11المميز لديناتاريخ ومعــالممتاحف وأثار

“المشتى”.. قصر أموي في بادية الأردن

في قلب الصحراء جنوب العاصمة الأردنية عمان، يقع “قصر المشتى” أكبر القصور الأموية المنتشرة في البادية الأردنية، والذي مازال شاهدا على حقبة هامة من التاريخ العربي العريق.

يقع قصر المشتى على بعد 30 كم جنوب عمان بجوار مطار الملكة علياء الدولي. ربما بدأ بناؤه في عهد الخليفة الأموي الوليد الثاني (743-744 م)، لكنه لم يكتمل حيث قُتل، ودُمر القصر بعد ذلك بزلزال. كانت الوظيفة الرئيسية للقصر هي خلق بيئة مرموقة للخليفة لعقد اجتماعات رفيعة المستوى مع زعماء القبائل المحلية
"المشتى".. قصر أموي في بادية الأردن-صحيفة هتون الدولية-

يقسم القصر إلى ثلاثة أجنحة، الجناح الأوسط مقسم بدوره إلى ثلاثة أقسام هما القسمان الشمالي والجنوبي ويضمان الأبنية الرئيسية، أما القسم المتوسط في الجناح الأوسط فهو يشكل صحنا مكشوفا. كان الجناح الشمالي مقراً للخليفة، أما الجناح الجنوبي فهو ممرات وغرف ومسجد، ومنه ينفتح المدخل الوحيد الذي تزينه من الخارج واجهة مزخرفة.
"المشتى".. قصر أموي في بادية الأردن-صحيفة هتون الدولية-

ومن معالم قصر المشتى من الناحية الفنية هي الزخارف المحفورة في الحجر الجيري في الواجهة القبلية التي يقع بها المدخل، ونقلت تلك الواجهة إلى قسم الفنون الإسلامية بمتحف بيرغامون، ويُلاحظ في قصر المشتى وجود بعض العناصر الفنية التي تشبه زخارف قبة الصخرة.

بنيت جدران القصر من الطوب المشوي كقصر طوبة ويحيط به سور مربع الشكل بني من الحجارة الجيرية، طول ضلعه 150 مترا تقريباَ، وفي السور 25 دعامة نصف دائرية لزيادة التماسك بين أجزائه، وتبلغ المساحة الكلية للموقع داخل السور 22 دونما تقريباَ.
"المشتى".. قصر أموي في بادية الأردن-صحيفة هتون الدولية-

ويشتمل القصر على “قاعة العرش” التي تشكلت من بهو كبير ينتهي بصدفة مثلثة، حيث أن تصميم القصر من الداخل يحاكي شكل الورقات الثلاث لنبات النفل، وكان يفترض أن تغطيها قبة، ويتقدم القاعة رواق ثلاثي مقنطر كبير يشبّه بأقواس النصر الرومانية.

ورغم عدم اكتمال بنائه، ونقل واجهته المزخرفة، إلا أن “المشتى” ما زال مقصدا لزائري قصور الصحراء الأردنية، بوصفه منبرا فريدا من حيث التشكيل الهندسي والحلول المعمارية التي وفرت داخل القصر أجواء من الهدوء والانتعاش الطبيعي الذي يحد من حرارة الصحراء، وكذلك بما يحمله من تاريخ يشهد على تعاقب أمم وحضارات توالت وبقي الحجر الشاهد الوحيد على مرورها.
"المشتى".. قصر أموي في بادية الأردن-صحيفة هتون الدولية-

وتمثل القصور روائع من المعمار العربي الذي ازدهر بشكل كبير في الأزمنة السابقة وقدم دررا فريدة من نوعها ما يزال الكثير منها قائما إلى اليوم، وتعد من العناصر الأساسية للصناعة الثقافية وتحقيق التنمية من خلال خلق الحركية السياحية وما يحيط بها من أنشطة علاوة على الترويج لبلدانها والإضاءة على مراحل هامة من تاريخها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88