جيل الغدقصص وأناشيد

قصة ( القول ما قالت حذام )

هناك العديد من الأمثال الشعبية ، التي تضرب في الحكمة والقول السديد ، وتعبر عن بعد النظر والبصيرة بخفي الأمور ، وهذا المثل من الأمثال التي تضرب في مثل هذه المواقف ، ومثلُنا : إذا قالت حذام فصدقوها ، فإن القول ما قالت حذام .
القول ما قالت حذام
حذام هي امرأة لرجل يدعى لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل ، وهي حذام بنت الريان بن خسر بن تميم ، وكانت امرأة شديدة الذكاء ، واسعة الحيلة ، تصيب الرأي إن قالت ، وتظن الأمر فيأتي كما توقعت ، فكان زوجها لجيم يثق في حدسها وقوة إدراكها .
ويحكى أن عاطس بن الحلاج بن الحميري وقعت بينه وبين قومها فتنة ، فصار إليهم في جموع كثيرة العدد ، واقتتلوا ، ففر قومها هاربين ورجع الحميري إلى معسكره ، فسار قوم حذام ليلتهم ويومهم إلى الغد ، واستقروا في الليلة الثانية .
فلما أصبح الحميري ورأى أثارهم ، اتبعهم ، فانتبه القطا من وقع دوابهم ، والقطا هو نوع من الطيور مرت على قوم حذامِ قِطَعاً قِطعاً ، والعرب معروفة بالفطنة ، واستنباط الأخبار من تصرفات الحيوان ، فخرجت حذام إلى قومها فقالت :
ألا يا قَومَنا ارتَحِلُوا وسِيرُوا فَلو تُرِكَ القَطَا لَيلاً لَنَامَا ،
فقال زوجها الشاعر لجيم: إِذَا قَالَتْ حَذَامِ فَصَدِّقُوهَا ، َفإِنَّ القَولَ مَا قَالَتْ حَذَامِ ،
فارتحلوا حتى اعتصموا بالجبل ، ويئس منهم أصحاب عاطس فرجعوا من حيث جاؤوا ، وهكذا نجا قومها من شر الحميري وجماعته ، بسبب ذكاءها ، وفطنتها.
العبرة من المثل
يقال هذا المثل فيمن نثق في صحة رأيهم ، ونرى أن قولهم هو القول الفصل ؛ لما لهم من رجاحة في العقل ، والفطنة ، فكل مبصر للأمور ، هو حذام ، وكل صادق في الحدس هو حذام ، وكل سديد في القول حذام ، فهذا الاسم ارتبط لدينا بالصدق في القول ، ومعنى كلمة حذام من حذم الشيء أى قطعه ، والشخص الحازم هو الصارم ذو الرأي القاطع

المثل (جمعه: أمثال)؛ هو قصة تعليمية وجيزة  قد تكون شعر أو نثر يوضح واحد أو أكثر من الدروس أو المبادئ التثقيفية. تختلف المثل عن الحكايات الرمزية بأن الحكاية الرمزية  توظف الحيوانات والنباتات والجمادات أو قوى الطبيعة كشخصيات موجودة فيها، بينما تحتوي الأمثال على شخصيات من الجنس البشري. وتعتبر المثل كنوع من المماثلة.[1]

كلمة المثل تأتي من المعنى اليوناني (parabole) وتعني “المقارنة والمماثلة “. كان قد اطلق هذا الاسم البلاغيين الإغريقيين للتفسير على شكل رواية خيالية مختصرة .”[2]

استخدمت الأمثال لتحري مفاهيم أخلاقية في نصوص روحانية. ويحتوي الكتاب المقدس على أمثال متعددة في جزء الإنجيل (العهد الجديد وأمثال يسوع).

آمن بها بعض الفقهاء مثل:( جون  .ب. ميير ) وكانت  قد استوحت من (ماشليم):وهو شكل من أشكال المقارنات اليهودية، وهناك أمثلة على (أمثال يسوع) تتضمن (السامري الصالح، الابن الضال). وتتضمن ماشليم من العهد القديم (امثال الحمل)  من قبل (النبي ناثان في 2 صاموئيل 1_9:12  ) ومثل المرأة من التكية في (2 صاموئيل 1_13 : 14 ).

تظهر ايضا الامثال في الدين الإسلامي، فقد استخدمت الامثال في عرف الصوفي لنقل الدروس والقيم، وقد ساعد الكتاب المعاصرين مثل: (ايدريس شاه، انتوني دي ميلو ) في نشر هذه القصص بناءا على دائرة الصوفي.

توجد ايضا امثال حديثة، ففي منتصف القرن التاسع عشر مثال الشباك المكسور نقاد جزء من التفكير الاقتصادي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88