رواية عملية تجميل
رواية عملية تجميل
أسم الكاتب: عملية تجميل
أسم الكاتب: زينب عفيفي
دار النشر: الدار المصرية اللبنانية
تقدم زينب عفيفي في روايتها ( عملية تجميل) مرافعة معقدة عن الجمال بوصفه ذاتا غير خاضعة لشروط السوق، مرافعة عن ثنائية القبح والحسن في ميزان الواقع، والخطاب السردي يبدو على لسان الشخصية اخلاقيا ببعده الفلسفي، لكن النص رغم ذلك ينطوي على بعد نفسي. تتخلل فصوله مكاشفات حادة طرفاها الحاجة والاستهلاك.
في مقالها النقدي الذي نشر في ضفة ثالثة، تقدم الناقدة فدوى العبود، اضافات في عرضها لكتاب قيس عمر (العاهة في الرواية العربية) وهي تستدعي في البداية، قول دونا هاراوي في مانيفستو شيبورغ: اجسادنا هي ذواتنا وهي خرائط السلطة والهوية، تقدم في المقال اشارات عميقة عن علاقة الجسد بالسلطة وبكل تشكلاتها، عن التسليع والاوهام، عن المساوات في الميثولوجيا والدين، وعن الحداثة السائلة.
وزينب عفيفي في روايتها لاتبتعد كثيرا عن فكرة العاهة التي ظهرت في الرواية العربية، أو الجسد القبيح الذي يشكل ثقلا على كاهل الذات وتنمرا من الاخر، وهو خيبة ايضا ثم مشروع تسويق سهل امام خطاب السلطة الذي يروج لتاصيل مفهوم الاعاقة، ولدفع فكرة الجمال الى واجهة السوق، فيظهر لنا الجسد بوصفه اعاقة في علاقته بالزمن، اما خطاب التجميل، الحل لايقاف هذا الانحدار، من خلال مسح الصورة القبيحة واستبدالها بشباب دائم، شباب خارجي يحمل في معطياتها وهما او مشكلة مضمرة.
لقد تحولت المدينة في عملية تجميل سحرية الى مدينة مجانين حسب رؤية البطلة، وادت عمليات المسح الى اضطراب في مفاصل الحياة والعلاقات، وحفرت ثقوبا عميقا في وجدا المجتمع، واسقطت المعايير كلها قبل حدوث الكارثة.
البطلة في عملية تجميل قاومت قبل ان تستسلم او تخدع فكرة التسليع ومحو الذات، لكن مقاومتها لم تكن عن أيمان بقدرة الجسد الأنساني على تعرية خطاب السلطة التسويقية، بل بسبب تعقيدات داخلية جعلت جسدها خاملا بسسب الوفاء لأوهام اخرى تتعلق بالخسارة، خسارة الحب في الأساس، الوفاء للعمل ولأمومتها من طارق أبن اختها المتوفية، وهي تقدم للقارى في مفصل من هذه الرواية قضية تتعلق بثنائية الحب والايروسية، أو الجسد والهوية.
وتواصل الشخصية الرئيسة شيريهان دفاعها عن فكرة الجمال الداخلي بوتيرة اقل بعد كل فصل، بينما المدينة كلها استسلمت أثناء ذلك لخطاب الجمال بوصفه شكلا خارجيا أو سطحًا، أو وهمًا ضروريًا لمقاومة الزمن
في النهاية تطرح الرواية أسئلة عن المقدس والمدنس، عن الجمال بوصفه مفهوما فلسفيًا، وعن الزيف الذي أنكشف بعدما سقط الجميع في ظلامية ووحشية الخطاب التسويقي لفكرة الجمال.
اقرأ المزيد من الموضوعات على صحيفة هتون الدولية من هنا.
