الأدب والثقافةفن و ثقافة

ملتقى ابن جفين الثقافي يناقش ظاهرة إلقاء الأطفال للشعر

ضمن نشاطات وفعاليات ملتقى بن جفين الثقافي برئاسة الأستاذ والشاعر/ ملفي بن جفين الميزاني، وعضوية عدد من المثقفين والمثقفات في الملتقى المقام كمجموعة من مجموعات الواتساب.

ناقش هذا الأسبوع ظاهرة انتشار إلقاء الأطفال للشعر سواء فصيح أو شعبي، وتتناول موضوع وطني أو غزلي وغيره من المواضيع، وهل الطفل يفهم ما يردد من كلمات شعر؟، وما مدى تأثير هذه الظاهرة على حياة الأطفال ومواهبهم؟.

وقد أدلت الأستاذة أسيل الدريس برأيها في هذه الظاهرة، قائلة: “إلقاء الطفل أو المراهق ما يجذبني أبدًا لأني أعرف أنه مجرد تلقين وحفظ، وحتى يوم أستمع ما في إحساس يصلني منهم أو تأثير، كأنك تستمع للإذاعة الصباحية في المدرسة، وأستطيع أن أرى وهم يعيشون طفولتهم بمواهب تناسب سنهم أكثر، فعلى سبيل المثال أنه لو عندي طفلة فصيحة اللسان أستطيع أن أجعلها في فترة طفولتها أن تقرأ كثيرًا، بحيث يكون عندها تشبع لغوي وتقدر تقرر بس تتعدا مرحلة الطفولة والمراهقة. وعلى سبيل المثال أيضًا فإن ابنتي تحب الرسم فأجعلها تبدع في رسم الفساتين والأزياء، وحينما تكبر تقرر هي إن كانت مصممة أزياء والأمثلة كثيرة.. ويجب علينا أن نهيئ للطفل بيئة تعلم سليمة تفيده في المستقبل.

ملتقى ابن جفين الثقافي يناقش ظاهرة إلقاء الأطفال للشعر - صحيفة هتون الدولية
https://alhtoon.com

أما ان أجعل ابنتي أو ابني مثلا متخصصًا في إلقاء قصائد فيها غزل أو أغاني كبار، فمن المستحيل بهذه الطريقة، كذلك أن أفتح لنفسي بابًا وأن أجعل ابنتي تعيش مرحلة ليست مرحلتها، ويجب فتح ذهنها لأمور ليست في سنها، ومن الخطأ أن تلفظها، ومعاني وكلمات لا تليق بطفلة.. ويجب أن يعيش الأطفال مراحلهم العمرية بطريقة تليق بهم.
ومع هذه الظاهرة نجد أنه مؤخرًا انتشر استغلال الأطفال لغرض الشهرة والترند، وهذه ظاهرة ما نقدر ننكرها لكن عواقبها وخيمة في المستقبل، وهناك تأثير كبير على حياتهم وعلى مواهبهم وعلى اختيارتهم، فهم في مرحلة يجب أن يركزوا على دراستهم وتطويرها للأفضل، ولهم الاختيار في المستقبل، مثال انا عن نفسي أبدًا لم أرد أن أترك أطفال صديقتي يجلسون معنا بالمجلس، ولا أحب الطفل ياخذ كلمة أو جملة أو يسمع شيئًا أو يستوعب شيئًا لا يصلح لعمره، وأحب أن يعيش طفولته والبراءه.. لذلك أتحدث عن مجال كبير على الطفل لأنه أمانة في أيدينا، ويجب الانتباه على الحديث الذي يقوله ويلقيه على من يخالط عمر نفس عمره على أي مكان يذهب؛ هذا واجبنا تجاه أطفالنا، أن نحافظ على الصحة العقلية لهم لأنه يؤثر كثيرًا على مستقبلهم”.

كما طرحت أيضًا حصة البوحيميد رأيها من جانب يخص تعليم الأطفال للشعر حيث قالت: “في رأيي أن تعليم الشعر الجيد يحسن مهارات النطق والتعلم لدى الأطفال، وحفظه وإلقائه يحفز الذاكرة وطلاقة اللسان، ويُذهب رهبة المواجهة والخوف من التحدث أمام الآخرين، ومن المهم أن يكون الشعر ذا قيمة أدبية وسلس الألفاظ، لأن حفظ الطفل للشعر وإلقائه أفضل من التغني ببعض الأغاني الساقطة التي لا قيمة ولا معنى لها، والتي أصبحت متصدرة لذلك العصر”.

ملتقى ابن جفين الثقافي يناقش ظاهرة إلقاء الأطفال للشعر - صحيفة هتون الدوليةومن جانب آخر أوضحت الأديبة الأستاذة/ ابتسام البقمي، “إن ذلك يرتبط بالنمو الحركي والنمو الكلي للطفل، نمو الذكاء، ونمو الحركة، ونمو الوجدان، كما يرتبط الشعر بالنمو الوجداني للطفل، والأغاني تنمي الجانب العاطفي وتدفعه لينتج أكثر وتربي في الطفل ما يسمى بالآليات الدفاعية، حتى يبقى دائمًا بعيدًا عن كل اضطراب، وما يمكن أن يحدث خللًا في بنيته النفسية. وأن ما يقدم للأطفال يجب دائمًا أن يكون مناسبًا لنموهم العاطفي والوجداني والعقلي، يجب أن نعطي للأطفال ما يناسب قدراتهم العقلية وعمرهم ونموهم العمري.هذا ما يعطينا توازنات لدى الأطفال في مستقبل حياتهم”.

