مكتبة هتون

ديوان أبو القاسم الشابي

ديوان أبو القاسم الشابي

“ديوان أبو القاسم الشابي” وهو كتابٌ يحتوي الأعمالَ الشِّعريّةَ الكاملةَ للشّاعر الذي عاشَ 25 سنةً فقط.

يتألّفُ الدّيوانُ من 576 صفحةً، ويضمُّ رؤى الشّاعر وأحلامَه ومواقفَه من الحياة.

فنراهُ يائساً كارهاً للحياةِ داعياً إلى الموت إذ يقول:

– إلى الموتِ يابن الحياةِ التّعيس
ففي الموتِ صوتُ الحياةِ الرّخيم
– إلى الموتِ فالموتُ روحٌ جميل
يرفرفُ مـن فـوقِ تـلكَ الـغـيـوم

ونراهُ حيناً آخرَ داعياً إلى الحرّيّةِ، فيقول:

– خُلقْتَ طليقاً كطيفِ النّسيم
وحرّاً كنورِ الضّحى في سماه
– تُغـرّدُ كالطّـيرِ أين اندفعْـت
وتشـدو بـمـا شـاءَ وحيُ الإله
– كذا صاغَكَ اللهُ يابن الوجود
وألقتْكَ في الكونِ هذي الحياه

ويدعو كذلك إلى إقامةِ الصّلاةِ قائلاً:

– صَلِّ ياقلبي إلى اللهِ فإنّ الموتَ آتِ
– صَلِّ فالنّازعُ لا تبقى له غيرُ الصّلاةِ
ويهجو مَن لا يدافعُ عن دينِه، فيقول:
– لحى اللهُ مَن لم تستثرْهُ حَميّةٌ
على دينِه إن داهمَتْهُ العظائمُ
– لحى اللهُ قوماً لم يُبالوا بِأسْهُمٍ
يُصـوِّبـها نحـو الدّيانـةِ ظـالـمُ

ويبدو الغزلُ عندهُ جميلاً رقيقاً وغزيراً إذ يقول:

– عذبةٌ أنتِ كالطّفولةِ، كالأحلامِ
كاللّحنِ، كالصّباحِ الجديد
– كالسّماءِ الضّحوكِ كاللّيلةِ القمراء
كالـوردِ، كابتســامِ الـولـيد

وتلمعُ كالنّجومِ قصيدتُه (إرادة الحياة) التي يقولُ فيها:

– إذا الشّعبُ يوماً أرادَ الحياة
فلا بدَّ أن يستجيبَ القدرْ
– ولا بدَّ للّيلِ أن ينجلي
ولا بـدَّ للقـيـدِ أن ينـكسـرْ

ولعلَّ أجملَ قصيدةٍ هي: نشيدُ الجبّار أو هكذا غنّى بروميثيوس، فيقول فيها:

– سأعيـشُ رغمَ الـدّاءِ والأعـداءِ
كالنّسرِ فوقَ القمّةِ الشّمّاءِ
– أرنو إلى الشّمسِ المضيئةِ هازئاً
بالسُّحبِ والأمطارِ والأنواءِ
– وأقولُ للقدرِ الذي لا ينثني
عن حربِ آمالي بكلِّ بلاءِ:
– لا يطفئ اللّهبَ المؤجَّجَ في دمي
موجُ الأسى وعواصفُ الأرزاءِ
– فاهدمْ فؤادي ما استطعْتَ فإنّه
سيكونُ مثلَ الصّخرةِ الصّمّاءِ
– ويعيشُ جبّاراً يحدّقُ دائماً
بالفجرِ، بالفجرِ الجميلِ النّائي
– إنّي أنا النّايُ الذي لا تنتهي
أنـغـامُـه مادامَ في الأحـيـاءِ
– وأقولُ للجمعِ الذين تجشّموا
هدمي وودّوا لو يخـرُّ بـنـائـي
– إنّي أقولُ لهم – ووجهيَ مشرقٌ
وعلى شفاهي بسمةُ استهزاءِ- :
– إنّ المعاولَ لا تهدُّ مناكبي
والنّارَ لا تأتـي على أعضـائي
– فارموا إلى النّارِ الحشائشَ والعبوا
يا معشرَ الأطفالِ تحتَ سمائي
– وترنّموا -ما شئتمُ- بشتائمي
وتجاهـروا -ما شـئتمُ- بعدائي
– أمّا أنا فأجيبكم من فوقكم
والشّمسُ والشّفقُ الجميلُ إزائي:
– مَن جاشَ بالوحي المقدّسِ قلبُه
لم يحتـفـلْ بحـجـارةِ الفـلـتـاءِ

فالخزينةُ اللّغويّةُ للشّاعرِ واسعةٌ وعذبةٌ، ويبدو مذهلاً من إبداعِه هذا، وهو لم يتجاوز 25 سنةً، فكيف لو عاشَ ضعفَها؟

اقرأ المزيد من الموضوعات على صحيفة هتون الدولية من هنا.

ديوان أبو القاسم الشابي
ديوان أبو القاسم الشابي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88