الصقلي يدعو لإشاعة الثقافة الروحية وسط الأجيال

الصقلي يدعو لإشاعة الثقافة الروحية وسط الأجيال من ابن عربي إلى جلال الدين الرومي معرجا على عمر ابن فارض الملقب بـ”سلطان العاشقين”، سافر الأنثروبولوجي والكاتب المغربي فوزي الصقلي بالجمهور الذي حج إلى قاعة دار الفنون بالرباط ليلة الثلاثاء، ناقلا إياه إلى سحر التصوف ومشتهى الخمرة الروحية الأصيلة.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية

ووصف الكاتب المغربي فوزي الصقلي ، الذي له إصدارات عديدة في الصوفية وتاريخها، ابن العربي بكونه الإطار المرجعي الذي “لا محيد عنه في تاريخ التصوف”، مبرزا أن “الصوفية ثقافة حية وتراث ضارب في القدم ومتجذر يتجدد دائما في فترات مختلفة”.

وشدد الصقلي الأنثروبولوجي المتخصص في تاريخ التصوف، في معرض كلمته خلال لقاء نظمته مؤسسة “المدى”، على أن “المغرب متجذر في أعراف الثقافة الصوفية التي تترجم عبر تراثه الغني من حيث أبعاده المادية وغير المادية”.

ودعا إلى إشاعة هذه الثقافة الروحية وسط الأجيال الصاعدة والشابة، مبرزا أن “هذا التراث الجامع للقيم وللحكمة وللبعد الروحي والثقافي غني ومتجذر في تاريخنا وهويتنا”.

وعاد الكاتب ذاته إلى طفولته في فاس، وقال في سرده الذي ألقاه بلغة فرنسية أنيقة إنه ترعرع وسط أسرة عريقة غارقة في التراث الصوفي لكنه لم يسمع أبدا بهذا الاسم، لافتا إلى أن عائلته كانت تجتمع في الزاوية للاستماع للمديح الصوفي، كما أن أجداده لم يكونوا يرتدون الزي الرسمي بل الجلابيب ويقصدون جامع القرويين.
وزاد الصقلي في كلمته: “كنا نلج الزوايا من أجل الاستماع للمديح الصوفي ولجلسات الذكر والابتهالات، وهناك من كان يصل إلى مرحلة الخمرة، وهي تصاعد الروح وتفوقها على الوجود المادي في الإنسان”.

واعتبر المتحدث ذاته أن الصوفية هي “أسلوب حياة، وطريقة لفهم للإسلام بقيمه العميقة، إنها مسألة ثقافة وتعليم وتلقين أيضا”، مشيرا إلى أنه “لا تتم التربية الصوفية بالكلام وحده، وإنما تحتاج إلى بيئة ثقافية واجتماعية وعائلية وأخوية”.

وتحدث الكاتب المغربي عن المعنى المقدس للروحانيات باعتبارها طريقة للتعبير عن النوازع الداخلية والإيمان المتفرد، مشددا على أن مدينة فاس احتضنت الصوفية منذ القدم، حيث يورد مؤلف كتاب “فاس.. مدينة الإسلام” الصادر في عام 1920 الفترات التي قطعتها الصوفية في العاصمة العلمية للمملكة.