العلاقه مع الله ليست مقاولة، كما يعتقد البعض من الناس، بمعنى، إذا عبدتك يا ربي فلا بد أن تُصلح حياتي ومعاشي ونفسيتي 100%. هذا الفهم مغلوط، لأن العلاقة مع الله هي لإصلاح الآخرة، وقد تعيش بهذه العلاقة مع الله حياة طيبة في الدنيا، ولكن ليس شرطًا أن تخلو من مشاكلك بنسبة صفر، ولو كان هذا هو الهدف من خلقنا في هذه الدنيا لكانت الحياة الدنيا هي الجنة، ولكنها ابتلاء واختبار لحياة أخروية قادمة مستمرة لا تنقطع.
قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} وقد أنزل الله مع هذه الابتلاءات ما يخففها، مثل اللطف والصبر والسكينة والرضى والاحتساب، وكل هذه خير لأن مردودها يعود بالنفع على المُبتلَى بهذه المصائب، فما يأتي من الله إلا خير، فما علينا إلا أن نعلم علم اليقين أننا في دنيا أغيار وعدم استقرار، ولكن إذا صبرنا واحتسبنا فهناك في الآخرة تُوزَّع الجوائز علينا، كلٌ حسب صبره واحتسابه ورضاه بما قُدِّرَ له.
بقلم/ سالم سعيد الغامدي