لغز فلكي غامض يسكن درب التبانة
تمكّن علماء الفلك بجامعة هيرتفوردشاير البريطانية من كشف لغز جديد في عالم النجوم، حيث اكتشفوا نوعاً غريباً يُطلق عليه اسم “المدخنون القدامى” في مجرة درب التبانة.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية
وتتميز هذه النجوم بسلوك غير تقليدي، حيث تظل في حالة هدوء لفترات طويلة قبل أن تشهد فجأة انبعاثاً لسحب الدخان.
وركّز فريق البحث الدولي، الذي أجرى مسحاً مدته 10 سنوات باستخدام تلسكوب “المسح المرئي والأشعة تحت الحمراء” في تشيلي، في البداية على العثور على نجوم حديثة الولادة، لكنه عثر على 32 نجماً أولياً و”المدخنين القدامى”.
وتتعرض هذه النجوم لتعتيم مفاجئ، حيث تصبح أكثر خفوتاً بنسبة 40 إلى 100 مرة، ويرجح أن يكون ذلك ناتجاً عن نفث الغبار الذي يحجبها مؤقتاً.
وعلى الرغم من أن أصل هذه النفثات الدخانية لا يزال مجهولاً، إلا أن الدراسة تسعى لاستكشاف دورها في نشر العناصر الثقيلة في المجرة.
وتتكهن الدراسة التي قادها عالم الفيزياء الفلكية فيليب لوكاس، بمركز الفيزياء الفلكية بجامعة هيرتفوردشاير البريطانية، بدور هذه النجوم في توزيع العناصر المجرية.
وفي حين أن النتائج مبكرة، إلا أن هذا الاكتشاف يسلط الضوء على ظواهر غير مرئية سابقاً في سلوك النجوم. ونشرت الدراسة في دورية “الإشعارات الشهرية للجمعية الفلكية الملكية”.
والجدير بالذكر أن درب التبانة (أو «الطريق اللبني») هي مجرة حلزونية الشكل. وهي اسم المجرة التي تنتمي إليها الشمس، والأرض، وبقية المجموعة الشمسية. تشتمل مجرة درب التبانة على مئات البلايين من النجوم، وتنتشر سحابات هائلة من الذرات والغبار والغازات في شتى أطراف المجرة. تحوي ما بين 200 إلى 400 مليار نجم؛ ففي الليالي المظلمة الصافية، يظهر درب التبانة على شكل حزمة لبنية عريضة من ضوء النجوم تمتد عبر السماء ولذلك تسمى أيضا الطريق اللبني.
