تشكيل وتصويرسير و شخوصفن و ثقافة

“تقاسيم المخيال الأفريقي” في لوحات للمغربي مصطفى الزوفري

يحتضن رواق باب الرواح بالرباط حتى الرابع والعشرين من سبتمبر الجاري معرضا للفنان التشكيلي مصطفى الزوفري، تحت عنوان “تقاسيم المخيال الأفريقي“، وفيه يجمّع الفنان المغربي رموزا من مخيالات أفريقية متعددة، وتُعرض فيه لوحات ومنحوتات تقدم جزءا من تجربة فنان تشكيلي يهتم بالرموز والثقافة الأفريقية في مختلف بيئاتها وألوانها ودلالاتها.

هذا المعرض يعد بالنسبة إلى الفنان الزوفري المقيم ببلجيكا “محطة في مسار البحث والتنقيب والحفر في أغوار ورموز وأشكال كنوز القارة السمراء، في انتظار القادم”. ويضم هذا المعرض مجموعة من أعمال الزوفري من رسوم، وصباغة، ومنشآت فنية، ومشروع مجسد، وكذلك أغراض، وأقنعة وأقمشة، في فضاء سينوغرافي خلاق، تتلاقى وتتحاور فيه إبداعات الفنان مع ملهماتها.

و”تقاسيم المخيال الأفريقي”، وفق البيان الخاص بالمعرض، هو من تنظيم وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وهو الفصل الثاني من ملحمة فنية تحتفي بالقارة السمراء وتحتفل بها. ملحمة استهلّها الفنان بجدارية “السمفونية الأفريقية” المزينة لإحدى واجهات متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، والتي توّجَت إسهامَ الزوفري في الفضاء العمومي بالرباط.

وفي هذه الجدارية وظف الفنان عددا من العلامات ذات “الدينامية” المتعددة، حاثا زائرها بمدخل متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط على التأمل واستيعاب التقابلات والمستويات والدلالات الجديدة. يذكر أن مصطفى الزوفري ولد بالناظور، وتابع دراسته الابتدائية بازغنغان ثم الثانوية بالناظور ووجدة. وبعد حصوله على شهادة الباكالوريا التحق بالأكاديمية الملكية للفنون الجميلة ببروكسل حيث حصل على شهادة الإجازة في الفنون الجميلة والمرئية، كما التحق أيضا بالمدرسة العليا للفنون الجميلة والمرئية بمونص.

ويشتغل الزوفري حاليا أستاذا للفنون التشكيلية بفدرالية بروكسل – والوني في بلجيكا، وشارك في عدة معارض جماعية وأقام أخرى فردية بأوروبا والمغرب، كما أنجز عدة جداريات ومجسمات وخاصة “شعلة الأمل” تكريما لضحايا الإرهاب في باريس وبروكسل في نوفمبر 2016، وفي سنة 2018 زيّن الفنان إحدى الساحات في مدينة وجدة بمجسم أسدل الستار على تظاهرة “وجدة عاصمة الثقافة العربية”.

ويعرف الفنان المغربي بأنه متعدد المواهب (الرسم، النحت، النقش والطباعة) وأن أعماله متحررة بشكل جوهري وبحرفية أيضا، لأن الحرية والانفتاح وكسر الصور النمطية حسب هذا الفنان، تتمثل في خلق الاختلاف من فنان لآخر.

وتأتي لوحاته على شكل خليط بين البرونز والخشب والتراب، ساعدت في خروجها إلى حيّز الوجود المواهب المتعددة التي يمتلكها الفنان في مجال الفن، كما أن عشقه للفن التشكيلي نشأ منذ صغره، وحرصه على ألاّ يحصر نفسه في مدرسة محدودة أو أسلوب معين، بل يرسم حسب اتجاهات جميع المدارس الفنية المختلفة، منها السريالية والواقعية وحتى التجريدية والتكعيبية.

وتلتقي في أعماله الرموز الأفريقية مرورا من جنوب الصحراء الأفريقية وصولا إلى شمال أفريقيا والمغرب خاصة، مزاوجة بين رموز الزرابي والأوشام والثقافة العربية الإسلامية وكذلك الثقافة الأمازيغية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88