البيت والأسرةتربية وقضايا

العنف الاسري ومدى تأثيره على ثقة الطفل

العنف هو مجموعة من السلوكيات غير المرغوبة التي تتبع أسلوب القسوة والإهانة التي يستخدمها الشخص في التعامل مع شخص آخر أو أحيانًا تجاه حيوان أو أي شيء آخر ، مما يؤدي إلى هذه السلوكيات والأفعال التي تسبب ضررًا لهذا الشخص نفسيا وجسديا ، مما يؤثر سلبا على شخصه. الحياة ، بل بالأحرى في بعض الأحيان تهدد حياة بعض الناس. تعرف منظمة الصحة العالمية العنف على أنه (الاستخدام المتعمد للقوة البدنية أو القدرة ، المهددة أو الفعلية ، من قبل شخص ضد نفسه ، أو ضد شخص آخر ، أو ضد مجموعة أو مجتمع ، مما يؤدي إلى أو يحتمل بشدة حدوث إصابة. أو الوفاة إصابة نفسية أو سوء نماء أو حرمان.

أنواع العنف الأسري

العنف الجسدي

يُعرف العُنف الجسدي بأنّه التسبّب بالضرر أو إحداث إصابة جسدية لأحد أفراد الأسرة، فالعنف الجسدي يتحقّق بتوافر شرطين؛

الأول: أن يفعل الفرد أو يمتنع عن فعل أمر معين ينتج عنه أذى بدني

أمّا الشرط الثاني: أن يكون هذا الفعل عن سبق إصرار في إحداث الأذى الجسدي، بينما لا يُشترط أن يحدث الشرطان في وقتٍ واحدٍ، فقد تفصل بينهما فترة زمنية كحالة إهمال الآباء والأمهات لمتابعة أطفالهم، ممّا يُلحق بهم الضرر الجسدي، كما أنّه لا يُنظر إلى دوافع العنف الجسدي كتبرير لفعل العنف سواء كانت بدافع الانتقام، أو التربية، أو السيطرة على الضحيّة، أو الحصول على المال، فطالما أنّ الشرطين السابقين متوافران تُعتبر الحالة عنفاً جسدياً.

يجدر بالذكر أنّ العنف الجسدي قد يصل ضرره إلى تعطيل الحواس، أو القتل في بعض الأحيان، كما تختلف الأدوات المستخدمة لإحداث الضرر الجسدي؛ فمنها ما هو بسيط كالصّفع أو الدّفع، ومنها ما هو شديد كالآلات الحادة أو الأسلحة.

العنف النفسي

يُعتبر العنف النفسي من أكثر أنواع العنف انتشاراً في المجتمع، إلّا أنّه من أصعب الأنواع في القدرة على تمييزه أو معرفة مدى أثره؛ وذلك لعدم وجود آثار مادية ظاهرة على الضحيّة، كما أنّه يصُعب إثباته في حال لجأت الضحيّة لتقديم الشكوى للسُلطات المعنيّة، فمن أشكال العنف النفسي، التعرّض لألفاظ مؤذية تُسبّب احتقاراً لنفس الضحية؛ كالسّب، والشتم، والقذف، أو إشعار أحد أفراد الأسرة بأنّه شخص غير مرغوب فيه، أو تجاهله والانتقاص من دوره وعدم الأخذ برأيه في أمورٍ تخصّ الأسرة.

يُعتبر منع أحد أفراد الأسرة من مخالطة أقاربه أو أصدقائه؛ كمنع الزوجة من زيارة الأهل، أو منعها من الخروج لممارسة العمل من صور العنف النفسي، وكذلك التهديد بالضرب، أو الطلاق، أو الحرمان من الأطفال، بالإضافة إلى فقدان مشاعر الحب والعطف بين أفراد الأسرة، وعدم تعاون أفراد الأسرة في إيجاد حلول مناسبة لمشاكلهم، كما أنّ عدم اهتمام الوالدين بتربية أبنائهم يُساهم في تنشئتهم تنشئةً اجتماعيةً غير سليمة.

