11المميز لديناالأدب والثقافةفن و ثقافة

أثر الأسرة في التكوين البلاغي

دارت أمسية الشهر في صالون التأويل البلاغي حول الإبداع، وتأثير الأسرة في تكوين أفرادٍ مبدعين، وقد بدأت أستاذة/ هلا خزرجي، مديرة الجلسة في الترحيب بالحضور الكرام وعلى رأسهم المتحدث وضيف الأمسية الدكتور خالد بن سعود الحليبي – رئيس مجلس إدارة “كيان”، الذي العديد من الدواوين الشعرية، وحصل على جائزة أبها.

اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية

استهلال الأمسية :
تناول في البداية مفهوم الإبداعدوارتباطه ارتباطًا وثيقًا بالمجتمع، منذ العصر الجاهلي وصولا إلى العصر الحديث، إضافةً مايرتبط في المجتمع السعودي من جهود حثيثة لنشر ثقافة الإبداع؛ وتمثل بعدد من الأسر السعودية الذين كانت لديهم جينات من توارث الإبداع .

محاور ونقاط هامة في الأمسية:
١/ تناول نماذج من المبدعين في العصر السابقة ففي العصر الجاهلي وجاء على ذكر: زهير بن أبي سلمى، وذي الرُمة، وغيلان بن عقبة والذي قدم لوحاتٍ إبداعية، ثم انتقل إلى العصر العباسي، وذكر بعض المجموعات منها: البستانية، والرافعية، والتيمورية، … وآخرين، إضافةً إلى مجموعه من الشعراء، والتي استدل منها على أن الجينات تسهم بشكلٍ ما في تكوين الإنسان المبدع، وأضاف أن البيئة قد تصنع مبدعًا حتى وإن لم يمتلك الموهبة.
٢/ أشار إلى إسهامات علماء التربية والاجتماع في هذا المجال؛ فقد يُولد الإنسان مبدعًا بالفطرة، وقد يُصنَع في هذه البيئة المشجعة الخصبة؛ فيتحول إلى مبدعٍ. واستهل الموضوع بالحديث عن النواة الأولى لصنع الإبداع والتي تتمثل في الأسرة، وأشار إلى إمكانية تحقيق ذلك عن طريق الاختيار الصحيح للزوج والزوجة، وبعد الاختيار تأتي خطوة تالية وهي إسهام الزوجين في تربية الأبناء، وأن يتم التعاون بينهما في ذلك.
وأما صناعة المبدع، فتبدأ من نعومة أظفاره؛ من تعليمه القرآن الكريم ببلاغته اللفظية، والتي تثقل اللغة وتثريها؛ فتجعله مبدعًا فيما بعد، وانتقل إلى الحديث بشكل أكثر دقة وتفصيل عن صنع الطفل المبدع. وعن دور الأسرة، بشأن دور الأب والأم وكيفية التعامل مع المواقف المختلفة، فكلما حاول الطفل المشاركة في الحديث، فلا يجب أن يُقابل هذا بالتجاهل بل يُقابل بالاهتمام عن طريق تنمية المهارات والقدرات؛ بأخذ الطفل إلى نزهات حرة في المتاحف الأدبية، كذلك عند الذهاب إلى الحدائق؛ فيتم توظيف ذلك في خدمة الهدف الأساسي وهو صنع طفل مبدع، وهذا عن طريق جعل الطفل متأملا للزرع والجمال من حوله، ويستطيع من هذا أن يصبح ناقدًا، قادرًا على تمييز القبح من الجمال. وعند الذهاب إلى الحدائق فلا نقتصر على الألعاب فقط وإنما نشتري له الأقلام والألوان والعجين والمقص واللصق. وعند أخذه إلى معرض الكتاب فإننا نشجعه بطريقة إيجابية بأن نشتري له الكتب وندعه يختار بنفسه الكتب التي يقرؤها، ونجعله ناقدا لمحتواها في نفس الوقت، وإذا وجد كتابا غير ذي محتوى مفيد فإنه لا يشتري باقي السلسلة وفيما بعد تنشأ عنده النظرة الإبداعية.
٣/ تطرق إلى ابن المقفع، والذي تحدث عن أن الطفل مثل الحبة النامية، فإن رُويَت إنما تُروى بالعقل والأدب، حتى تحيا. كما أشار إلى آراء الإمام الشاطبي بأن المربي عليه أن يعلم أبناءه ما يستجلب المصالح، ويؤمن أن لكل طفل غرائز فطرية يظهر فيها على أقرانه إذا تهيأت له البيئة التي تساعده على الإبداع، ويجب أن نعرض عليه الكثير من الأنشطة ومجالات العلم والأدب؛ حتى يعرف الشغف.
كما تطَرَّق أيضًا إلى أن الأسرة لها دور كبير في تشكيل شخصية الطفل المبدع؛ فالطفل الذي يتم معاملته معامله جيدة وبالابتسامة والحنية على النقيض من الطفل الذي يعامل معاملة سيئة وإن كان مبدعًا في الأصل، وأضاف أن هناك مربّي وأسرة قد تقبر إن هناك مربي وأسره قد تقبر المواهب، والعكس.
وهنا نحطم الأسطورة: “أن الإبداع فقط موهبة”، وإنما يمكن أن ينتج عن البيئة فيمكن تشجيعه وتنميته وتوجيهه. وهناك دراسات تؤكد على أن التساهل في التربية والإهمال وعدم التربية والشتم والضرب قد يصنع طفلا يسعى فقط إلى الأمان، وأما ما نسعى إليه والمطلوب هو المربي الحازم المشجع الحنون. ويستشار الأبناء في أمور الحياة؛ حتى يُركزون على الأعمال، كذلك يذكر أن الطفل بذاته هو المبدع وإنما يقال له إن قصته مميزة وإن لديه ريشة مميزة؛ حتى لا تتوقف قدرته على الإبداع.

