بينـالي الفنـون الإسلامية رحلة من الإبداع والروحانيـة!
في الأشهر الماضية اكتسحت إعلانات معرض بينالي الفنون الإسلامية القائم في مدينة جدة مواقع التواصل الاجتماعي كافة، وملأت لافتات الإعلانات الخارجية أهم شوارع المملكة! فهل يستحق المعرض تلك الحملات المكثفة؟ وما المقصود بكلمة بينالي أصلاً؟
ترادف كلمة «بينالي» المهرجان العالمي الذي يقام كل عامين في عدد من المدن العالمية لاستعراض الفنون الحديثة والمعاصرة، كالفنون البصرية بمختلف أنواعها: التصميم، الموسيقى، المسرح وغيرها..
ويهدف هذا المعرض بطريقة غير اعتيادية تميزت عن بقية المعارض الفنية التقليدية وذلك في جوانب عدة، تساهم بشكل أو بآخر في زيادة المستوى المعرفي في مجال الثقافة والفنون ليس في الفنون المحلية فقط، بل العالمية أيضاً! فخلق المعرض حالة تفاعلية رائعة بين المجتمع والعمل الفني والفنان، فبدلاً من أن يختص أشخاص معينون بتذوق الفن والاستمتاع به أصبح الفن متاحاً للجميع، وقادرون من خلاله على أن يفهموا ويُشاركوا ويُعبروا عن آرائهم وتساؤلاتهم، فتلاشت تلك الحواجز واختفى ذلك الخوف الذي ارتبط دوماً حول صعوبة فهم وتفسير الأعمال الفنية! أبهرتني تلك الميزة واستشعرت مدى استمتاع الزوار بمختلف الأعمال التي عرضت لهم خلال رحلتهم لعالم الفنون الإسلامية، وتفاجأت كثيراً من عدد الزوار باختلاف أعمارهم وأجناسهم وخلفياتهم الثقافية! التي جمعتهم في مكان واحد لخوض تجربة استثنائية جمعت بين المتعة والثقافة ويتثقفون من خلالها الفنية والدينية في آن واحد وما أروعه من مزيج!
فبعد زيارتي تلك أدركت مدى الجهد المبذول من قبل وزارة الثقافة ومؤسسة بينالي الدرعية، فقد اتضح ذلك في أدق التفاصيل منذ أول خطوة يخطوها الزائر في المعرض حتى آخر خطوة، تنظيم رائع، طرق غير اعتيادية استُغلت فيها المساحات الشاسعة للمعرض فعرضت بعض الأعمال خارجياً والأخرى داخلياً حسب خواص العمل وحجمه، وبجانب كل عمل أرفق البيان الفني باللغتين العربية والإنجليزية، بالإضافة لوجود شخص وُكّل بمهمة شرح العمل الفني وذكر جزء من خلفية الفنان، لكنني وددت أن تُشرح الأعمال بسرعة مُعتدلة تُمكن الزائر من الفهم والربط بين الكلام والعمل المُتمثل أمامه ليتمكن بعدها من السؤال والاستفسار إن وجد.. ولكنه معرض يستحق الزيارة حتماً بلا أدنى شك!