العنف الجنسي

يُعرّف العنف الجنسي بأنّه أيّ فعل أو قول يمسّ كرامة الإنسان ويقتحم خصوصية الجسد سواء كان عنفاً جنسيّاً ماديّاً؛ كزنا المحارم، أو كان عنفاً جنسيّاً معنويّاً؛ كالألفاظ والتعليقات الجنسيّة الجارحة، ومن صور العنف الجنسي أيضاً إجبار الأطفال على بعض الممارسات أو استغلالهم بهدف اكتساب المال أو لأهداف أخرى، ويُشار إلى أنّ العنف الجنسي اختراق واضح للضوابط الشرعية، والأخلاقيّة، والقانونية التي تُنظّم العلاقات الأسرية، كما يصعب حماية الضحيّة ومحاسبة مرتكب العنف الجنسي لتُحفّظ غالبية المجتمعات للحديث عن هذه الأمور.

آثار العنف الأسري على الأطفال


يتسبب العنف الأسري في العديد من المشكلات الاجتماعية والنفسية والجسدية والعاطفية التي تؤثر على حياة الطفل في المستقبل. يتحدد مدى ودرجة التأثير السلبي على حياته بمقدار الضرر الذي تعرض له ونوع العنف الذي تعرض له الطفل في طفولته ، حيث يواجه الطفل العديد من الآثار الناتجة عن العنف الأسري ، منها ما يلي:

يفقد العنف الأسري للطفل الثقة بالنفس مما يجعله غير قادر على اتخاذ أي قرار في حياته بسبب التردد والشعور الدائم بالخوف.

يؤثر هذا العنف على سلوك وسلوك الطفل خارج المنزل مع أقرانه في المدرسة أو الشارع ، حيث يحاول الطفل إفراغ الطاقة السلبية بداخله والعنف الذي تعرض له من قبل الأسرة من خلال السلوكيات والعواطف الخاطئة التي لا تتوافق مع المجتمع.

يستخدم الطفل مخزون العنف الذي تعرض له في حياته لحل مشاكله المستقبلية بطريقة عنيفة لا تصلح لحلها.

يؤثر هذا العنف المنزلي أيضًا على حياة الطفل وطريقة تعامله مع الآخرين بطريقة عاطفية بغضب شديد غير مبرر.

كما يتسبب العنف الأسري في ضعف شخصية الطفل وشعور دائم بالإحباط مما يؤثر سلبًا على تعاملاته وإنجازاته وكافة جوانب حياته المستقبلية.

من الآثار السلبية للعنف ضد الطفل بناء شخصية متمردة للطفل ، فهو يرفض كل الأمور الموجهة ضده دون أي مبرر ، دون إبداء أسباب لهذا الرفض أو تقديم حلول بديلة ، وهذه الشخصية المتمردة أسباب. له تأثير على حياته مع تقدم العمر.

عدم الأمان ومشاعر الدفء الأسري.

عدم امتلاك أي قدرة أو مهارة في التفكير للتصرف في أي موقف يتعرضون له.

الشعور المستمر بالاستياء تجاه المعتدي.

الشعور بالخجل والرغبة في العزلة عن الأصدقاء والعائلة أيضًا.

الشعور المستمر بالقلق والخوف من أي خطر محتمل.

عدم الرغبة في المشاركة في أي نوع من الأنشطة الاجتماعية خوفًا من التعرض لأي نوع من المواقف المحرجة.

أهميَّة حماية الطفل من العنف الأسري

 

تٌعدّ مرحلة الطفولة من أهم المراحل التي يمر بها الطفل حيثُ يؤثر كل شيء يعيشه الطفل ويتعلمه في هذه المرحلة على سلوكه وبناء شخصيَّته وطريقة تفكيره وحياته المستقبلية وإنجازاته وأحلامه التي يسعى لتحقيها.

لذلك تتطلب هذه المرحلة بصورة خاصة تقديم كافة صور الرعايةً اللازمة التي يحتاجها الطفل في بناء شخصيَّة وتحديد سلوكه وأهدافه، حيثُ تُعدّ مرحلة في غاية الحسَّاسةٌ وهي أساس البناء والتقويم السليم لشخصيَّة الطفل وتحديد مستقبله وكذلك أيضًا التكوين النفسي والاجتماعيّ.
العنف الاسري ومدى تأثيره على ثقة الطفل -صحيفة هتون الدولية-

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88