مداخلات الأمسية:
ناقش الدكتور الحليبي مداخلات وأسئلة الحضور الذين بلغ عددهم أكثر من ٩٥ حاضر

١-هل الأبداع صفة متوارثة أم.مكتسبة، وهل اختيار شريك.مبدع يساعد على الأبداع أم ليس له علاقة؟
وكانت إجابة الدكتور أنه نعم الأبداع له علاقة بالجينات، وبالطبع اختيار الشريك المبدع له علاقة كبيرة على تكوين الطفل الأبداعي.
٢- ما هو الحد الفاصل بين التربية الصارمة وبين المحبة؟
فأجابة الدكتور بجملة واحدة معبرة أن الصحيح هو المحبة الحازمة.
٣- هل من المهم أن يكون هناك تؤمة بين الأب والأم في التربية؟
فأجابه بنعم وإذا كانت الزوجة عاقلة وهادئة وتستطيع تحمل المسئولية، ولديها قدرة على التربية فليس من الضروري وجود الأب.
٤- كيف نستطيع أن نبني ركائز أساسية وثابتة للطفل؟
فذكر الدكتور بعض النقاط المهمة منها:
١- حفظ القرآن الكريم وتأمله، فالقرآن يوسع من مدارك الطفل وآفاقه، وتزوده بثروة لغوية كبيرة.
٢- القصص النبوية والسنة كي نربطهم بالسيرة.
٣-أن يحفظ أبياتًا من الشعر؛ حتى يقوي ذاكرته ومهارة الحفظ عنده.
٤-التدريب على القراءة والكتابة، مع ضرورة إشرافنا على ما يقرأ.
٥-أن نعرض ما يكتب الطفل للنقد.
وكان أخر سؤال معنا، واختتمنا به اللقاء هو:
كيف أكون شخصًا مبدعًا؟
وكانت الإجابة أولا: يجب أن تتوفر مكتبة للطفل، وشراء الكتب الكثيرة
ثانيًا: نهتم بالذي يقرأه الطفل.
ثالثا: يهتم الاطفال بالمجموعات القصصية فنحاول توفيرها للطفل، ونجعله يكتب ويقرأ.

توصيات الأمسية :
بين الدكتور خالد الحليبي أكثر من طريقة لكيفية تكوين الطفل الأبداعي منها:
١- تدريبه على تقدير الجمال وتأمله.
٢- التربية على إنتاج الجمال وابتكاره.
٣- عرض كل المواهب والمجالات أمامه وهو يختار في النهاية.
مرئيات حول الأمسية:
– [ ] الموضوع حيوي ومتميز جدًا ومن احتياجات العصر الفكرية والتوعوية
– [ ] كان عرض الدكتور الحليبي سهل وأسلوبه مبسط ومدعوم بالأمثلة والنماذج التي أوصلت الفكرة للحاضرين بطريقة سلسة
– [ ] إدارة الجلسة كانت منظمة ومرتبة وفقًا للوقت رغم مطالبة الحضور بوقت أطول نظرًا لأهمية الموضوع .
– [ ] حبذا أن أعد طُلِب مسبقًا أو خلال الأمسية عرضت نماذج من أطفال مبدعين سواء من اليوتيوب أو مباشرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88