#نابليون بونابارت أول إمبراطور لفرنسا بعد الثورة
#قائد عسكري، وأول #إمبراطور لفرنسا بعد الثورة التي أطاحت بالملكية عام 1789، واستطاع توحيد أرجاء واسعة من أوروبا بالقوة، لكنه مُني بهزائم متوالية كانت آخرها معركة “واترلو” عام 1815، حيث لجأ عقبها إلى القوات البريطانية التي نفته إلى جزيرة سانت هيلانة بالمحيط الأطلسي، ومات هناك بعد ستة أعوام، وهو في الـ51 من عمره.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية
سافر نابليون وهو في سن التاسعة إلى فرنسا، والتحق بالأكاديمية العسكرية في بريَّن بمساعدة الكونت ماربيف حاكم كورسيكا، وكانت الأكاديمية في ذلك الوقت حكرا على أبناء الطبقة الأرستقراطية، فوجد نابليون نفسه نشازا بينهم نظرا لمستواه المادي ولكنته الإيطالية المميزة.
كرّس جل وقته للمطالعة، وكان شديد الاهتمام بالتاريخ عموما والعسكري خاصة، وكذلك الرياضيات، كما كان مهتما بالفن.
الإمبراطور
في شهر مايو/أيار 1804، أُعلنت فرنسا إمبراطورية، وكانت تشمل فرنسا وإيطاليا وأجزاء من بلجيكا وألمانيا والنمسا وصولا إلى روسيا.
وفي الثاني من ديسمبر/كانون الأول 1804، احتضنت كاتدرائية “نوتردام د باري” حفل تتويج نابليون إمبراطورا بحضور آلاف الوجهاء والساسة والقادة العسكريين والبابا، وبعد ذلك بستة أشهر تُوج نابليون إمبراطورا لإيطاليا، وجرت المراسم في مدينة ميلانو.
أصبح نابليون إمبراطورا يحكم أجزاء واسعة من أوروبا، وهو في أواسط العقد الرابع من عمره، ورغم ذلك كان طموحه التوسعي بلا حدود، فواصل حملاته العسكرية وشنَّ حربه الثالثة ضد الحلفاء “النمسا، وبلجيكا، وهولندا، وروسيا، وبريطانيا”، وفي شتاء عام 1805 انتصر في معركة أوسترليتز”، وأخضع الحلفاء، وفرض الحماية على إسبانيا وجعلها تحت إمرة شقيقه.
إنجازات
تمكن نابليون في فترة حكمه الوجيزة من تأسيس البنك المركزي الفرنسي، وسن القانون المدني الفرنسي الذي تضمن 36 قسما وأكثر من ألفي فصل الذي ظل مرجعا قانونيا أساسيا للكثير من التشريعات في العالم.
قسّم نابليون فرنسا إداريا إلى مقاطعات، وما زال تقسيمها كذلك إلى اليوم، وأسس محكمة الحسابات وهي -إلى اليوم- واحدة من هيئات الرقابة والتدقيق المالي في فرنسا وعدد كبير من دول العالم، كما أسس مجلس الدولة ومحكمة النقض وبورصة باريس.
وفي المجال المعماري، تدين باريس لبونابارت باثنين من أبرز معالمها السياحية هما قوس النصر، وتمثال لوبليسك في ساحة الكونكورد، اللذان يَحدَّان جادة الشانزيليزيه، أشهر شارع في العاصمة.
مكّنَ النصر الذي حققه نابليون في أوروبا الشرقيّة من تجنيد أفراد موالين له في مناصب السلطة في نابولي، والسويد، وهولندا، وإيطاليا، ووستفاليا، وإسبانيا، ولكنّ الميزانيّة الوطنيّة لفرنسا تعرضت للانهيار بعدَ عدّة هزائم أصابت الجيش الفرنسيّ، وبعدَ الحملة العسكريّة المرهقة التي شنها نابليون على روسيا في الشتاء عام 1812م، والتي بدأت بأكثر من 600 ألف جنديّ، وانتهت بأقل من 10 آلاف جنديّ، وبسبب الضعف الذي أصابَ فرنسا حدثت محاولة انقلاب على حكومة نابليون عندما كانَ في الحرب مع روسيا، ولكنّها باءت بالفشل، حتى تمكنت القوّات البريطانيّة من اجتياح فرنسا، ممّا أدى لاستسلام نابليون يوم 30 من شهر آذار عام 1814م، ونفيه إلى جزيرة إلبا.
استطاعَ نابليون الهرب من منفاه والعودة إلى باريس في عام 1815م،وتمكن من الحصول على دعمٍ كبيرٍ هناك واستطاعَ استعادة عرشه، كما تمكن من إعادة تنظيم جيشه وحكومته، فقادَ هناكَ جيشه في معركةٍ هزم فيها القوّات البروسيّة في بلجيكا، ولكنّه تعرّضَ للهزيمة في معركة واترلو، ممّا اضطره إلى التخلي عن لقبه وسلطاته، فطلبَ من الدول المنتصرة تعيين ابنه كإمبراطور ولكنّ طلبه رُفضَ، وتمّ نفيهُ إلى جزيرة سانت هيلينا؛ حيثُ كانَ معزولاً عن العالم الخارجيّ يمارسُ القراءةَ والكتابة، حتى أصيبَ بقرحة في المعدة أو بمرضِ السرطان عام 1817م، فمات في منفاه يوم 5 من شهر أيّار عام 1821م، عن عمرٍ ناهز 51 عاماً.