زوايا وأقلاممشاركات وكتابات

رجال ماتوا من سنين.. لكن مكارمهم ما زالت على قيد الحياة

من هؤلاء الرجال جمعان بن سالم بن أحمد الظهيري الزهراني.. المعروف بجمعان بن جمعة – رحمه الله تعالى.

نشأ وترعرع في قرية السكان بوادي الثعبان التابع لمحافظة قلوة، أمِّيٌّ لا يقرأ ولا يكتب، لكن لديه من المعارف والحكم ما يعادل أعلى الشهادات.

كريم؛ إذا جاءه الضيف يفرح بقدومه، وإذا رفض الضيف عزومته بكت عيناه حتى يوافق.

يحب التراث والآثار، وكان من جل اهتماماته بئر مسعودة وقرية عشم التراثية كونها تقع قريبة من قريته.

جمعان بن جمعه -رحمه الله- نشأ في زمن الفقر ولكن كافح في هذه الحياة وامتهن البيع والشراء واحتوى أبناء أخيه علي بن سالم بعد ممات والدهم وقام بتربيتهم ورعايتهم وشاركهم في كل ما يملك.

كان أبًا حنونًا لهم، تحولت حياتهم من الفقر إلى رجال أعمال، ترك قرية الثعبان ونزل مركز ناوان وقام بشراء الأراضي وكوّن قرية وأنشأ محطة بنزين بجميع مرافقها وبنى البيوت بحنكته وجميل تصرفه رغم أُميَّته، باع واشترى في الإبل وجميع أنواع المواشي، باع واشترى في مواسم الحج.

كان رحمه الله يتمتع بخلق رفيع، وسعت بال، وطرائف؛ كل من عرفه حبه، وكل هذه المغريات والأموال التي جمعها لم تغرهِ أو تثنِهِ عن مساعدة الفقراء والمحتاجين، بل إنه سخرها في خدمة المحتاج. تزوج ثلاث من النساء، ورزق منهن أولادًا وبناتًا.

رجل تُوفي من سنين لكن يعلم الله أن ذكره في جميع المجالس، وكأن الرجل ما زال بيننا على قيد الحياة.

بالصدفة قبل كم يوم كنت أتحدث مع أحد الأصدقاء من رجال الصحافة والإعلام في موضوع، وذكر لي قصة قال: كنت أنا وزملائي نتابع الربيع في منطقة اسمها الثعبان-وهو لا يدري أنني من تلك المنطقة-، ومن ضمن حديثه قال وجدنا رجل اسمه جمعان بن جمعة، يوم شاهدنا عرف أننا ضيوف على المنطقة، سلم علينا وجلس معنا عزمنا، وحاولنا أن نعتذر منه، لكن هيهات، أصر على إكرامنا علمًا أنه لا يعرفنا، فقلت لصديقي هذا الرجل من جماعتي وجوده وكرمه من أيام الجوع والفقر ليس من اليوم.

من طفولتي وأبو محمد بيته مدهال للضيفان يحب البعيد والقريب، جوده وكرمه لمن عرفه ومن لا يعرفه دائمًا يقول الضيف ضيف الله.

أبو محمد -رحمه الله رحمة الأبرار- له جاه عند جميع المسؤولين، خدم جماعته ومعارفه في جميع المجالات التعليمية والوظيفية وطالب بالمدارس والمرافق الحكومية والخطوط والكهرباء وبناء المساجد في قريته الثعبان.

كان الرجل إذا ذبح ذبيحة يوصي أهله بتوزيع المرق واللحم على الجيران والأقارب، تسمعه أعطيتم فلان وأعطيتم فلانة.. رحم الله أبا محمد.

 صديقي سألني عن ابنه محمد وعن أخوانه وأخبرته أنهم بخير.. استمر حديثنا طويلاً عن مكارم رجل الجود والكرم والشهامة والنخوة، حبيب كل من عرفه، حتى اليوم الذي مات فيه كان يسأل عن أبناء أخوه الواحد تلو الآخر وعن أبنائه وبناته وزوجاته، رحم الله جمعان بن جمعة وأسكنه فسيح جناته.

كان من دعائه: “اللهم توفني وأنا أقدر في نفسي”، فاستجاب الله دعاءه، جاءه القدر وهو يتابع أولاده وأسرته بدون مرض.

أسأل الله أن يجعل قبر أبي محمد روضة من رياض الجنة.

بقلم/ أ. غميص الظهيري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88