رواية شرق المتوسط
رواية شرق المتوسط
“شرق المتوسّط” رواية للأديب السّعوديّ عبدالرّحمن منيف.
تتألّف الرّوايةُ من 250 صفحةً، وهي من زُمرةِ أدبِ السّجون، وتحكي سيرةَ رجب إسماعيل المعتقَل السّياسيّ في بلدٍ لم يُسمِّه، بل رمزَ له بشرق المتوسّط كي يفسحَ لنا المجالَ أن نراهُ في كلّ بلادِنا العربيّة.
لبثَ رجب في السّجنِ خمسَ سنواتٍ، وكانوا يطلبون منه التّوقيعَ على اعترافاتٍ، وعلى تركِ العملِ السّياسيّ، وهو يرفضُ حتّى استسلم بعد خمسِ سنواتٍ، ووقّع بسبب مرضِه وإصابتِه بروماتيزم في الدّم.
الرواية تجري بطريقة الخطفِ خلفاً، من خلال شخصيّتَين أساسيّتَين هما المعتقَلُ رجب، وشقيقتُه أنيسة.
تحكي لنا شخصية رجب البعض من ذكرياته من داخل السّجنِ، وبعضاً من طرق التّعذيبِ التي مُورِسَتْ ضده من قبل السجانين، مثل الضّربِ والتّعليقِ والصعق بالكهرباءِ والإغراق في المياء والتّعريةِ وإطفاءِ السّجائرِ في جسدِه.
وهناك ذكرياتٌ أخرى بلسانِ شقيقتِه أنيسةَ التي كانت أمَّه الثّانية، فحكَتْ بعضاً من ذكرياتها معه قبلَ اعتقالِه، و ذكرياتِها مع والدته القويّةِ والشّجاعةِ والتي كانت تشجّعُه أن يبقى شجاعاً كأبيه، وماتت أثناء اعتقاله.
لم يجعلِ الكاتبُ أحداثَ السّجن أساسَ روايتِه، بل جعلَ الرّوايةَ مليئةً بالألم، وبالصّراعات النّفسيّةِ، وبالمشاعرِ، مشاعرِ المعتقَلِ، ومشاعرِ أهلِه، وانكساراتِهم أيضاً، فسنرى فيها العنادَ والحبَّ والكراهيّةَ والشَّجاعةَ، ومن خلال مشاعرهم سنشعرُ بويلاتِ السّجون.
تنقسمُ الرّوايةُ إلى جزأين زمنيَّين، أوّلُهما يتناولُ فترةَ اعتقاله، والفترةَ التي سبقَتْها، وثانيهما يتناولُ مابعد خروجه من السّجن وسفره، وصولاً إلى مابعد وفاتِه.
سنرى في الرّوايةِ أوجُهاً من المقارنةِ بين بلادِنا شرق الأوسطيّة، وبلاد الغربِ في كلّ أشكال الحياةِ، وفي النّظرة إلى الإنسانِ، وفي أساليب التّفكير.
لغةُ الكاتبِ، وطريقةُ سردِه أدبيّةٌ وبليغةٌ ومؤثّرة.
اقرأ المزيد من الموضوعات على صحيفة هتون الدولية من هنا.
