هل انقطاع التنفس أثناء النوم هو الحلقة المفقودة بين ارتفاع ضغط الدم ومرض الزهايمر؟
في مقال مراجعة حديث نُشر في مجلة Hypertension Research، قام الباحثون بتقييم العلاقة بين النمط “غير القحاف” لارتفاع ضغط الدم وانقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم (OSA) ومشاركته في تطور مرض الزهايمر (AD).
في ظل الظروف العادية، ينخفض ضغط الدم في الليل بنسبة 10٪ تقريبًا مقارنة بمستوياته الطبيعية أثناء النهار، وهي ظاهرة تعرف باسم ارتفاع ضغط الدم “الغطاس”. نسبيًا، يشير ارتفاع ضغط الدم غير الغطاس إلى مستويات ضغط الدم الليلية التي تنخفض بنسبة تقل عن 10% من مستويات ضغط الدم أثناء النهار. الأهم من ذلك، أن الأفراد الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم غير الغطاس يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بحالات صحية مختلفة، بما في ذلك تلف الأعضاء الطرفية، فضلاً عن أمراض القلب والأوعية الدموية والوفيات.
يمكن لـ OSA، حتى في أشكاله الخفيفة، أن يزيد من ضغط الدم الليلي من خلال آليات مختلفة، مما يشير إلى أن هذه الحالة يمكن أن تساهم بشكل مباشر في ارتفاع ضغط الدم غير الغطاس ومخاطر القلب والأوعية الدموية المرتبطة به. في إحدى الدراسات الحديثة، وجد الباحثون أن توقف التنفس أثناء النوم يزيد بشكل كبير من خطر ارتفاع ضغط الدم غير الغطاس؛ ومع ذلك، فقد ثبت أن علاجات الضغط الهوائي الإيجابي المستمر الأنفي (CPAP) لمدة ست ساعات أو أقل تقلل من خطر ارتفاع ضغط الدم غير الغطاس في حوالي 70٪ من مرضى انقطاع التنفس أثناء النوم.
ارتفاع ضغط الدم غير الغطاس و م
بالمقارنة مع الأفراد الأصحاء، غالبًا ما يكون لدى مرضى الزهايمر متوسط أعلى بكثير لضغط الدم على مدار 24 ساعة، وضغط الدم الانقباضي على مدار 24 ساعة (SBP)، وضغط الدم الانقباضي الليلي. وبالمثل، أفادت العديد من الدراسات أن ضغط الدم الليلي لم ينخفض لدى مرضى الزهايمر.
تم اقتراح آليات مختلفة للمساهمة المحتملة في ارتفاع ضغط الدم غير القحاف لدى مرضى الزهايمر، بما في ذلك حجم الدماغ الأصغر، وفرط كثافة المادة البيضاء، والنزيف الدقيق، والضمور الدماغي. قد تساهم زيادة نشاط الجهاز العصبي الودي، وخاصة داخل محور الغدة النخامية والغدة الكظرية، في النمط الظاهري غير القحاف في مرض الزهايمر. كما لوحظ أيضًا انخفاض حساسية مستقبلات الضغط (BRS) بشكل متكرر في مرض الزهايمر، مما قد يساهم أيضًا في تغيير مستويات ضغط الدم لدى هؤلاء المرضى.
قد تؤدي مستويات ضغط الدم المرتفعة التي لوحظت لدى مرضى الزهايمر أيضًا إلى إعادة تشكيل الشرايين مما يؤدي إلى تفاقم إنتاج لويحات الأميلويد ب (Ab). وبالمثل، يمكن أن يؤدي تصلب الشرايين وخلل الأوعية الدموية الدقيقة إلى الحد من تصفية عضلات البطن، وبالتالي زيادة مستويات عضلات البطن داخل الدماغ.
القشرة الجزيرية (Ic)، التي تقع في منطقة من الدماغ حيث توجد الشرايين الدماغية الوسطى، هي عنصر حاسم في شبكة قشرية معقدة تنظم الجهاز العصبي اللاإرادي المركزي استجابة للضغط العاطفي. ارتبط تلف Ic بانقطاع التنفس أثناء النوم، وإصابة عضلة القلب، وتغير مستويات ضغط الدم، وارتفاع مستويات البلازما من الببتيد الناتريوتريك في الدماغ والكاتيكولامين.
