الجزيرة الحمراء.. ماضٍ عريق من الزمان القديم
جميل ان تنتقل من مكان إلى آخر بحثا عن مدينة حاضرة بماضيها ومعالمها القديمة، أن تتنقل بين منطقة ارتبطت بالتاريخ وأخرجت معالمها الحضارية من باطن الأرض، وبين مكان هجره الإنسان فسكنه الجانّ كما يقول بعض سكان الجزيرة الحمراء في إمارة رأس الخيمة، هذه الجزيرة كانت حتى الأمس البعيد إحدى المناطق المأهولة بالسكان، وعاش سكانها على أعمال الملاحة البحرية وتجارة اللؤلؤ قبل أن يهجروا منازلهم في منتصف القرن العشرين عندما بدأت الدولة تشهد مرحلة التطور والبناء، وانتقلوا إلى المباني الحديثة بالقرب منها أو في مناطق مختلفة في إمارات الدولة.
يبلغ عمر الجزيرة المحاطة بالمياه من جميع الجهات حوالي 400 سنة، وقد سُمّيت بالجزيرة الحمراء نسبةً لتربتها الخصبة ذات اللون الأحمر. كانت الجزيرة قديماً موطناً لقبيلة الزعّاب، لذا كانت تحمل اسم هذه القبيلة.
تُعد الجزيرة الحمراء واحدةً أشهر قرى الصيد القديمة، التي ما زالت قائمةً إلى اليوم في منطقة الخليج العربي، والجزيرة الحمراء هي قرية صيدٍ صغيرة، تقع تحديدًا في جنوب إمارة رأس الخيمة، وهي آخر مراكز صيد اللؤلؤ في منطقة الخليج العربي؛ حيث كانت السفن تنطلق منها لاستخراج اللؤلؤ، كما كانت مركزًا للعديد من أنشطة الملاحة البحرية، غير أنّ الجزيرة الحمراء تعتبر من الأماكن المهجورة اليوم، وذلك بعدما رحل عنها سكانها في ستينيات القرن العشرين، تزامنًا مع اكتشاف النفط، وعلى الرغم من ذلك، تحظى الجزيرة الحمراء في رأس الخيمة بأهمية كبيرة في دولة الإمارات والمنطقة بسبب هويتها الثقافية والتاريخية، ويقوم بزيارتها السكان المحليون والسياح على حدٍ سواء، لمشاهدة ما تبقى من معالمها، ولقضاء الأوقات في المرافق الترفيهية المشيدة فيها، وعلى شواطئها الممتدة على طول 64 كيلومترًا.
الأماكن التراثية في جزيرة الحمراء
ترك الزعّاب الجزيرة في منتصف القرن العشرين باحثين عن حياة أفضل، لذا هاجروا إلى إماراتي ابوظبي والشارقة. أدت هذه الهجرة لتحوّل الجزيرة إلى مكان أثري يعجّ بالمباني التقليدية، وهي الحضارة العمرانية التي يبحث عنها السيّاح وعشاق الآثار.
قائمة المعالم الأثرية التي تحتضنها الجزيرة:
القلاع
المدارس
البقالات
المساجد
جامع كبير
مساجد صغيرة
كانت القلاع آنذاك تُستخدم للأغراض الدفاعية، بالإضافة إلى توفر مسجد كبير يتميز بمئذنة ذات شكل مخروطي وتصميم معماري فريد من نوعه. كانت المنازل آنذاك تنقسم إلى مبانٍ بسيطة تصطف بجانب بعضها البعض، وأخرى تبدو عليها مظاهر الترف كانت مخصّصة للتجار والأسر الغنية.
رغم مرور 400 سنة على هذه المعالم القديمة، إلّا أنها نوعاً ما لا تزال محافظة على شكلها، ويمكن التعرّف على تصميمها المعماري.