11المميز لديناتاريخ ومعــالممتاحف وأثار

قلعة روملي حصار .. شموخ العمارة الدفاعية في الحضارة الإسلامية

تطل على مضيق البوسفور بمدينة إسطنبول واحدة من أروع القلاع الحربية والدفاعية بأسوارها وأبراجها العالية، وهي قلعة السلطان محمد الفاتح الأسطورية التي تعرف باسم (قلعة روملي حصار)، وتعد من أهم معالم المدينة التاريخية التي مازالت تقف شامخة حتى اليوم، رغم مرور ما يقرب من ستة قرون على إنشائها.

تحتوي القلعة على ثلاثة أبراج، تتثبت اثنان منها في البحر، والثالثة في البر، وقد بُنيت الأبراج الثلاثة من قِبَل 3 مهندسين و3000 عامل، بالإضافة إلى مشاركة السلطان محمد الفاتح بنفسه في البناء والإشراف عليه.
قلعة روملي حصار .. شموخ العمارة الدفاعية في الحضارة الإسلامية -صحيفة هتون الدولية-

بُنيت القلعة في الجهة المقابلة لحصن الأناضول (أول حصن في تاريخ القسطنطينية) الواقع في الطرف الآسيوي من إسطنبول، الذي بُني قبل 60 عامًا من بناء قلعة «روملي حصار» للغرض نفسه؛ وهو منع السفن البيزنطيَّة التي تجلب المساعدات والذخائر من العبور من البحر الأسود إلى البيزنطيين المتواجدين في القسطنطينية والوصول إليهم.

والهدف الأسمى الذي حلم به العثمانيون بل المسلمون الأوائل منذ وقت الصحابة وهو «فتح القسطنطينية»، فلذلك كانت القلعتان نقطتين عسكريَّتين مهمَّتين في تحقيق ذلك الهدف.
قلعة روملي حصار .. شموخ العمارة الدفاعية في الحضارة الإسلامية -صحيفة هتون الدولية-

فكان بناء قلعة “روملي” هامًّا بالنسبة إلى السلطان محمد الفاتح لتسهيل عمليَّة حصار القسطنطينية وفتحها، وقد حاول البيزنطيين بشتى الطرق أن يوقفوا عملية البناء فحاولوا مثلًا أن يمنعوا عملية شراء السلطان للأرض التي بنيت عليها القلعة بتحريض صاحبها على عدم البيع، ولكن السلطان الفاتح أستطاع بحنكة وذكاء أن يتعامل مع الرومي صاحب الأرض إلى أن عدل عن رأيه، وكذلك واجه البيزنطيين بالحكمة والسياسة إلى جانب الترهيب والتوعد في ذات الوقت.. فبالفعل كان ما أراد وبنيت القلعة وأصبحت كالشوكة في حلق البيزنطيين وغصة في جوف القسطنطينية، وشاء الله أن تفتح القسطنطينية بعد بنائها بعامٍ واحد، فتم الفتح في [29 مايو 1453م].
قلعة روملي حصار .. شموخ العمارة الدفاعية في الحضارة الإسلامية -صحيفة هتون الدولية-

ظلت هذه القلعة الشامخة تقوم بدورها الدفاعي والتحصيني كمعقل من المعاقل الحربية، إلى أن تغير دورها في المائتي سنة الأخيرة، لتستخدم كسجن للسجناء الانكشارية والعسكريين وغير العثمانيين وأسرى الحرب من مناطق الإمبراطورية العثمانية المختلفة.

ثم تعرضت القلعة إلى حريق عام 1904م، وأعيد ترميمها وإصلاح ما تهدم منها، وفتحت في عهد قريب كمعلم سياحي مهم يستقطب الكثير من السياح الذين تستهويهم عظمة العمارة الإسلامية وضخامتها وشموخها. وأصبحت منذ ذلك الحين تابعة لوزارة السياحة التركية.

القلعة وخطر الانهيار

وها هي القلعة التي أنشئت من أجل فتح القسطنطينية، ولعبت دورها العظيم في أحداثه، تقف اليوم شامخة بأبراجها وأسوارها على مضيق البوسفور بعد ما يقرب من ستة قرون على تشييدها، لتشهد على عظمة وشموخ العمارة الدفاعية في الحضارة الإسلامية، والدور الذي قامت به تلك العمائر على مر العصور، باعتبارها أهم وأبرز المعالم الأثرية في المدينة.
قلعة روملي حصار .. شموخ العمارة الدفاعية في الحضارة الإسلامية -صحيفة هتون الدولية-
ولكن يظل هذا الأثر التاريخي العملاق في حاجة إلى صيانة وترميم ليظل واقفاً بشموخه وقوته وروعة عمارته تشاهده الأجيال تلو الأجيال، خصوصاً وأن القلعة تواجه هذه الأيام خطر الانهيار بسبب الأضرار التي تعرضت لها الأبراج والأسوار، فقد لاحظ الخبراء والمتخصصون في المتاحف والآثار منذ عام وجود شروخ وانزلاقات في جسم القلعة وأسوارها تهدد بانهيارها، وأبلغوا المسؤولين بما شاهدوه، مما دفع السلطات التركية إلى إلغاء كل الأنشطة الثقافية والعروض الموسيقية المقرر إقامتها داخل أسوار القلعة، جراء المخاطر التي تواجهها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88