والكاتبة نهى الجابري طرحت الأمر من حيث إلقاء الشعر الفصيح والشيلات فقالت: “من وجهة نظري المتواضعة، فإن الموضوع ممكن أن يُرى من جانبين: أولها: حسن إذا كان الشعر بأنواعه فصيحًا.. فهذا من شأنه أن يثري حصيلته اللغوية، ويقوِّم لسانه، ثانيها: ما نراه غالبًة شيلات أغلبها (هياط) وكلمات سيئة تتخللها، والكثير من المصطلحات الشعبية.. طبعًا لا أتكلم هنا عن التلقين حتى يصور في مواقع التواصل للشهرة دون أن يعي الطفل ذلك.. لذا فأنا شخصيًّا ضد إلقاء الأطفال ولا أتابعهم بتاتًا؛ هل يعقل أن طفلًا عمره سبع سنوات تسرق منه حبيبته أجمل سنينه؟!.

ومن جانب عملي أوضحت الشاعرة أميرة الصبياني: “من خلال تجربتي في تدريب الصغار على القراءة السليمة والطلاقة اللغوية والثقة بالنفس، وإنه لا بد من تعويد الأطفال والمراهقين على إلقاء النصوص الجيدة أمام أقرانهم والمجتمع، والإكثار من الفصيحة؛ لأن ذلك يعلمهم الفصاحة ويكسبهم الثقة في النفس ومواجهة الجماهير.

وحتى لو كانت النصوص شعبية، فقد تُكسبهم الكثير من المهارات والعادات الجيدة، ومن المهم جدًا الحرص على الانتقاء الجيد للنصوص والجمهور الجيد المحفز”.

 

ودخل الدكتور/ محمد بن سالم الغامدي، على خط الآراء وأدلى برأيه قائلا: “لا تزال قضية عفس رقابنا من الطفولة حتى الكهولة للماضي بكل ما فيه من غث وسمين بعد أن تركنا الحاضر والمستقبل للغير ليصنعه لنا موائد مدفوعة وتفرغنا نحن بفعل فاعل، والفاعل هم المحدثون والفقهاء الذين حشوا عقولنا الباطنة بأقوالهم وجعلوا مناهجنا منها الشغل الشاغل عن بقية العلوم في ميدان التعليم”.

وأضاف: “لا شك بأن الأطفال هم ثروة المستقبل فلنلحق على عقولهم قبل أن تُستلب ثم تُحشى بتراث أغلبه مكذوب وكم هو جميل أن نوازن ثقافتنا بين الجميل من ماضينا وما يحتاجه مستقبلنا”.

ملتقى ابن جفين الثقافي يناقش ظاهرة إلقاء الأطفال للشعر - صحيفة هتون الدولية

وتناولت الظاهرة الأستاذة/ أميرة اللحياني، برأي حيث قالت: “أحب أن أضيف على الكلام الجميل الذي قرأته بحكم عملي واهتمامي بالأطفال والموهوبين خاصة، تعتبر هذه المرحلة مرحلة مهمة في حياتهم ولها أبعاد كبيرة، فهي مرحلة الكشف عن مواهبهم وبذرة تزرع جذور ذكائهم اللغوي. في رأيي أي أحد بدأ بالتقليد ثم كون هويته الخاصة، فنعمة الإلقاء في الطفولة تساعد على النمو اللغوي، بالتالي تزيد مَلَكة الحفظ وتتطور لديهم مهارات استخدام المفردات اللغوية، وأيضًا يتربى الطفل على حسن استخدام الكلمة فيزيد حسهم الجمالي في الوصف والتأثير عند الالقاء، فأي شاعر بدأ بحفظ الشعر لمن سبقوه، ثم استلهم الشعر من حسه الوجداني وحسن استخدام الكلمة”.

مثال توضيحي: الطفل مستحيل يعرف يقرأ كلمة لو لم يعرف الحروف، وكذلك من المستحيل أن تُصقل موهبة الشعر والإلقاء لو لم يتربى على فنون الكلام وإدارة المشاعر والاستماع، أما بخصوص إدراكه للمعنى.. ففي البداية تشرح لهم الأبيات، ومع الاستمرار ستصبح لديهم الخبرة والمعرفه بالمعنى.

 

ملتقى ابن جفين الثقافي يناقش ظاهرة إلقاء الأطفال للشعر - صحيفة هتون الدوليةوختمت الدكتورة/ هتون الوابل، هذا النقاش بما يخص هذه الظاهرة: “إن للطفولة كمرحلة عمرية يعيشها الإنسان ميزاتها وخصائصها ومتعتها القائمة بين العفوية والتصرف التلقائي، وتداول الأطفال للأشعار حفظًا وإلقائها هو مجرد ترديد كالببغاء، فالقصيدة الشعبية أو الفصحى قد يفهم الطفل بعض مفرداتها وقد لا يفهم البعض الآخر، لا سيما أن بعض القصائد تحمل مفردات صعبة على الكبار، فما بالنا بالصغار.

ولو تناولنا تاريخ اهتمام العرب بشعر الأطفال فهم يغنون للأطفال ويترنمون لهم بشعر جميل منذ أن يكونوا في المهد لتنويمهم أو مداعبتهم … إلخ، لكن لم يحفظوهم للشعر الذي يخص الكبار.. لذا كانت الأشعار الموجهة للطفل تسمى الأهازيج أو الأناشيد، وأغلبها يدور حول معانٍ وأفكار سهلة مرتبطة بمستوى الأطفال العقلي.
لذا لا أؤيد كما ذكر من سبقوني بالرأي، انتشار هذه الظاهرة لأننا نحرم الأطفال من متعة الإلقاء والتغني بشيء مفهوم لديهم”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88