التاريخ يتحدثتاريخ ومعــالم

#سعد بن معاذ الذي اهتز #لموته عرش الرحمن

#سعد بن معاذ .. هو سعد بن معاذ بن النعمان من بني عبد الأشهل، من الأوس، بل سيد الأوس على حداثة سنه، أسلم ولمّا يجاوز الثلاثين سنة، على يد مصعب بن عمير سفير النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ في يثرب وداعيتها، وكان سعد قد جاءه مغضباً يريد زجره عن دعوته، ورده من حيث أتى، ولكن ما هي إلا كلمات يسيرة من الداعية الصادق، وآيات مباركة تلاها من كتاب الله سبحانه، حتى تبدل الحال رأساً على عقب، فدخل سعد في الإسلام، وأصبح إلى جانب مصعب من أعظم دعاته، وفتح الله على يديه فتحاً عظيماً، بانتشار الإسلام في المدينة، وتهيئتها لاستقبال النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ، لتكون عاصمة دولته الجديدة.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية

إسلام سعد بن معاذ

كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد بعث مصعب بن عمير بعد بيعة العقبة الأولى إلى المدينة؛ ليدعو الناس إلى الإسلام ويعلمهم الدين، فأسلم معه أسعد بن زرارة، وبدأ يدعو الناس إلى الإسلام مع مصعب.أمّا سعد بن معاذ وأسيد بن حضير فقد كانا رئيسي قومهما بالمدينة، فلما علما بأمر مصعب وأسعد، قال سعد بن معاذ لأسيد اذهب إليهما وانظر في أمرهما، فإنّ أسعد ابن خالتي ولو كان غير ذلك لنظرت أنا في أمره، وأخذ أُسيد حربته وتوجه إليهما، فطلب مصعب إليه أن يجلس فيسمع منه فتلا عليه القرآن فأسلم معه.

وعاد إلى سعد وقد تغير وجهه، فسأله عن أمره فقال: كلّمت الرجلين وما رأيت بهما بأساً، وقد حُدثت أن بني حارثة قد خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه، فغضب سعد مما سمعه وخرج إلى أسعد، فرآه مطمئنًا، فعرف غاية أسيد من قوله، فقال لأسعد: لولا أنّك ابن خالتي ما رأيت مني ما رأيت، فطلب منه أن يسمع ما يقوله له، فعرض عليه الإسلام وتلا عليه القرآن فأسلم وتطهّر. وسعد بن معاذ سيد قومه بني عبد الأشهل، فأسلموا جميعاً بإسلامه، فكان بنو عبد الأشهل أول دار فى يثرب تُسلم جميعاً، ثم إن سعد دعا مصعب بن عمير وأسعد بن زرارة إلى داره، وأصبحت دار سعد مقر الدعوة الإسلامية فى ذلك الوقت.

نجم لامع

وتمر الأيام وتقع غزوة بدر الكبرى، ويلمع نجم هذا الشاب العظيم مرة أخرى، من خلال مواقف كبيرة، تعكس عظمته، ورجاحة عقله، وبعد نظره. فقد خرج النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ، بنفر من صحبه قرابة ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً، بسلاح خفيف، يطلبون قافلة تجارية لقريش، ليستردوا بعض ما خلفه المهاجرون في مكة من أموال ومتاع، ولكن يشاء الله سبحانه أن يتبدل الحال غير الحال، ويجد المسلمون أنفسهم في مواجهة جيش يفوقهم عدة وعدداً بأضعاف، فاستشار النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ الصحابة، يريد أن يرى عزمهم على القتال، ويريد أن يعرف رأي الأنصار الذين كانت بيعتهم له في العقبة الثانية تنص على حمايته داخل المدينة، دون ذكر للقتال خارجها.

فقام سعد ــ رضي الله عنه ــ ليقول كلمات سطرها له التاريخ، حملت في طياتها صدق الإيمان، ومضاء العزيمة، وعظمة النفس، ساند بها قيادته الرشيدة، ونهض بهمة الجيش وعزمه، مما كان له الأثر البالغ في تحقيق النصر يومئذ: «يا رسول الله، لقد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة. فامضِ يا رسول الله لما أردت فنحن معك.

فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غداً؛ إنا لصبر في الحرب، صدق عند اللقاء، ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك، فسر بنا على بركة الله».

وما إن سمع رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ هذه الكلمات، حتى استبشر وبشره أصحابه بالنصر.

هذه بعض المواقف العظيمة لهذا الشاب، فرحم الله سعداً، وأجزل له عن الإسلام والمسلمين المثوبة.

وفاة سعد بن معاذ

أصيب سعد بن معاذ في غزوة الخندق بسهمٍ في كاحله، فلما أُصيب دعا الله إن بقي شيئاً من الغزوات ضدّ قريش أن يُبقيه ليشارك بها، فاستجاب الله لدعائه فأبقاه ليُحكّمه رسول الله في بني قريظة، ولما حكم فيهم قال له رسول الله: لقد حكمت فيهم يا سعد بحكم الله من فوق سبع سماوات. وبعد التحكيم أعاده الصحابة إلى خيمة رفيدة ليكمل تمريضه فيها، وإذا بالمسجد قد امتلأ بالدم، فإذا بجرحه قد انفجر وسال الدم منه، حتى استشهد وقام رسول الله بتشييع جثمانه، وكان ذلك في السنة الخامسة من الهجرة، فقال رسول الله حين موته: (اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِمَوْتِ سَعْدِ بنِ مُعَاذٍ).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88