التاريخ يتحدثتاريخ ومعــالم

#سعد بن أبي وقاص الرامي الأول

#يُعد سعد بن أبي وقاص أحد أكثر الشخصيات تبجيلا عند أهل السنة والجماعة، حيث أنه من السّابقين الأوّلين إلى الإسلام، وأحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وأنه من العشرة المبشرين بالجنة، وأوّل من رمى بسهمٍ في سبيل الله، وحامل إِحدى رايات المهاجرين الثلاث يوم فتح مكة، وأحد قادة الفتح الإسلامي لفارس، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين اختارهم عمر بن الخطاب ليختاروا الخليفة من بعده، وقد وردت أحاديث وآثار عديدة تبين فضل سعد ومكانته.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية


سعد بن أبي وقاص هو سعد بن مالك بن أُهيب بن عبد مناف بن زُهرة،وأمّه حمنة بنت سفيان بن أميّة بنت عم أبي سفيان بن حرب بن أمية، وجده أهيب بن عبد مناف عم السيدة آمنة أم رسول الله عليه الصّلاة والسّلام، وهو من أخوال النبي صلى الله عليه وسلم،ولد قبل بعثة النبي محمد عليه الصلاة والسلام بتسعة عشر عاماً،ونشأ في قريش، واشتغل في بري السهام وصناعة القسي، وهذا ما أهله ليكون بارعاً في حياة الصيد والغزو، وكان أحد الثمانية الذين سبقوا الناس للإسلام، وهم: أبو بكر الصديق، وعثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، وقيل إنّه كان يبلغ من العمر سبعة عشر عاماً عند إسلامه، وكان ممن أسلم على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ومن أوائل المهاجرين مع الرسول عليه الصلاة والسلام إلى المدينة، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة.

سعد البطل..الرامي الأول والأفضل

لم يكن أحد من بين صحابة رسول الله، عليه الصلاة والسلام، في مثل مهارة سعد بن أبي وقاص، في الرمي بالسهام. فقد عُرف بلقب في الإسلام، امتاز به واشتهر ونال به الشرف العظيم، وهو أنه أول من رمى بسهم في سبيل الله، حتى كان هو نفسُه يذكر ذلك تحدثا بنعمة الله عليه، وشكرا له بها، فيقول مفتخرا بحق وصدق:

“والله، إني لأول رجل من العرب، رمى بسهم في سبيل الله. ويعتبر سعد الوحيد الذي افتداه الرسول بأبويه حين قال له يوم أحد: “ارم سعد فداك أبي وأمي”..”، ويقول علي ابن أبي طالب:”ما سمعت رسول الله يفدي أحدا بأبويه إلا سعدا”. ولرمية سعد الأولى قصة، ففي السنة الأولى للهجرة النبوية إلى المدينة، بعث رسول الله، أول سرية لمهمة استطلاع أخبار وشؤون المشركين في مكة، وعَقَدَ الراية فيها لعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، وجعله أميرا على ستين رجلا من المهاجرين، ليس فيهم أحد من الأنصار، كان من بينهم سعد، فمضت السرية في طريقها لتحقيق ما أُمرت به، فبينما هم في مسير طريقهم ذلك، إذ رأوا عددا غير قليل يفوق عددهم من كفار قريش، تحت إمرة أبي سفيان بن حرب، ولأنّ رسول الله كان بعثهم سرية استطلاعية لا قتالية، لم يبادر أحد من المسلمين بمهاجمة المشركين، فلم يقع بين الفريقين قتال، إلا أن سعدا البطل المقدام، أبى إلا أن يصيب منهم بيديه القويتين في الحق، الماهرتين في الرمي، فأطلق على المشركين عددا من سهام كنانته، أصاب بها بعض رجالهم ودوابهم، فكان بذلك أول من رمى بسهم في سبيل الله، نصرة للإسلام، ودفاعا عن المسلمين.

خال الرسول ﷺ

بعد ذلك اليوم الأغر في حياة سعد بن أبي وقاص، شهد مع رسول الله المشاهد كلها، وكان المشهد الأعظم والأروع، بالنسبة إليه في يوم أحد، إذ تجلت فيه شجاعته في أبهى مظاهرها، عندما دافع عن الرسول دفاعا لا مثيل له. وبعد غزوة أحد حظي سعد عند الرسول حُظوة عظيمة، حتى بلغ من شدة حب الرسول له أنه كان يفتخر به ويباهي، فيقول إذا رآه: (هذا خالي، فليرني امرؤ خاله). وذلك أن سعد قُرَشيّ من بني زُهرة، وبنو زهرة هم قوم أم رسول الله، السيدة آمنة. بهذا الأدب الجم، ولطف النفس، ولين الخلق، وكرم الطبع، كان النبي ﷺ يعامل أصحابه، إنه يقول لسعد: هذا خالي. مع أنه يكبره بنيّفٍ وعشرين سنة.

وفاته :

لقد تُوُفِّي سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه في العقيق وهي تبعد عن المدينة المنورة بعدة اميال في سنة 55 هجريا وكان عمره وقت ذاك ثمانون عاما ، وهو آخر من مات من المهاجرين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88