل القوة والتسامح وغيرها من القيم.

: القيم المهنية
وهي القيم التي يحتاج إليها المجتمع لكي يبقى متحد ومتحمس، فهناك الكثير من المنظمات التي يديرها أشخاص عاديون أو هيئات تقوم بإنتاج السلع وتقدم الخدمات للشعب وللعالم أجمع، لذا يجب على كل شخص أن يتسم بأصول ليكسب رزقه ويساهم في تقدم المجتمع. وفي تلك الحالة يتطور الإنسان تبعًا للقيم التي يتعلمها. وتختلف قيم موظف الشرطة عن قيم القاضي أو السياسي، فلكل مهنة مجموعة خاصة من القيم التي تتناقض وتختلف من مهنة إلى أخرى. كما أن هذه القيم ضرورية لإبقاء المهنيين متحدين ومتماسكين.

: القيم الوطنية
وهي مجموعة من المبادئ والضوابط التي تقوم بتحديد سلوك المواطن في المجتمع الموجود فيه، وهي عبارة عن حب الوطن والإخلاص له والجهاد في سبيله والسعي نحو الإصلاح والالتزام بجميع القواعد والقوانين والاهتمام بالواجبات. تدفع القيم الوطنية المواطن للقيام بواجباته والإخلاص. كما تدفعه على الالتزام بالقواعد والقوانين واحترام كرامة الوطن وصونها ومعرفة ما عليه من واجبات، ولكي يصبح الوطن أقوى فيجب غرس أنواع معينة من القيم في نفوس المواطنين الأمر الذي لا يجعل اللد مكونًا من ملايين أو بلايين أو الأسر بل يجعله مكونًا من أسرة واحدة، ولكل وطن قيمه التي يقوم بتطويرها مع مرور الوقت وتختلف القيم من وطن لآخر. وتمثل قيم الأمة تقاليدها وتاريخها وتجارب شعبها منذ بداية نشأتها.

: القيم الأخلاقية
وهي القيم التي يتم توثيقها وتنفيذها في بلد أو مجتمع ما، فهذه القيم لا تكفي لسير عمل الدولة بسهولة وسلاسة، فالدولة المثالية هي التي لا يتعين فيها على الدولة تنفيد أي قانون بها لأن جميع المواطنين يتّبعون قوانين البلد طواعية. غير أن ذلك نادر الحدوث وذلك لأن جميع قوانين البلدان يتم صياغتها من قِبل الأشخاص الذين هو في السلطة أو الذين لهم نفوذ على الأشخاص ذوي النفوذ الذين يعملوا على أن تُصاغ القوانين في صالح القلة وليس في صالح الجماهير، ونتيجة لذلك فإن تنفيذ القوانين سينشئ طبقة من الأشخاص ذوي النفوذ والثراء، في حين أن أغلبية السكان يعيشون حياة التعاسة والفقر.كما أن التفاوت والظلم الناجمين عن القانون يكون بسبب انتشار القيم الأخلاقية في المجتمع التي لا يجب تدوينها في كتب القوانين. بالإضافة إلى أن التقاليد تنقل القيم الأخلاقية من جيل إلى آخر، ويتم تنفيذ القوانين الأخلاقية من قِبل المجتمع بصورة مشتركة، وكما يرغب كل إنسان في أن يحبه المجتمع ويحترمه. فإن القيم الأخلاقية كثيرًا ما تكون أكثر قوة من أجل إبقاء الفرد على المسار الصحيح عند تنفيذ القوانين.

: القيم الروحية
وهي القيم المتأصلة في البشر بشكل أكثر من القيم الفردية وذلك لأن هذه القيم تختلف وتتعدد من مجتمع لآخر ومن إنسان لآخر. وهكذا فإن القيم تعتبر هي مصدر الصراعات في العالم حيث يؤمن كل شخص أو أمة ما إيمانًا قويًا بقيمهم الروحية على الرغم من أن جميع هذه القيم غير دائمة وغير مستديمة وتتغير مع تغير الزمان والمكان. فإن قيم الجيل الحالي تختلف عن قيم الحيل الذي يسبقه، ومع ذلك فإن هناك عنصر مشترك بين جميع هذه القيم لا يتغير أبدًا. وهذه القيم لا تتغير أبدًا لذلك غالبًا ما يطلق على هذه القيم اسم القيم الروحية أو الهية وذلك لأنها لا تموت أبدًا ولا تختفي ولا يعرف مصدرها تحديدًا. وغالبًا ما تُنسب القيم الروحية إلى الله لذا البعض يسميها القيم الإلهية. وتشمل القيم الروحية الحب والتعاطف والعدالة والحقيقة وما إلى ذلك. ومن طبيعة المرء أن يعرف هذه القيم جيدًا بغض النظر عن دينه أو عرقه أو ثقافته أو جنسيته. والقيم الروحية معروفة بين الجميع حيث أن كل البشر يفهمونها دون أن يتعلموها، وذلك لأنها توجد في كل البشر في هذا العالم. فبهذه القيم الروحية تتحقق العدالة ويختفي الظلم في العالم للأبد.